الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدير تحرير «سي إن إن»: أبوظبي وجهة للإعلام العالمي

مدير تحرير «سي إن إن»: أبوظبي وجهة للإعلام العالمي
6 نوفمبر 2009 01:21
تتخذ إمارة أبوظبي خطوات واثقة في جميع المجالات مما انعكس إيجابا وجعل منها منطقة جذب للأحداث العالمية وكان دافعا لانضمام شبكة CNN “سي إن إن” الإخبارية لتنطلق من أبوظبي، بحسب توم فينتون مدير تحرير “سي إن إن” أبوظبي. وقال فينتون في تصريحات لـ”الاتحاد”، أمس “إن التطور الذي يحدث الآن في الإمارات بشكل عام، وإمارة أبوظبي خاصة، أضاف إليها الكثير، مما جعلها قبلة للأحداث، ودفعنا للتفكير بالتواجد هنا”. وأضاف أن موقع أبوظبي المتميز والبنية التحتية كانا من أهم العوامل التي جعلتها جاذبة للعديد من الفعاليات والمؤتمرات والأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية العالمية. وأشار إلى أن مكتب “سي إن إن” في أبوظبي يعمل به حوالي 30 من الفنيين والمعدين ومخرجي وإدارة الإنتاج للبرامج ومتابعة الأحداث وإعداد التقارير الإخبارية في المنطقة. ولفت فينتون إلى أن التواجد في أبوظبي يسهل مهمة الوصول إلى مناطق الأحداث مثل العراق وأفغانستان وباكستان وضمان وجود مكان مؤهل وتكنولوجيا حديثة تمكننا من تقديم خدمة إخبارية لمشاهدينا. وقال: “إن حجم مشاهدينا في منطقة الشرق الأوسط يبلغ نحو 33 مليون مشاهد ونتطلع لزيادة نسبة المشاهدة بعد الانطلاق من أبوظبي”. وأضاف أن حجم السوق الإعلامي في المنطقة واعد وكان الدخول إليه فيه هذا الوقت أمر جيد، خاصة لما تشهده منطقة الخليج من تطورات في جميع النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية. برامج جديدة وكشف فينتون النقاب عن أنه يتم دراسة أفكار جديدة لإنتاج برامج في المستقبل، يمكن أن تخدم المشاهدين في المنطقة في مختلف المجالات والتي سيتم الإعلان عنها قريبا وفور الانتهاء من إعدادها النهائي. وقال إن “سي إن إن” تنتج برنامج “بريزم” الذي يقدمه الصحفي ستان جرانت، الإضافة الجديدة للبرامج المعنية بالمنطقة، إلى جانب برنامجي “إنسيد ميدل إيست” و”ميدل إيست ماركت بليس،” ضمن منصة الشبكة للبرامج القائمة على أساس إقليمي. وأكد على أن الخطط الاستراتيجية لأبوظبي والنمو السريع والتطور في جميع مناحي الحياة، دفع القائمين على شبكة “سي إن إن” لاتخاذها مقرا إقليميا. وأضاف أن تواجد “سي إن إن” في منطقة الخليج سوف يعكس من خلال تغطية الأحداث الوجه الحقيقي للمنطقة العربية، علاوة علي بناء جسور تواصل للربط بين الشعوب في العالم الغربي والشرق الأوسط. وكان المدير التنفيذي لشبكة سي إن إن، توني مادوكس قد أعلن افتتاح مكتب الشبكة في مقر منطقة أبوظبي الإعلامية twofour54، والذي يعد أحدث توسع لها في المنطقة. والمركز الجديد في أبوظبي، ينضم إلى 32 مركزا تتبع للشبكة، تضطلع بعمليات جمع الأخبار الدولية، منها ثلاثة مراكز للإنتاج الرقمي في هونج كونج، ولندن، ومكسيكو سيتي. وسيقوم مكتب سي إن إن في أبوظبي بتنسيق عمليات جمع الأخبار من سبعة مكاتب في بغداد، وبيروت، والقاهرة، ودبي، والقدس، وكابول، وإسلام أباد. بنية تحتية وأكد مادوكس في تصريحات صحفية على أن أبوظبي