خبراء يناقشون تطوير مفاهيم جودة العمليات المالية والرقابية

محمود الحضري (دبي) - أكد خبراء المحاسبة والرقابة المالية، أن ترسيخ مفاهيم الرقابة على المؤسسات والشركات، هو المدخل إلى تطبيق أسس الحوكمة، والارتقاء بمفاهيم الشفافية في الشركات المحلية والإقليمية، مشيرين إلى أن الحوكمة أصبحت أساساً تعمل به مختلف الشركات في الإمارات ويتسع نطاق تطبيقها مع الوقت. وناقش أكثر من 100 شخص من العاملين في الرقابة والمحاسبة خلال أعمال ملتقى الحوكمة والرقابة وإدارة المخاطر، أمس، الوسائل الفاعلة للإدارة الرشيدة للمنشآت الاقتصادية، في إطار جهود جمعية المحاسبين ومدققي الحسابات بالدولة، ومؤسسة “جرانت ثورنتون” الإمارات في نشر الوعي المحاسبي المهني لدى العاملين في المهنة من محاسبين ومراجعين ومديرين. وشملت المناقشات صياغة الجوانب الفكرية للأساليب الحديثة في إدارة الأعمال، والاستفادة منها في تطوير مفاهيم جودة العمليات المالية والرقابية، علاوة على بحث آليات إيجاد عناصر بناء هيكل الرقابة الداخلية للمساعدة على رفع الوعي الرقابي لدى العاملين في الشركات من كل المستويات، وليس في التدقيق الداخلي والمحاسبة. وأكدت فضة لوتاه عضو مجلس إدارة جمعية المحاسبين ومدققي الحسابات بالدولة، أن الحوكمة موضوع أساسي ومهم للشركات والهيئات بالجولة على المستوى الاتحادي والمحلي، وهناك جهود مشتركة لتلبية متطلبات حوكمة الشركات. وأوضحت أن الجمعية تعمل على التعريف بأهمية الرقابة الداخلية كأساس لمسؤولية الأعمال وإدارة المخاطر ضمن الإطار العام لتطبيق الحوكمة، مؤكدة أن الإمارات خطت خطوات مهمة في هذا الشأن. وذكرت أن الملتقى يأتي في إطار حرص لجنة التدريب في الجمعية إلى رفع المستوى العلمي والمهني في المحاسبة والمراجعة للأعضاء والعاملين في المهنة، ولفئات المجتمع كافة، والتعرف إلى الاحتياجات التدريبية لمختلف دوائر وقطاعات الدولة، وتوفير احتياجاتهم بأعلى مقاييس التدريب المتبعة. وأوضحت أن من بين أهداف اللجنة، تقديم الخدمات والدراسات الاستشارية للأعضاء للمساهمة في زيادة الوعي المهني لديهم، وتنظيم الندوات وورش العمل التدريبية في مجالات متنوعة، لتشجيع تبادل الأفكار بين الفئات المعنية. وأكد محمد نصار شريك خدمات مخاطر الأعمال في “جرانت ثورنتون” الإمارات، أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الحوكمة والرقابة وإدارة المخاطر في دعم واستمرار المؤسسات الخاصة أو الحكومية، مع تزويد الإدارة بحلول عملية فعالة لتحقيق مزيد من الربحية، ولدفع مستوى كفاءة العمليات وضمان النمو المستمر للأعمال. وبين أن الرقابة الداخلية بمثابة أسلوب عام لإدارة الأعمال، كونها أحد عناصر ضبط وتوجيه العمليات بكل أنواعها في الشركة، وذلك بهدف زيادة الكفاءة والربحية والإنتاجية وخفض احتمالات حدوث الاختلاسات والمخالفات. وشدد على أن حوكمة الشركات، مثل أسلوب إدارة الأعمال والرقابة الداخلية الفعالة، هي خط الدفاع الأول، وأن إدارة المخاطر أبرز وأهم عناصر الاستدامة والنمو، وأحدث طرق ضبط ومنع الاختلاسات داخل المؤسسة. وتناول الخبراء خلال الملتقى كيفية تقديم الاستشارات والحلول العملية والتطبيقات الناجحة في مجتمع الأعمال من مؤسسات خاصة وعائلية وحكومية. وبين نصار أن إدارة المخاطر هي أحد أهم التحديات التي تواجه الشركات بمختلف أحجامها، وذلك من منطلق جديد، وهو ترسيخ مبدأ قيام مجالس الإدارة بأدوار فعالة ومستدامة لتحديد المخاطر بكل أنواعها، وقياس احتمالية حدوثها، وبالتالي التمكن من وضع خطة مواجهة وتخفيض المخاطر بسلاسة مع استعدادها التام لمواجهة أي أزمات أوتهديدات. إلى ذلك نوه داني ماكلولين مدير مكافحة وضبط الاختلاسات في جرانت ثورنتون الإمارات، بالتهديد الذي تشكله عمليات الاختلاس على الصحة المالية وسمعة المنظمات، متناولاً الأضرار التي يسببها الاختلاس، ووسائل كشف الاختلاس مبكراً، والخطوات التي تتخذها المؤسسات لتحديد وتخفيف مخاطر الاختلاس وتحسين أدوات الكشف والردع. وتناول الدكتور طارق يوسف شريك حوكمة الشركات لدى جرانت ثورنتون الإمارات، خلال الملتقى قضية حوكمة الشركات كنظام عام يجمع كل العناصر في قالب متطور، مشيراً إلى أن بعض الدولة تطبق أنظمة الحوكمة في شكل قانون ملزم، ليعطي منهجاً متكاملاً لمجالس الإدارات والموظفين والمدققين لإدارة شركاتهم بأساليب رشيدة تحقق أهداف أصحاب المصالح والمساهمين. ولفت أحمد عدنان نعمة مدير مركز منهاج للتدريب، إلى أهمية مشاركة المحاسبين والمدققين والماليين في برامج ودورات شهادة “المحاسب القانوني الإسلامي” لما لها من أهمية في الإحاطة بآليات المحاسبة والمراجعة والتدقيق للقوائم والبيانات المالية للمؤسسات المالية الإسلامية. وأشار إلى أنه سيتم تنظيم برامج تدريبية باللغة العربية في شهر مايو القادم في أبوظبي، وباللغة الإنجليزية في دبي في شهر يونيو.