الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء الدين يرفضون تسجيل القرآن الكريم بأصوات المطربين

علماء الدين يرفضون تسجيل القرآن الكريم بأصوات المطربين
5 نوفمبر 2009 23:34
عاد إلى الساحة الجدل حول تلاوة المطربين للقرآن، بعد تدشين عدد من معجبي المطرب عمرو دياب مجموعات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تطالبه بقراءة القرآن بصوته وتسجيل هذه القراءة وبثها على الإنترنت أو طرحها على «سي دي» وشرائط كاسيت. وأعادت هذه المطالبات تفاصيل الأزمة التي اندلعت بين الأزهر والمطربين عندما قامت المطربة شيرين برفع الآذان بصوتها ضمن دعاء ديني سجلته لإحدى الشبكات الإذاعية. فقد رفض الأزهر بشدة قيام المطربين بتسجيل القرآن بأصواتهم أو الاقتراب من كل ما هو مقدس مثل الآذان باعتبار أن صوت المطربة عورة ولا يجوز أن ترفع الآذان إضافة إلى أن المطرب لا يجب أن يقرأ القرآن الكريم لأنه كتاب له حرمة وقدسية. وكان النقاش قد تصاعد عندما قرر المطرب علي الحجار تسجيل القرآن الكريم بصوته فدخل في جدال مع الأزهر الذي طالبه باعتزال الغناء أولا قبل أن يتم اعتماده كقارىء للقرآن الكريم ومنحه تصريحا بتسجيل القرآن بصوته، في حين رفض الحجار فكرة الاعتزال موضحا أنه يسجل القرآن لبيته وأسرته فحسب وليس للغرض التجاري أو بهدف التربح وانه سجل من قبل بموافقة الأزهر عددا من الأغاني والأدعية الدينية لمسلسل «قصص الأنبياء» التي احتوت على آيات قرآنية. و يأتي هذا الرفض الواسع بسبب التخوف من أن السماح للمطربين بالدخول في هذا المجال سيفسح الطريق أمام المتلاعبين والمنافقين والباحثين عن الشهرة للقيام بأفعالهم ومخططاتهم الخبيثة والعبث بكتاب الله. بينما يرى البعض أن قراءة آيات الذكر الحكيم بالأصوات التي لها حب وقرب لدى شريحة كبيرة من الشباب قد تؤدي إلى الإقبال على كتاب الله وغزو القلوب والوجدان. صوت حسن ويقول الدكتور شعبان إسماعيل، أستاذ علم القراءات بجامعة أم القرى، إن الشريعة أكدت استحباب قراءة القرآن الكريم بالصوت الحسن لإظهار عظمته وتذوق فنه كما كان هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم- والصحابة رضوان الله عليهم فالإسلام يحض على الاستعانة بكل وسيلة تقرب الدين إلى الناس وترغبهم في تعظيم شعائره وقراءة القرآن الكريم بصوت رخيم محبب إلى الأسماع والقلوب أمر مشروع ومحمود، ولكن يجب أن نختار من أصحاب الأصوات الندية العذبة، من لا يعرف الناس عنه انحرافا في سلوكه وتصرفاته مشيرا تحذير النبي- صلى الله عليه وسلم- من قراءة القرآن بألحان أهل الفسق وأهل الكبائر. وقال إن كتاب الله تعالى له مكانة مقدسة وحرمة عظمى توجب تنزيهه عن المقاصد غير اللائقة بمكانته والتي لا تتناسب وكلام الله المجيد سواء ما يتعلق بالقراءة الغنائية أو البحث عن الشهرة أو التربح المادي نظرا لما يمتاز به القرآن من العلو والرفعة. وأكد أنه عندما كان عضوا بلجنة اختيار القراء بإذاعة القرآن الكريم المصرية وتقدم المبتهل المعروف الشيخ سيد النقشبندي لإجازته رفضت اللجنة اعتماده قارئا للقرآن لأن صوته به لحن بالرغم من أنه حافظ ودارس للقرآن والقراءات وصوته عذب ويتمتع بقوة التأثير. ويقول