الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الحميد جمعة: هدفنا تقديم السينما الخليجية إلى العالم

عبد الحميد جمعة: هدفنا تقديم السينما الخليجية إلى العالم
11 ابريل 2013 21:18
فكرة «مهرجان الخليج السينمائي»، واكبت ولادة «مهرجان دبي السينمائي»، ومع ذلك انتظرت وقتاً لتنضج الفكرة وتصبح واقعاً، كما أن الخبرة التي اكتسبها القائمون على «دبي السينمائي» كانت كافية لتذليل أية صعوبات واجهت تنظيم الخليج السينمائي، هذا ما أكده رئيس مهرجان الخليج السينمائي عبد الحميد جمعة في حواره لـ «الاتحاد» متحدثاً عن ظروف تكون ملامح المهرجان، ويقول: «تبلورت فكرة مهرجان الخليج السينمائي في السنة الثانية من انطلاقة «دبي السينمائي»، حيث كانت الأفلام التي تصلنا للمشاركة في دبي السينمائي من الإمارات كبيرة جداً، ومعظمها من الأفلام القصيرة، وإدخالها جميعاً للمشاركة كان صعباً، وذلك لكبر وحجم المشاركة العالمية في هذا المهرجان، كما أن هذه الأفلام لن تأخذ حقها ضمن المشاركات الكبرى، ومن هنا انطلقت بذرة التفكير في إنشاء مهرجان خاص بالسينما الإماراتية والخليجية وأثمرت عن تنظيم مهرجان يحتوي على هذه الأفلام». صخر إدريس (دبي) - «الدورة السادسة للمهرجان، التي انطلقت أمس، وتستمر حتى 17 أبريل الجاري، شهدت مزيداً من الإقبال على المشاركة في فعالياته المختلفة، إذ تقدم للمشاركة ?1700 فيلم من ?138 دولة، قبل أن تستقر لجنة الاختيار على اختيار ?169 فيلماً من ?34 دولة توافر فيها الشروط الفنية للمشاركة». هذا ما أكده رئيس مهرجان الخليج السينمائي عبدالحميد جمعة، موضحاً أن صناعة الأفلام تبدأ من المهرجان، إذ إن عدداً كبيراً من الشباب يشاركون من منطلق تحفيز جوائز المهرجان لإبداعاتهم. و لم تكن هناك صعوبات كبيرة في تنظيم «الخليج السينمائي»، وانطلاقاً من الرغبة بوجود مهرجان خاص بالخليج تم بلورة فكرة المهرجان، وحاولنا إضفاء الروح الخليجية على المهرجان من خلال استقبال الفنانين الخليجين، ومنحهم فرصة السير على السجادة الحمراء، وذلك لإعطاء الشباب فرصة الظهور والانطلاق، والتي بالطبع تكون صعبة بالنسبة لهم في مهرجانات أخرى. عرس ثقافي ويعتقد جمعة أن تعبير المنافسة غير ملائم لأي فعالية ثقافية فنية عابرة للقارات تخدم المجتمعات، بل هو تعاون مشترك يفرض نفسه على هذه الفعالية بسبب تكاتف عدة معايير تجعل من الحدث عرساً ثقافياً تفاعلياً لا تنافسياً، مؤكداً: «لا أعتقد أن هناك أي مدينة أو دولة تنشئ مهرجاناً للمنافسة بقدر ماهو احتياج حقيقي فني ثقافي لهذه المدينة كجزء لا يتجزأ من المنظومة الثقافية، لكي يدعم البعد الثقافي والفني والاقتصادي والإعلامي، بالإضافة للبعد السياحي للدولة أو المدينة المنظمة له». ومع ذلك عادة ما تتنافس كل المهرجانات، ولكن الاستفادة الحقيقية هي في تحويل هذه المنافسة إلى تعاون وتكامل، فقد استطعنا تحويل هذه المنافسة إلى تعاون مشترك فيما بين المهرجانات في المنطقة، فلا يوجد مكان للمنافسة في الخليج بقدر ماهو تعاون وشراكة لدعم ومساندة الجيل الصاعد، وهذا واضح جداً من خلال التعاون الكبير بين مؤسسات