منى الحمودي (أبوظبي)
كشفت اللجنة المنظمة لمؤتمر وجوائز رواد التكنولوجيا والابتكار في قطاع الرعاية الصحية عن تخصيص مبلغ 30 مليون درهم قُدمت من المستثمرين كتسهيلات تمويلية لاستثمار الابتكارات الفائزة بالجائزة وتطبيقها عملياً وتجارياً، وذلك من خلال لجنة تقنية عالمية لمراجعة جميع المشاركات للتأكد من دراستها وترشيحها بكل شفافية.
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر وجوائز رواد التكنولوجيا والابتكار في قطاع الرعاية الصحية الأول من نوعه على مستوى المنطقة في جامعة نيويورك أبوظبي، بحضور معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة أبوظبي، ومعالي سيف محمد الهاجري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي، ومشاركة عدد من ممثلي الحكومات والمستثمرين الممولين وخبراء قطاع الرعاية الصحية والابتكار في الدولة والمنطقة والعالم.
وتم خلال المؤتمر الإعلان عن الفائزين في جوائز رواد التكنولوجيا والابتكار في قطاع الرعاية الصحية والتي استحقها 23 فائزاً تم اختيارهم بعد اجتيازهم مراحل التقييم كاملةً من اللجنة التحكيمية العلمية والإدارية من بين 1182 متسابقاً حول العالم، والبالغة قيمتها 3 ملايين درهم نقدياً وعينية.
وصاحب المؤتمر معرض اشتمل على 50 مشروعاً مختاراً من مبتكرين وشركات ناشئة في مجال التكنولوجيا لقطاع الرعاية الصحية، حيث تم تعريفهم بالفرص الاستثمارية والأسواق الموجهة.
وفي هذا السياق، قال معالي المهندس سلطان المنصوري وزير الاقتصاد: «تحظى هذه المبادرة بأهمية خاصة لأثرها الكبير والمهم في تطوير أدوات قطاع الرعاية الصحية الوطني، ولكونها إضافة قيمة إلى المبادرات التي تنفذها الدولة لتطوير منظومة متكاملة للابتكار وتشجيع ريادة أعمال قائمة على التكنولوجيا الحديثة، حيث ستحفز المبادرة أنشطة البحث والتطوير وتزيد من معدلات تسجيل براءات الاختراع في هذا القطاع الصحي، وتعزز جاذبيته للاستثمارات النوعية، وهذا يتطلب مساهمة أكبر من القطاع الخاص في دعم وتمويل المخترعين لتحويل ابتكاراتهم إلى واقع إيجابي يحقق التنمية لجميع الأطراف».
وأشارت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة خلال كلمتها، إلى أن الابتكار والبحث العلمي يساهمان بشكل كبير في رفع تصنيف الدولة المتصاعد في مختلف المؤشرات العالمية، بما فيها قطاع الرعاية الصحية بما يتوافق أيضاً مع الأجندة الوطنية، لافتة إلى أن نجاح مؤتمر رواد التكنولوجيا والابتكار يعزز من مكانة الدولة وإمارة أبوظبي، وأن مثل هذا الحدث من شأنه أن يؤسس لمسيرة استراتيجية لرفع هذا القطاع الحيوي.
دعم التكنولوجيا والابتكار
وأكد معالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، حرص دائرة الصحة أبوظبي على تطوير الأطر القانونية لدعم الريادة في التكنولوجيا والابتكار في قطاع الخدمات الصحية، عبر دعم الشراكات الاستراتيجية والبناءة في القطاعين العام والخاص لما فيه مصلحة المجتمع، وجلب الشركات العاملة والتواصل والتواصل معهم في سبيل دعم رواد التكنولوجيا والابتكار ومساعدتهم في المراحل التطبيقية.
