الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الماء والنار لقاء الضدين في «البحر المسجور»

الماء والنار لقاء الضدين في «البحر المسجور»
5 نوفمبر 2009 23:35
تجلت قدرة الله سبحانه وتعالى في أن جعل البحار 71 في المئة من مساحة كوكب الأرض لاستمرار دورة المياه والحياة مصداقاً لقول الله تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حي» (الآية 30 سورة الأنبياء).. وفي القرآن الكريم إشارات إلى حقائق علمية عن البحار لم يكتشفها العلم إلا مؤخراً ، ومنها التقاء الضدين الماء والنار في البحار وهو ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالي:»والبحر المسجور» (الآية 6 من سورة الطور). كما ضرب سبحانه المثل بالبحر في الاتساع والكثرة «قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا» (سورة الكهف: الآية 109)• وكان نصيب البحر وافراً في القرآن الكريم فيقول تعالى:«إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون» (الآية 164 سورة البقرة)• وتؤكد صور الأقمار الاصطناعية أن بحار الدنيا ليست موحدة التكوين، بل تختلف في الحرارة والملوحة والكثافة ونسبة الاكسجين، وفي الألوان فبعضها أزرق وبعضها أسود وبعضها أصفر بسبب اختلاف درجة الحرارة في كل بحر• كما أظهرت الأبحاث أن المحيط الأطلنطي لا يتكون من بحر واحد بل من بحار مختلفة لكل منها خصائص مغايرة، بحسب الدكتور زكريا هميمي ـ الأستاذ بكلية العلوم بجامعة بنها المصرية. البحر المسجور ويوضح الدكتور زكريا هميمي حقيقة التقاء الضدين الماء والنار في البحر التي يشير إليها قوله تعالى«وإذا البحار سجرت» الآية 6 من سورة التكوير، فيقول: إن لله سبحانه وتعالى قد أقسم بالبحر في قوله تعالى «والبحر المسجور» الآية 6 من سورة الطور، مؤكداً أن قضية البحر المسجور حقيقة علمية لم يستطع العقل أن يستوعبها إلا منذ ثلاثة أو أربعة عقود على الأكثر، فما كان بإمكان أحد أن يتخيل أن البحار مسجرة بالنيران•• وهو ما حدا بالسلف إلى القول إن البحار سوف تسجر بالنيران في الآخرة، وأن الآيتين الكريمتين فيهما قسم من الله تعالى بشيء عظيم وظاهرة فريدة سوف تحدث يوم القيامة وذلك نظراً لاستحالة التقاء الماء والنار وهما ضدان طبقا لنواميس الدنيا، فالماء يطفئ النار والنار تبخر الماء• ومن عجب أن يأتي العلم الحديث ليؤكد حقيقة مهمة وهي أن البحار والمحيطات العملاقة مسجرة بالفعل بالنيران وأن الضدين الماء والنار ملتقيان في الحياة الدنيا، فلقد ثبت من خلال المعلومات والبيانات والمشاهدات والقياسات التي ترصدها أجهزة عالية الدقة أن قيعان البحار والمحيطات تحتوي على صدوع بعمق عدة كيلو مترات تندفع منها الحمم البركانية من مستودعات في باطن الأرض• ولنا أن نتخيل أن قيعان البحار والمحيطات متصدعة وبها براكين تقذف حممها تحت المياه مما يدل على أنها مسجرة بالنار• ويشير إلى أن المراجع العلمية تصف المحيط الهادئ بأنه محاط بحلقة من نار•• ويرتفع عمود الماء في البحار والمحيطات لعدة كيلو مترات لكنه لا يستطيع إطفاء جذوة هذه النيران البركانية، وأن البراكين على الرغم من شدة اندفاعها وثورتها وما يصاحبها من طاقة هائلة لا تستطيع أن تبخر المياه• الحاجز بين البحرين وإذا كان العلم الحديث يهتم بظواهر عالم البحار وما يتعلق بها فإن القرآن الكريم تضمن العديد من الحقائق القيمة عن ظواهر بحرية لم تكتشف إلا حديثاً، بالأجهزة المتطورة• ومن ذلك وصف نظام المصب في قوله تعالى «وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً» - الآية 53 من سورة الفرقان• وهذا بين البحار والأنهار التي تصب مياهها فيها،أما في البحار والمحيطات المالحة فيذكر القرآن أيضاً وجود حواجز مماثلة في البحار المالحة نفسها، كما في قوله تعالى «مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخ لا يبغيان» - الآيتان 19 و20 من سورة الرحمن، وقوله «وجعل بين البحرين حاجزا» - الآية 61 من سورة النمل، وهذه الحواجز تشبه الحدود المائية بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، وبين البحر الأحمر وخليج عدن وغيرها من بحار العالم• فحديث القرآن عن الحاجز بين البحرين سر من أسرار الإعجاز القرآني، كشفت العلوم الحديثة عن بعضها بالتوصل إلى وجود خواص مائية تفصل بين البحار الملتقية وتحافظ على الخصائص المميزة لكل بحر. كلمة «لجي» ويزداد الظلام وتسود العتمة الشديدة في قيعان البحر والمحيطات نتيجة تراكم الأمواج الهائجة فوق بعضها، حيث تخيم السحب الكثيفة المعتمة إلى حد انعدام رؤية الأجسام، فيتعذر على المرء أن يرى حتى يده التي في جسده•• ويضرب الله مثالاً بذلك لحياة الكافرين وأعمالهم فيقول «أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض حتى إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور» (الآية 40 من سورة النور)• وفي أوائل القرن العشرين تمكن العلماء من اكتشاف نوع من الأمواج الداخلية العملاقة غير الأمواج السطحية التي نراها على الشواطئ• وتسود الأمواج الداخلية في البحار والمحيطات العملاقة أي في أعماقها وهذا تعبر عنه كلمة «لجي» في الآية• كما أودع الله سبحانه وتعالى في البحار والأنهار نعماً عديدة للإنسان تتعلق بالغذاء والكساء ومصادر الرزق، فيقول تعالى «وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحماً طرياً وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون» (الآية 12 من سورة فاطر)•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©