الدكتور محمد أبو ليلة- رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- أن الإسلام يأمر بالاعتناء بقراءة القرآن الكريم وحفظه وتجويده وإظهاره بالمظهر اللائق لأن القراءة من أعظم الوسائل في فهم القرآن الكريم ، ويقول الله سبحانه: « الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون». وقوله تعالى: «إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور وليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور». وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم: « أفضل العبادة قراءة القرآن «. شروط التسجيل وأضاف إن قدسية القرآن الكريم ومنزلته العالية الرفيعة تفرض على من يريد تسجيله بصوته أن يكون حافظا للقرآن الكريم بأكمله ومجيدا لأحكامه وتلاوته وان يحدد الرواية التي سيقرأ بها منذ البداية مثل رواية حفص وغيرها وأن تعرض قراءته على مصحح ومراجع فلا يجوز أن يقرأ القرآن من تلقاء نفسه دون وجود المصحح، كما يجب أن يبعث طلبا للأزهر ومجمع البحوث الإسلامية لإرسال لجنة له تتابعه وقت التسجيل في الاستوديو الذي سيسجل به وهذه اللجنة التي تشرف على التسجيلات تكون أيضا من لجنة المصحف بمجمع البحوث الاسلامية. وحذر من خطورة إتاحة تسجيل القرآن الكريم بأصوات المطربين دون ضابط أو رقيب. وقال إن تسجيل القرآن لا يتطلب فقط جمال الصوت أو الإلمام بالقراءات وأحكام التلاوة ولكن يتطلب التزاما معينا يجب أن يتحلى به الشخص في سلوكياته وتعاملاته بحيث يبتعد عن أي خطأ حتى يكون جديرا بتسجيل كلام الله بصوته لان التهاون في هذه الجزئية يؤدي إلى مفاسد خطيرة نحن في غنى عنها خاصة أن الأمة لا تعدم الأصوات العذبة التي يمكن أن تقدم كتاب الله بخشوع وورع وسمعة طيبة وتكون قدوة للآخرين. القراءة كعبادة وعن أفضل قراءة وشروطها يقول الدكتور مبروك عطية - رئيس قسم اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- يجب أن يتمتع القارىء للقرآن بحسن الأداء والتجويد المتقن والالتزام بأحكامه وشروطه والتفاعل مع القراءة كعبادة وكوسيلة تبليغية مباشرة حتى تصل الآيات القرآنية بكل إجلال وخشوع لقلب السامع وأيضا القارىء نفسه فلا ينبغي الإفراط في أسلوب الأداء عن الحد المطلوب لإيصال المعنى الواضح وما يؤدي إلى ضياع الخشوع والطاعة في قلب المستمع أو القارىء وبث الخيال الطربي الذي يجعل المستمع يهتم بالصوت بدل الاهتمام بمضمون الآيات القرآنية، مؤكدا أن للقرآن الكريم ليس وسيلة للهو أو البعد عن المفهوم العظيم للقرآن من انه مدرسة إيمانية تعلم وتربي وتبني الأجيال والأمم. وقال إن القرآن الكريم ليس مجالا للتجريب أو وسيلة للشهرة ولا يجوز تسجيله بشكل قد يكون فيه تطريب أو صبغه بصبغة الغناء من خلال التلحين أو الإعادة والتكرار بطرق معينة لأن كلمات القرآن للخشوع والتدبر والفهم والطاعة ولهذا ينبغي التأدب في التعامل معه وفى كل الأحوال لا يجوز أن يسمح للمطربين بتسجيله وينبغي على من يريد منهم تسجيله أن يرقى إلى ما يجب عليه من الابتعاد عن الرياء وحب الجاه والسمعة ويعتزل الفن والغناء تماما ويتفرغ لقراءة القرآن والتعبد به.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©