وقال: تعلمنا من القيادة الرشيدة أن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها، وأن الشعوب المتعلمة لا ترهن مستقبلها إلا لعقول أبنائها، حيث عكفت دولة الإمارات ومنذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي احتفلنا بمئوية ميلاده منذ أيام، والتي ركزت مسيرته بشكل أساسي على تطوير وتمكين العنصر البشري، خصوصاً الشباب وبناء معارفه وقدراته في مجال الابتكار، كونه الثروة الحقيقية للمجتمعات وتطورها عبر الأجيال، واليوم خطت الإمارات مراحل متقدمة حتى باتت في مقدمة المؤشرات العالمية، تجسيداً للأجندة الوطنية ومئوية الإمارات 2071.
وأوضح معاليه أن بناء منصة جوائز رواد التكنولوجيا والابتكار في الرعاية الصحية بالاشتراك مع وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، يأتي لإثراء وتمكين وتطبيق التكنولوجيا والابتكار في القطاع الصحي ودعم الاقتصاد والاستثمار في المجال الصحي، والتي تمثل مرحلة جديدة كلياً على المستوى الحكومي لدعم المبتكرين والحاضنات والشركات الناشئة من خلال أخذ ابتكاراتهم النظرية إلى الطريق الصحيح نحو مرحلة التنفيذ ومساعدتهم على تطبيقها على أرض الواقع بإشراكها مع المستثمرين.
وذكر أن دائرة الصحة أبوظبي تفخر كونها الجهة الإقليمية الأولى في القطاع الصحي التي تعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية، والكيان الأول في المنطقة لربط الأبحاث والابتكارات باحتياجات القطاع الصحي. حيث نجحت المنصة في استقطاب ثلاثة أضعاف العدد المستهدف بتسجيل أكثر من 1000 مرشح للحصول على جوائز رواد التكنولوجيا والابتكار في الرعاية الصحية علي المستوى المحلي والعالمي.
وقال سيف محمد الهاجري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي «تفخر دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي بالمساهمة في تأسيس هذه المبادرة الوطنية الرائدة في سبيل تشجيع المبتكرين من علماء وأطباء وفنيين ومتخصصين ليس فقط في دولتنا، بل العالم أجمع من أجل رفع مساهمة القطاعات في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، والعمل بشكل مباشر في رفع ترتيب الدول في مؤشر الابتكار العالمي».
مساهمة القطاع الخاص
وناقش المؤتمر، خلال جلساته، أهمية الابتكار بمشاركة العديد من الجهات الدولية في القطاعين العام والخاص، حيث شملت المحاور التي ناقشها المؤتمر مساهمة القطاع الخاص وكيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في تغيير مستقبل القطاع الصحي، ودور الحكومة في تحفيز الابتكار نحو الإنتاج والثورة الصناعية الرابعة والوظائف المستقبلية والتكنولوجيا الناشئة بالإضافة إلى مستقبل الخدمات الصحية وبعض قصص النجاح في هذا المجال، كما ناقشت جلسات المؤتمر مستقبل الوظائف في قطاع الرعاية الصحية ضمن الثورة الصناعية الرابعة، وأفضل الممارسات العالمية والتوصيات لتطوير الريادة في التكنولوجيا والابتكار في القطاع الصحي ومدى تطبيقه على أرض الواقع للجمهور محلياً وعالمياً.
وتم الإعلان، في ختام المؤتمر، عن بدء الاستعدادات والترتيبات لعقد مؤتمر وجوائز رواد التكنولوجيا والابتكار 2019 بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الوطنيين والعالميين، وبمشاركة وطنية وعالمية واسعة.
جهاز قسطرة محدث
وتنوعت مشاريع الفائزين بالجائزة في مختلف مجالات خدمة القطاع الصحي، وتطبيق الذكاء الاصطناعي، وفاز المخترع أحمد الحمادي بالجائزة لاختراعه جهاز قسطرة محدث، يمنع دخول البكتيريا للمثانة، حيث يخدم الاختراع في حماية الأعداد الكبيرة من لديهم إصابات الحبل الشوكي من إصابتهم بالالتهابات بسبب دخول البكتيريا. وفاز المخترع الدكتور طارق أوزكول بالجائزة عن ابتكار تشخيص وعلاج ضعف قناة استاكيوس.
عدد اليوم