عديدة، لتسليط الضوء والاستفادة من تجارب الآخرين، فنحن مثلاً معجبين جداً بالتجربة القطرية لأن بداياتهم كانت صحيحة، وذلك من خلال إرسال الشباب للتعلم في المجال إلى الخارج، وهي تجربة قريبة نوعاً ما من التجربة الإماراتية». ويضيف: «كما ونشعر أن المنافسة غير موجودة هنا، في الحقيقة نشعر بالحميمية الموجودة بين المشاركين، وأنا فعلاً أشعر بالراحة النفسية في هذا المهرجان، حيث أن كل المشاركين يتواجدون مع بعضهم البعض كعائلة واحدة يدعمون بعضهم ويتبادلون الخبرات فيما بينهم». السينما الخليجية صناعة الفيلم الخليجي تراهن على الشباب، والمستقبل كله مرهون بهم لأنها صناعة جديدة، هكذا يقول عبد الحميد جمعة موضحاً أن الجيل القديم مرتبط بالتلفزيون ويهتم به أكثر من السينما، وذلك بحكم العادات والتقاليد، بالإضافة إلى الدعم الذي يتلقاه من بعض المؤسسات مثل «مؤسسة tofo r 54، وايمج نيشن، وأكاديمية نيويورك للأفلام، ومؤسسة الدوحة للأفلام»، يساعد من تطوير قدرات الشباب وإمكانياتهم خاصة بعد أن اتجه الكثير من الجيل الصاعد إلى الدراسة خارج المنطقة، ثم عادوا بثقافات مزيجة مع الثقافة الأصلية، وهذا ما يساعد في تحريك المياه الراكدة في السينما الخليجية. أما عن الفكرة السائدة في انعدام الهوية الخليجية المحددة لمهرجان الخليج السينمائي، فيجيب عنها جمعة قائلاً: «تم استقبال حوالي 1700 فيلم، وتم اختيار 169 فيلماً منها 93 خليجي، ومن غير المنطقي أن تكون جميع الأفلام خليجية، نحن نريد تنويع ثقافة المشاهد لا حصره ضمن بوتقة محدودة». مشيراً إلى أنهم أدخلوا المشاركة العالمية إلى الفيلم القصير لعدة أسباب من أهمها أن معظم إنتاج الشباب الخليجي هو للأفلام القصيرة، وبالتالي وانطلاقاً من تنويع المشاركات قاموا بإحضار الأفلام القصيرة مع مخرجيها، مما يساهم في تلاقي الثقافات ويستفيد الشباب من تجارب صناع السينما العالميين في فئة الأفلام القصيرة «لأننا لا نريد أن نرى أعمال الخليجيين فقط، ولذلك نريد تطوير السينما الخليجية بالانفتاح على الجميع وأفلام الآخرين». «وجدة» فيلم الافتتاح ويفتتح الخليج السينمائي هذه الدورة بعرض فيلم «وجدة» السعودي والذي يُعدّ أول فيلم روائي طويل يتمّ تصويره كاملاً في المملكة العربية السعودية، وهو من إخراج هيفاء المنصور، التي تُعتبر أول مخرجة سعودية، وقد شارك هذا العمل الحائز جوائز هامة في «مهرجان الخليج السينمائي»، بدءاً من مرحلة كتابة النص، وتطوير السيناريو، والآن يعود فيلماً ليفتتح الدورة السادسة لـ «مهرجان الخليج السينمائي». وعن ذلك يقول جمعة إن اختيار فيلم «وجدة»، لافتتاح المهرجان كان لسببين أولهما الفيلم نفسه، وثانيهما صانعة الفيلم، وكان من الممكن افتتاح المهرجان بفيلم آخر، ولكن نعتبر «وجدة»، الفيلم الأمل والنموذج للفيلم الخليجي الذي ننتظره مستقبلاً، لاكتمال عناصره، فالقصة خليجية وتحمل الأمل في حناياها والفيلم سعودي ومخرجته سعودية، كما أن التوزيع ساعد في انتشاره عالمياً من خلال شركة «روتانا»، ونحن نريد من الناس أن تشاهده، خاصة أنه لم يعرض في المنطقة سابقاً». وقد شارك فيلم «وجدة» في اثني