يعد الحمل بذاته أحد العوامل الأساسية التي ترفع مخاطر الإصابة بالدوالي الوريدية. فجسم المرأة يزيد من إفراز كميات الدم خلال فترة الحمل. كما يُخفض السرعة التي يعود بها تدفق الدم من الساقين إلى الحوض. ما يرفع حجم الضغط على هذه الأوردة. ويُسهم ارتفاع مستوى هرمون البروجستين في الجسم بدوره إلى الإصابة بالدوالي الوريدية، نظراً لأن هذه الأوردة تصبح متوسعة أكثر أو مفتوحة أكثر.
ولا تقتصر الدوالي الوريدية خلال الحمل على الساقين فقط، ولكنها قد تحدث أيضاً على مستوى محيط الأعضاء التناسلية. وقد تكون صغيرة أو من النوع الذي تصعب ملاحظته، كما قد تكون كبيرة وواضحة، وأحياناً مشوهة لمظهر موضع الجسم الذي تظهر عليه. ويقول أطباء النساء والتوليد من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية، إن من علامات ذلك أن تشعر الحامل بانتفاخ في أحد مواضع حوضها، أو أن تشعر بعدم الارتياح عند الجلوس.
وقد تأتي الدوالي أيضاً على أشكال أخرى كالبواسير، ويحدث ذلك بانتفاخ والتهاب الأوردة المحيطة بالقولون والمستقيم. ومن أكثر عوامل الخطر الشائعة والمتسببة بهذا النوع من الدوالي هو الحمل والإمساك. ولذلك يعتبر الأطباء أن معاناة المرأة من الإمساك خلال الحمل قد يكون مقدمة لإصابتها بالدوالي إن طال أمر هذا الإمساك دون أن تعالجه.
وتقول خبيرة علاج الدوالي من عيادات «مايوكلينيك» الدكتورة ماري مورين، إنه يصعب اتقاء الدوالي عندما يكون لدى الشخص تاريخ عائلي للمرض، أو عندما تطرأ تغيرات في تدفق الدم وإفراز الهرمونات خلال الحمل. لكنها تنصح مع ذلك باتخاذ الخطوات المساعدة على الوقاية من الدوالي، أو تقليل حدة آثارها على صحة الحامل على الأقل. ومن بين هذه الخطوات:
? رفع الساقين. فوضع الساقين في مستوى أعلى من مستوى القلب من تارة لأخرى يساعد الحامل على حسن إدارة تدفق الدم وجريانه ما بين مختلف أوردة جسمها. كما يُنصح بعدم التردد في رفع القدمين عند التمدد والاستلقاء كلما سنحت الفرصة لذلك. ولا بأس من الاستعانة بوسادة ثابتة على الأريكة أو السرير، وأخرى تحت القدمين من أجل إبقاء القدمين والساقين مرتفعتين خلال التمدد أو النوم.
?تغيير الوضع. فإذا كانت الحامل تقضي فترات طويلة، وهي واقفة كل يوم بسبب ظروف العمل خارج البيت أو حتى داخله، فإن عليها أن تحرص على أخذ فترات استراحة متكررة للجلوس. أما إن كانت تجلس فترات طويلة كل يوم، فإن عليها بالمقابل أن تأخذ استراحات منتظمة لتتمشى.
? مراقبة الوزن. فاكتساب وزن كبير خلال فترة قصيرة يكون له تأثير سلبي وضاغط على الأوردة.
? ارتداء ملابس داعمة. فهناك بعض الجوارب والبناطيل المصممة خصيصاً لدعم ساقي المرأة وفخذيها خلال فترة الحمل لاتقاء الدوالي. ولذلك ينصح الأطباءُ الحواملَ المعرضات للإصابة بها بارتداء مثل هذه الملابس.
? اتقاء الإمساك. فالدوالي الوريدية التي تحدث على شكل بواسير تصيب بالأساس من يعانين الإمساك. لذلك تُنصح الحامل بشرب الكثير من السوائل، والإكثار من تناول الألياف.
وينصح الأطباء النساء الحوامل بضرورة التحلي بالصبر. فالدوالي الوريدية التي تصيب النساء خلال الحمل غالباً ما تختفي بعد أشهر قليلة من الوضع، وذلك مباشرة عقب تعافي الجسم من التغيرات الشريانية والهرمونية التي تحدث له خلال الحمل. كما يوصون الحامل في الوقت نفسه بألا تتردد في أن تناقش مع طبيبتها كل ما تشعر بأنه لا يريحها، سواءً كان وضعاً أو عرضاً أو علامة.
عن موقع «mayoclinic.com»
عدد اليوم
