أعلنت فرنسا أمس أن سوريا ولبنان ستتبادلان السفراء قبل نهاية العام الحالي· وقللت على لسان وزير الخارجية برنار كوشنير الذي زار بيروت ودمشق من جدية التهديدات المتبادلة بين اسرائيل و''حزب الله'' اللبناني مع تحذيرها في الوقت نفسه من ان الوضـــع في المنطقــة ما زال خطيرا وان النزاع اذا وقع بين الطرفين ''لن يبقى محدودا وسيتعدى الحدود بين لبنان واسرائيل''·
والتقى كوشنير في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم تحضيرا لزيارة الرئيس نيكولا ساركوزي الى سوريا في الثالث من سبتمبر المقبل· وكان اجرى قبل ذلك محادثات مكثفة في بيروت شملت الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقادة من الأكثرية النيابية والمعارضة·
وقال كوشنير في مؤتمر صحفي مشترك مع المعلم ''لمست النية الطيبة من سوريا في مواصلة عملية تطبيع العلاقات مع لبنان وتحديد موعد لتبادل السفراء قبل نهاية العام 2008 وانا سعيد بذلك''· واضاف ''أن فرنسا سعيدة من تصرفات سوريا تجاه لبنان وتفتح اليوم صفحة جديدة في العلاقات معها''· بينما رحب المعلم بنظيره الفرنسي قائلا ''أرحب بالصديق كوشنير والمحادثات مثمرة وبناءة''·
وكان كوشنير قلل من اهمية التهديدات التي وجهتها اسرائيل الى ''حزب الله'' ولبنان وما تلاها من تهديد ''حزب الله'' لاسرائيل· وقال ''دائما يجب ان نأخذ التهديدات بجدية لأنه في منطقة كهذه وخصوصا لبنان يجب التنبه كثيرا لانها منطقة شديدة الاشتعال لكن بصراحة هذه المرة لا آخذ التهديدات بجدية تامة لا من هذه الجهة ولا من تلك''·
لكن وزير الخارجية الفرنسي وقبيل مغادرته بيروت عاد وحذر من ان النزاع بين الطرفين (حزب الله واسرائيل) اذا وقع لن يبقى محدودا· وقال ''ان بلاده تخشى عودة النزاع على الحدود وهذه المرة اذا حدث لن يبقى محدودا وسيتعدى الحدود وهذا ما نتخوف منه وما نريد ان نتفاداه''· واضاف ''سأقوم بكل ما بوسعي لمنع ذلك وهذا موقف فرنسا التي ستبقى في رئاسة الاتحاد الاوروبي خمسة اشهر اضافية''·
وأعرب كوشنير عن استعداد بلاده للمساهمة في حل اي مشاكل اخرى بين لبنان وسوريا بعد اقامة العلاقات الدبلوماسية مثل قضية الحدود وملف المعتقلين والمفقودين ومسألة مزارع شبعا، لكنه اشترط لذلك طلب البلدين· وقال ''لعبنا خلال مؤتمر الاتحاد من اجل المتوسط دورا مهما في اقامة علاقات دبلوماسية ولقد تم ذلك ونريد ان نصدق كلمة سوريا وان نؤمن بارادتها الطيبة لكننا سنبقى متيقظين''·
ورأى كوشنير ''ان هناك بعض الاشارات غير الايجابية حول دعم يقدم لمجموعة ما في شمال لبنان وتحديداً في طرابلس''، وقال ''نحن ندين هذه الممارسات وتقوية فريق على آخر من خلال زيارات خارجية والتوتر غالباً ما تمت تغذيته من الخارج''· واعرب عن امله ان تتم الانتخابات النيابية في جو هادئ، لكنه لفت الى انه شعر بوجود جو من الاحتكاكات· وقال ان مسألة توطين اللاجئين الفلسطينيين عمرها اكثر من خمسين سنة ولا تحل فورياً·
الى ذلك، التقى الرئيس السوري امس وزير الشباب والرياضة اللبناني طلال ارسلان واكد وقوف بلاده الى جانب لبنان وخطه الوطني والعروبي ومساندتها لكل ما يتفق عليه اللبنانيون· في وقت قام رئيس الوزراء اللبناني السابق عمر كرامي بزيارة الى القاهرة حيث التقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على ان يجتمع مع الرئيس حسني مبارك اليوم·
ورأى كرامي أن حكومة لبنان الحالية ليس فيها شيء من الوحدة رغم أن اسمها حكومة الوحدة الوطنية· واشار إلى أن تصفية الاجواء بين الدول العربية لا سيما بين السعودية وسوريا هو المفتاح لحل الازمة اللبنانية·
عدد اليوم