تمتلك بنية تحتية قادرة على استيعاب المؤسسات العالمية خاصة في مجال الإعلام، مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي بالمنطقة يجعل منه سوقا مهما. وأشار إلى أن “سي إن إن” لديها مكاتب في أماكن متفرقة في العالم إلا أن أبوظبي سيعد مقرا إقليميا لوجيستيا مهما، لافتا إلى موقعها المتميز التي يمكن من خلالها الوصول لتغطية أخبار مناطق الأحداث في الشرق الأوسط وآسيا. وأضاف أن المركز الجديد متطور لجمع الأخبار والإنتاج الإعلامي المتطور، سيكون مكتب أبوظبي مطلقا لأول برنامج على الهواء مباشرة تبثه الشبكة من منطقة الشرق الأوسط. “مؤسسة طومسون” وقالت جانيت بوسطن الرئيسة التنفيذية لمؤسسة طومسون الإعلامية في المملكة المتحدة “للاتحاد”: “إن أبوظبي من المواقع المثالية لأي مؤسسة عالمية، مما يجعلها منطقة جذب للمواهب الثقافية والكفاءات”. وأضافت بوسطن أن المستقبل سوف يشهد تحولا على الصعيد الثقافي والإعلامي لتصبح أبوظبي منبراً للحوار الثقافي والأنشطة الثقافية. وأشارت إلى أن كل ما تحتاجه أبوظبي الآن هو الأفكار المبتكرة كما شهدناه الفترة الماضية من افتتاح twofour54 والبدء في التفاعل مع الأجيال الجديدة من الشباب الإماراتي لابتكار إعلام جديد رائد. وأكدت بوسطن على أن الانفتاح على الثقافات الأخرى لن يؤثر على الهوية الإماراتية والتراث في أبوظبي، بل على العكس من ذلك سيكون مكملا. ولفتت إلى أن الإعلام والثقافة تدعم وتعزز التسامح والحوار والتفاهم بين الشعوب وتعلي قيمة الاحترام بين المجتمعات. كما تتحدث الأحداث الثقافية عن نفسها التي استضافتها الإمارة والتي تسعى وتخطط لها في المستقبل ومن أهمها متحفي “اللوفر” “وجوجنهايم”. وما يؤكد نجاح استراتيجية إمارة أبوظبي، هو النجاح الذي تحقق من خلال استضافة الفورمولا 1، والذي تلاه افتتاح مكتب الـ “سي إن إن”، ويتبعهما معرض “فن أبوظبي” ليحل إضافة جديدة وبارزة إلى أجندة الأحداث. وسيحظى المشهد الفني في الشرق الأوسط باهتمام خاص في “فن أبوظبي”، الذي سينطلق من 19-22 نوفمبر الجاري، حيث سيتم إقامة معرض لأعمال أبدعها فنانون من الشرق الأوسط برعاية “جاك بيرسيكيان” المدير الفني لبينالي الشارقة. كما سيتم عرض بعض الأعمال الفنية التي تقدمها عدد من المنظمات غير الربحية في الشرق الأوسط وأرشيف تفاعلي متعدد الوسائط عن الفن المعاصر في الشرق الأوسط و “بدون ليبراري” ومعرض خاص بالفنانين الإماراتيين برعاية آن بالداساري مدير متحف بيكاسو الوطني في باريس وسيكون لأعمال التصميم الإبداعي حصة في “فن أبوظبي”، وذلك من خلال ورش العمل التي يديرها مصممون عالميون كبار ومن خلال تقديم أول مرسم عام مشترك للمصممين الصاعدين في الشرق الأوسط. وتنوع الأحداث يعطي زخما إعلاميا لأبوظبي، في الوقت الذي يتم فيه بناء المراكز والمنشآت الثقافية في جزيرة السعديات، والتي ستضم “متحف زايد الوطني” و “متحف جوجنهايم” و”متحف اللوفر”، بالإضافة إلى المتحف البحري ودار المسارح والفنون والمقرر الانتهاء منها بحلول 2012/2013. لمحة عن «سي إن إن» أنشأت شبكة سي إن إن (Cable News Network) أو “CNN” وهي شبكة تلفزيون سلكي، ام 1980م بواسطة تد تيرنر وريس تشكونفيلد، “مع