عشر مهرجاناً، وكانت أول مشاركاته في مهرجان «فينيسا» بعدها انتقل إلى المشاركة في المهرجانات العالمية الأخرى، ومع أن الفيلم كان من دعم مهرجان الخليج السينمائي، إلا أن أول مشاركاته لم تكن في الخليج السينمائي، مشيراً جمعة: «أتى وجدة لمهرجان الخليج عام 2008 كسيناريو، وذهب إلى دبي السينمائي عام 2009 وأخذ أول دعم، ومن ثم وبعد تصويره شارك في مهرجان فينيسا، ونحن نفكر بالفيلم، ونفكر بخدمة الفكرة، ولا نفكر أين سيعرض، ودورنا ليس احتكار العرض، وعندما علمنا بمشاركة الفيلم في مهرجان فينيسا كنا من أول المشجعين لذلك، لأنه يفتح الآفاق، وكنا على حق، فقد حصل الفيلم على ثلاث جوائز في المهرجان». سينما الأطفال لا يوجد تخصص لسينما الأطفال لغاية الآن في المنطقة، هذا ما أكده جمعة، موضحاً أن الأطفال العرب ظلموا في هذا المجال ولكن هناك محاولة دائمة للتركيز على الطفل، حيث نهتم بسينما الطفل، لذا تم اختيار 9 أفلام مخصصة للأطفال، ولكنها أعمال غير خليجية للأسف. ويبدو أن ابتعاد الخليجيين عن سينما الأطفال نابع من أسباب واقعية، ومن أهمها أن سينما الطفل تعتبر علماً بحد ذاته وهذا يحتاج إلى متخصصين متعمقين وهناك أولويات لدى صناع السينما الخليجيين، كما أن التكاليف العالية لسينما الأطفال تجبر صناعة السينما الخليجية على الابتعاد عنها، وهذا يؤثر سلباً على إنتاج الأعمال السينمائية الخاصة بالأطفال. تكريم الكويتي محمد جابر شهد مهرجان الخليج السينمائي، تكريم الكاتب المسرحي والممثل الكويتي محمد جابر خلال حفل الافتتاح، ويقول رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة، إنه سبب اختياره هو الدور الأساسي الذي لعبه الفنان محمد جابر في ثراء المشهد الثقافي الخليجي منذ 50 عاماً ولا يزال عطاؤه لغاية الآن، كما لا يخفى الإنجازات الكثيرة في هذه المسيرة التي أنجزها، بالإضافة إلى تجربته الفنية المتميزة، في المسرح والتلفزيون والسينما. وتعد هذه الإطلالة الثانية للفنان محمد جابر عبر منصة «مهرجان الخليج السينمائي»، حيث شارك العام الماضي، من خلال فيلم روائي قصير بعنوان «الصالحية» للمخرج الكويتي صادق بهبهاني. «سوق الخليج السينمائي» يقدم المهرجان مبادرة «سوق الخليج السينمائي» للمرة الأولى، والتي ستنعقد في الفترة من 14 إلى 17 أبريل الجاري، ويتم التركيز أكثر فيه على الأفلام الخليجية ومنها الإماراتية وتندرج تحت سوق الخليج 3 مبادرات رئيسية، أولها مبادرة إنجاز لدعم الأفلام الخليجية القصيرة من مرحلة الإنتاج وقيمتها 50 ألف وندعم حوالي 10 أفلام في السنة، والمبادرة الثانية هي سوق الأفلام الخليجية القصيرة وهي عبارة عن اختيار 10 - 15 سيناريو، وأما المبادرة الثالثة فهي المنتدى، حيث يفتح الباب للجميع من خلال جلسات وورش العمل على مدار 4 أيام، وتتمضن لقاء الاستشاريين من جميع أنحاء العالم، للاستفادة من خبراتهم. ويضيف جمعة أن سبب افتتاح سوق الخليج السينمائي تمثل في أن هناك طلباً على الفيلم الخليجي نابع من رغبة وشوق الغرب للتعرف على ثقافة المنطقة من خلال الفن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©