السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بوزياني دراجي يحقق كتاباً نادراً ليحيى بن خلدون

بوزياني دراجي يحقق كتاباً نادراً ليحيى بن خلدون
26 أغسطس 2008 00:31
قام الكاتب والباحث الجزائري بوزياني دراجي بعرض تحقيق لكتاب ''بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد'' ليحيى بن خلدون الأخ الأصغر للعلامة الكبير عبدالرحمن بن خلدون· وقال بوزياني، في عرضه الذي قدمه بمنتدى ''بشير منتوري'' بالجزائر العاصمة الأسبوع الماضي، إنه حقق تحديداً الجزءَ الثاني من المخطوط بعد أن قام المستشرق الفرنسي ألفريد بال بتحقيق الجزء الأول· وأضاف أن الجزء الثاني يسرد فيه يحيى بن خلدون معظم الأحداث التي واكبت مسيرة أبي حمو موسى سلطان ''بني زيان'' الدولة التي قامت في القرن الـ14 الميلادي بغرب الجزائر وعاصمتها تلمسان· وكان يحيى بن خلدون مقرباً جداً من السلطان أبي حمو وكان كاتبَ رسائله وصاحب ''ديوان الإنشاء''· وضم كتابُه ''بغية الرواد'' دقائق الأمور عن تلك الفترة التي عاصرها ويحمل معلوماتٍ في غاية الأهمية للباحثين التاريخيين والدارسين والأدباء ومحبِّي التراث وأخبار الملوك القدامى· وأضاف بوزياني: إن يحيى بن خلدون عايش فترة إيغمراسن المؤسس الثاني لدولة بني زيان، إلا أنه صاحبَ أبا موسى حمو وتأثر به، وقال أيضاً: إنه كان ملكاً أديباً وشاعراً ومتمكناً من ''العلوم العقلية والنقلية''، وقد زاوج بين حنكة السياسي الذي يدير دولة وبين الفقه والأدب، وبرغم دخوله في حروب كثيرة دامت سنوات مع الحفصيين في تونس والمرينيين في المغرب، إلا أن أبا حمو لم ينس الأدب وقرض الشعر· وكان أول من أسس تقليد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وكان الناس يلحنون قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) لترديدها في تلك الليلة، كما كتب موشحات أندلسية عديدة للغناء· ويسرد الكتاب الكثير من تفاصيل الملك وبلاطه ونماذج من قصائده وقصائد شعراء أندلسيين عديدين كانوا يراسلونه، وقرأ بوزياني بعض قصائده على الجمهور، كما قال عن أسلوب كتاب يحيى: إنه صعب لاستعماله الأساليبَ الأدبية السائدة آنذاك، فقام في تحقيقه بشرح المفردات الصعبة وتبسيطها للقراء في الحواشي· وعن طريقة التحقيق، قال بوزياني إنه قارن بين نسخة يحيى بن خلدون وما ورد من أخبار ملوك بني زيان في الكتب القديمة ككتاب ''زهر البستان''، و''واسطة السلوك''، و''الإحاطة في أخبار غرناطة''، و''نفح الطيب''، حيث كتب مؤلفوها كلهم عن السلطان أبي حمو وأشعاره· وتنتهي أحداثُ الكتاب في سنة 1375م بعد أن قام ولي العهد بقتل أبيه أبي حمو وتولَّى العرش مكانه، وكان يكره يحـيى بن خلدون فقام بقتله بدوره في عام 1378م· ونبَّه بوزياني إلى أن أهمية الكتاب تكمن في عدم الاكتفاء بسرد الأحداث التاريخية كما يفعل المؤرخون، بل ضمَّ شواهدَ ونصوصاً أدبية ثرية ومهمة؛ شعرية ونثرية، وقد حقق هذا الكتابَ أملاً أن تقوم وزارة التربية الجزائرية ببرمجة بعض النصوص الشعرية منه للطلبة الدارسين·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©