أن الأخير لا يعترف به كمؤسس في التاريخ الرسمي للقناة”، وفق موقع ويكيبيديا، الموسوعة الحرة على الإنترنت. والـ “سي إن إن” هي أحد أقسام منظومة تيرنر للبث، والتي تملكها شركة تايم وارنر، ويشار إلى أن القناة أول من استحدث فكرة البث الإخباري المتواصل (24 ساعة). واحتفلت القناة بذكرى تأسيسها الخامسة والعشرين في 1 يونيو 2005، وفي ديسمبر 2004 أصبحت قناة الـCNN متاحة لأكثر من88,2 مليون بيت أميركى و أكثر من 890 ألف حجرة بفنادق الولايات المتحدة الأميركية. وتقدم القناة برامجها أساساً من مركز CNN بأطلانطا ومن استديوهاتها في مدينة نيويورك والعاصمة الأميركية واشنطن، واستطاعت القناة عالميا الانضمام إلى الكثير من الشبكات والخدمات المتاحة لأكثر من 1,5 مليار شخص في أكثر من 212 دولة و منطقة، وبذلك تصبح قناة الـCNN من أكثر شبكات القنوات انتشاراً ومشاهدة على مدار 24 ساعة في العالم. ومنذ إطلاق قناة CNN في 1 مايو1980 امتدت الشبكة ووصلت إلى عدد من القنوات الفضائية مثل قناة (CNN Headline news) كذلك يوجد 12 موقعا للشبكة على الإنترنت وأيضاً قناتين متخصصتين مثل قناة (CNN Airport Network) وشبكتي راديو. وتمتلك شبكة CNN مكتباً حول العالم وينتسب إليها أكثر من 900 مكتب تغطى بها معظم أنحاء العالم والأحداث الجارية وقد اطلقت عدداً من القنوات بلغات محلية وأجنبية لتصل لعدد أكبر من المشاهدين الناطقين بلغات مختلفة. وكان أول ظهور لقناة CNN على الانترنت من خلال الموقع الإخباري المعروف بـ CNN.com، في أغسطس 1995، والذي تم وصفه بأول موقع رئيسي للأخبار والمعلومات على الأنترنت. وأطلقت قناة CNN قناتين تختصان بالسوق الأميركية، وقد تم إغلاقهما بعد ذلك تحت ضغط المنافسة: CNNSI، والتي تم إغلاقها في 2002 وقناة CNNfn، والتي تم إغلاقها في ديسمبر 2004 بعد تسع سنوات من البث المباشر. ومن أشهر مقدمي برامج CNN جيمس إيرل جونز والمعروف بمقولته (هذه هي CNN)، والتي مازال يتم الاستماع إليها على القناة على الرغم من بساطتها. إعلاميون وخبراء: افتتاح مكتب «سي إن إن» فائدة للإعلام العربي أكد خبراء وأكاديميون في حقل الإعلام والعمل الصحفي بالدولة على أن افتتاح شبكة الـ “سي إن إن” الإخبارية، مكتبا إقليميا في العاصمة أبوظبي خطوة مهمة لخلق البيئة التنافسية بين القنوات الإخبارية ورفع سقف حرية التعبير. وقال محمد يوسف، رئيس جمعية الصحفيين بالدولة لـ“الاتحاد”، “إن الخطوة إضافة “جيدة” للإعلام الإماراتي وتأكيد للمكانة التي تحتلها دولة الإمارات كنقطة انطلاق للإعلام العالمي”. وأضاف أن افتتاح مكتب سي إن إن الإقليمي يعكس مساحة حرية التعبير في الدولة ووجود الإمكانات والبنية التحتية وحرية التنقل حيث الموقع الجغرافي المتميز للدولة. وأشار إلى أن انطلاق منطقة أبوظبي للإعلام twofour54 بدأت تؤتي ثمارها، مؤكدا على أن مسؤولي السي إن إن على يقين من أن التواجد في أبوظبي سوف يخدمهم عن أي منطقة أخرى في المنطقة وأن المستقبل سوف يشهد المزيد من المحطات العالمية لتدخل العاصمة. ولفت إلى أن وجود شبكات إخبارية عالمية في الدولة يعد مكملا للعمل الإعلامي بالدولة حيث يتسع هامش حرية التعبير وحرية الرأي والبحث