الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خلدون النبواني يترجم رواية سر الصّبر لجوستين غاردر

خلدون النبواني يترجم رواية سر الصّبر لجوستين غاردر
26 أغسطس 2008 00:31
صدرت في دمشق ترجمة لرواية فلسفية أدبية بعنوان ''سر الصّبر'' لجوستين غاردر'' عن دار الفرقد، وقد ترجمها إلى العربية خلدون النبواني· تقع الرواية في 382 صفحة من القطع المتوسط، وقد امتدت إلى ما يشبه الفصول التي اتخذ كل فصل منها اسم ورقة من أوراق اللعب، فهناك ''أس البستون'' و''زوج البستون'' إلخ· وهناك ''أس السبات'' و''بنت السبات'' و''أس الديناري'' و''شيخ الديناري''· إنها رواية تتكلم من خلال 52 ورقة لعب ومن خلال الجوكر الذي يرى بعيداً جداً، وجيداً جداً· قدم للرواية في طبعتها العربية وحللها المفكر الدكتور يوسف سلامة، حيث عرّف بها باعتبارها نصاً يمزج فيه المؤلف مزجاً تركيبياً مبدعاً وخلاقاً بين الفلسفة والأدب، فالرواية تنتظم في هذا الجنس الأدبي، مما يسمح بوصفها بأنها رواية قد اكتملت لها، وتحققت فيها، جملة الخصائص الفنية التي لا يكون العمل روائياً دونها أبداً· ينظر إلى الرواية من ناحية أخرى، بوصفها نصاً فلسفياً أصيلاً قد تحول المؤلف فيها من كونه أديباً، فصار فيلسوفاً، وعلى الرغم من صعوبة الفصل هنا بين الفلسفة والأدب وبين الفيلسوف والأديب، فإن ''غاردر'' قد نجح في أن يترجم أعمق الأفكار الفلسفية بأسلوب أدبي رفيع ومتميز، كما أن عناصر المتعة والجمال والتشويق ظلت حاضرة في هذه الرواية الفلسفية، مما جعل الطابع الأدبي فيها قوياً قوة الطابع الفلسفي جنباً إلى جنب· يتوقف الدكتور سلامة عند الجانب الأدبي في الرواية فيقول: إن الفن الروائي يحظى بأكبر قدر من عناية الفيلسوف الأدبي، فلغة الرواية لغة حية ناتجة بصورة أساسية عن التخيل الذي يلعب دوراً حاسماً في إنتاج الفن الأدبي من خلال ما يخلقه النظم البديع للنص الأدبي من فسحة تمارس فيها مخيلة القارئ لعبها الحر مع ذاتها من ناحية، ومن خلال الحوار الخلاق الذي تمارسه هذه المخيلة مع النص الإبداعي ذاته· كما يؤكد أنّ الرواية تعتمد حبكة شديدة التعقيد، الأمر الذي يستدعي من القارئ بذل جهد كبير لاستجماع عناصرها الموزعة والمشتتة عبر أزمنة وأمكنة متعددة جداً، الأمر الذي يجعلنا بإزاء نوع من السرد ينزاح انزياحاً نسبياً عن السرديات الأدبية في الرواية التقليدية من غير أنه ينفصل عنها انفصالاً تاماً، ولكنه انزياح يلعب دوراً مهماً في جعل التفاعل ممكناً، بل وخلاقاً، بين الأدب والفلسفة، أو بعبارة أخرى بين ملكتي المخيلة والعقل، وهكذا نجد أنفسنا بإزاء نص سردي من الناحية الأدبية، وبإزاء مضمون فلسفي عميق من الناحية العقلية· يمكن عزل خطين سرديين رئيسيين متصلين بالأسلوب السردي في الرواية، أحدهما يتطابق مع السر والآخر يتطابق مع الصبر· السر هو الذي يتبع المنحنى السردي المتجه إلى الماضي، غير أن الهدف الثاني وهو الأشق والأصعب، والذي لا سبيل إلى تحقيقه إلا عبر الصبر، هو اكتشاف الحقيقة، وإذا كانت الحقيقة هنا يعبر عنها في الكشف عن شجرة العائلة، فإن هذا لا يعدو أن يكون سطحاً ينبغي تجاوزه بسرعة، الهدف الحق هنا هو تبين علاقة الوجود بالخالق أو المصور أو الفاعل، وتكشف الرواية بالفعل عن هذا السر عبر صبر أبطالها· ولكنها لا تكشف لنا عنه إلا عبر تقنيات القص وفاعلية السرد·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©