الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قاطع شحن».. قطع المسافة الصعبة بين الشباك والقيمة

«قاطع شحن».. قطع المسافة الصعبة بين الشباك والقيمة
16 يونيو 2010 21:23
حمل الفيلم السينمائي الجديد “قاطع شحن” أكثر من مفاجأة سواء على المستوى التقني والصورة السينمائية المميزة أو التمثيل والمونتاج الذي كان أحد العناصر اللافتة. وهو التجربة الثانية لمخرجه سيد عيسوي عن قصة وسيناريو أسامة رؤوف، وأول تجربة سينمائية للمطربة شذا والمطرب الشاب شادي شامل وعمر حسن يوسف وياسمين الجيلاني ولطفي لبيب ومحمود الجندي وجيهان قمري وعبدالله مشرف وليلى جمال. يتناول الفيلم حياة مجموعة من الأصدقاء الشبان تخرجوا في الجامعة ويواجهون أزمة البطالة فيضطر كل منهم لممارسة أي عمل حتى يجد الفرصة الملائمة. قصة واقعية “كريم” ( المطرب شادي شامل) الذي يعيش حلم الهجرة إلى إيطاليا ويدخر كل ما يستطيع لتحقيق الحلم، ورغم إخفاقه أكثر من مرة وإعادته بعد القبض عليه بالقرب من السواحل الإيطالية وتعرضه للمخاطر مازال الحلم يراوده. أما “فايز” ( عمر حسن يوسف) خريج كلية فنون تطبيقية وفنان موهوب لكنه لا يجد العمل المناسب، وبقية الأصدقاء: “رشا” ( المطربة شذا ) و”هند” ( ياسمين الجيلاني) و”جمالات” (إيمان السيد) يعملن في صالون للتجميل تملكه امرأة متسلطة “لولا” (ميمي جمال). ويتحمل “كريم” العمل على دراجة بخارية في أحد المطاعم لتوصيل الطلبات بينما يجد “فايز” نفسه مضطرا للعمل كسائق لدى سيدة مُسنة وشديدة البخل تطرده لمجرد اكتشافها أن عداد السيارة سجل عدة كيلو مترات زائدة. يرتبط “كريم” و”هند” بقصة حب وتتمنى “هند” الزواج منه وتدخر ما تكسبه لتشاركه تأثيث عش الزوجية بينما يصارحها بأنه لا يمكنه الزواج إلا إذا حقق حلمه في الهجرة، ورغم إعجاب “فايز” بصديقته وجارته “رشا” فإنها ترى انه ليس الشاب المناسب لها فهو من نفس الطبقة المكافحة ووالده “جاسم” يعمل طباخا ويجسده محمود الجندي. وتمضي الأحداث لنرى “رشا” فقدت وظيفتها في صالون التجميل وتلتقي مع “فايز” لتشاركه أحزانه وطموحاته ويتصادف أن يشاهد الاثنان مطاردة من عدة سيارات لرجل ينزل من سيارته المرسيدس ليواجه باعتداء مجموعة من البلطجية، ويتدخل “فايز ورشا” فيهرب البلطجية ويحاول الرجل الثري “إحسان بك” ان يقدم لهما بعض المال ويرفضان فيعرض عليهما خدماته رداً للجميل. وبعد فترة تتوجه “رشا” مع “فايز” إلى “إحسان بك” بحثا عن فرصة عمل ولكنه يقترح مساعدتهما بشكل آخر حيث يمنحهما فرصة لمشاركته أحد المشاريع التجارية وهو عمل تماثيل مقلدة وبعض الأشغال الفنية على أن يتشاركا في الأرباح مقابل أن يوفر لهما مكانا خاصا، ويحاول “فايز ورشا” إقناع بقية الأصدقاء بمشاركتهما المشروع وتجميع مدخراتهم ليصبح لهم