عن الحقيقة، داعيا الدولة للإسراع في وضع الأنظمة والقوانين لتنظيم العمل الصحفي والإعلامي. وقال الدكتور سيد بخيت، أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الاتصال الجماهيري جامعة الشارقة: “إن الخطوة مهمة جدا في تاريخ الإعلام الإماراتي لاختيار أبوظبي لافتتاح مكتب إقليمي للـ “سي إن إن” ليؤكد أنها أصبحت مركزا لصناعة الأحداث والقرار في الشرق الأوسط”. وأضاف أن أبوظبي أصبحت منطقة جذب لصناع القرار من جميع أنحاء العالم خاصة بعد استضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، لتعكس مكانة أبوظبي على الصعيد الدولي. وأشار إلى أن القيادة السياسية في الدولة وصانعي القرار في إمارة أبوظبي يمثلو علامات بارزة في السياسة الدولية. ولفت إلى أن سياسة أبوظبي للتعامل مع الإعلام الدولي إضافة إلى الانفتاح على العالم الخارجي والشفافية والتسهيلات التي تحصل عليها الشبكات الإخبارية والبنية التحتية والتكنولوجيا المتطورة من العوامل التي جعلتها جاذبة للإعلام الدولي. وأكد على أن منطقة الشرق الأوسط من المناطق المهمة عالميا ولا تخلو أية وسيلة إعلام أو صحيفة من اليابان إلى الولايات المتحدة من أخبار عن المنطقة التي تشهد “أحداثا ساخنة” يوميا. ووصف الدكتور بخيت اتخاذ الـ “سي إن إن” أبوظبي مقرا إقليميا بـ “الـفرصة الجيدة” ويمكن أن تكون نقطة تحول لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المجتمع الغربي عن العالم العربي والشرق الأوسط. وقال: “إنها فرصة للتصحيح من خلال تغطية الأحداث من المنطقة العربية حيث تصحيح المفاهيم وتغيير الصورة النمطية التي رسمت للعالم العربي والإسلامي والرد على التصورات الخاطئة التي بنيت في الماضي”. وأضاف أن وجود هذا المكتب الإقليمي لواحدة من أهم الشبكات الإخبارية العالمية سوف يخلق بيئة تنافسية إعلامية بين العاملين في المهنة حيث يمكن للإعلاميين العرب أن يطلعوا على كيفية التغطية الغربية للأحداث ومعرفة الجديد من تكنولوجيا البث المتطورة. وأشار إلى أنها ستسهم في إعادة صياغة التغطيات للأحداث، علاوة على صعوبة التعتيم أو إخفاء الأخبار ورفع سقف الشفافية لتحقيق السبق الصحفي والدخول لتغطية أحداث جديدة. وقال نخلة الحاج مدير قطاع الأخبار والبرامج بـ”قناة العربية” الإخبارية: “إنها خطوة مهمة حيث إن الإعلام العربي مر بعدة مراحل، الأولى كانت انتقال وسائل الإعلام المحلية للخارج بسبب عدم وجوم البيئة والبنية التحتية للعمل الإعلامي”. وتابع، “المرحلة الثانية كانت بعودة الإعلام العربي إلى الداخل مرة أخرى بينما جاءت المرحلة الثالثة بدخول الإعلام الغربي للعالم العربي حيث توجد البنية التحتية المتطورة الجيدة ومساحة حرية أكبر من السابق تسمح لوسائل الإعلام بأن تقوم بعملها بدون تدخلات”. ووصف الحاج افتتاح “سي إن إن” مكتبا إقليميا في أبوظبي بـ “الخطوة الجيدة”، مؤكدا على أن منطقة الشرق الأوسط تستحق لأن تكون أكثر المناطق تصديرا للأخبار. ولفت إلى أن وجود مكتب إقليمي للـ “سي إن إن” إضافة للإعلام الإماراتي والعربي وتعتبر بداية جيدة للتفاعل مع وسائل الإعلام الغربي الرائدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©