المشروع الخاص بهم، وبعد تردد يوافق “كريم” على دفع تحويشة العمر لكنه يصر علي الاحتفاظ بعمله في المطعم، وتنضم “هند وجمالات” للورشة ويتفانى الجميع في العمل وتتولى “رشا” تسويق المنتجات من تماثيل وتحف فنية يصنعها “فايز” بمهارة وإتقان. يعجب “إحسان بك” بما ينفذه “فايز” من تماثيل مقلدة لبعض الآثار ويطلب منه تنفيذ نسخة مقلدة من أحد التماثيل ويدعي انه حصل عليه كهدية من أحد أصدقائه، ويرحب “فايز” لكن يساوره الشك بعد أن قدم له “إحسان بك” مبلغا ضخما كدفعة تحت الحساب ويكتشف ان التمثال هو أحد القطع الأثرية النادرة. يعرض الأمر على أصدقائه فتشجعه “رشا” على تنفيذه وتقترح عليه مساومة “إحسان بك” للحصول على مزيد من النقود وكذلك “كريم”، أما “هند” فهي تؤيد اقتراح “فايز” بإبلاغ الشرطة. ويلجأ “فايز” إلى والده الذي كان دائما على خلاف معه ليبحث عن القرار الصائب ويدرك الأب أن ابنه في مأزق دون أن يعرف تفاصيل القصة ويدله على الطريق وينبهه بأسلوب غير مباشر إلى انه تربى على القيم ويعرف الصواب. وفي إيقاع مليء بالحيوية تتدفق الأحداث ونرى “فايز” قام بتنفيذ النسخة المقلدة ويقرر التوجه مع “رشا” إلى منزل “إحسان بك” للحصول على بقية النقود، ويفاجأ الاثنان بمقتل “إحسان بك” وقبل هروبهما يظهر أحد الخدم فيضطر “فايز” إلى ضربه بشدة بإحدى قطع الإثاث ويسقط على الأرض، ويهرب “فايز ورشا” إلى إحدى المدن الساحلية ومعهما التمثال الأصلي والمقلد وبينما يبحثان عن مكان يختبئان فيه يظهر “خالد” (تامر شلتوت) بسيارته ويدعوهما للركوب، مدعيا أنه يقطن بنفس المنتجع الذي يتجولان به ولن يجدا أي وسيلة تنقل في هذا الوقت المتأخر من الليل، وبالفعل يقلهما في سيارته ويقدم “فايز” نفسه على أنه “حشمت”، أما “رشا” فتدعي أن اسمها “مادلين” وينزل “فايز ورشا” أمام إحدى الفيلات مدعيين أنها منزلهما، وينتظر “خالد” حتى يضطر “فايز” إلى استخدام إزميل الحفر في فتح الباب. ويعيش “فايز ورشا” في حالة قلق ورعب ويشعران بالقلق من “خالد” ويبلغ “فايز” بقية الأصدقاء ويتوجهون جميعا إلى القرية السياحية بينما يتعقبهم بعض رجال “مندور بك” (عبدالله مشرف) صديق “إحسان بك” وصاحب التمثال الأثري، ولا يجد الأصدقاء مخرجا إلا بمصارحة الضابط “خالد” الذي يعرف منهم مكان التماثيل ويؤكد قدرته على حل مشكلتهم. في الصباح تكتشف “رشا” سرقة التماثيل وبينما الكل يبحث ويفتش تثور “رشا” وتتهم “فايز” بأنه الوحيد الذي يعرف الفرق بين النسخة الأصلية والمقلدة ولذلك أخفاهما، ويشعر “فايز” بالصدمة من أقوال “رشا” بينما تندفع “هند” للدفاع عنه وفي جمل حوارية صادقة تواجه “رشا” بحقيقة حبها للمال الذي جعلها لا ترى مدى حب “فايز” لها وإخلاص أصدقائها، وتشعر “رشا” بفداحة تصرفها وتندفع وراء “فايز” لتعتذر له ويلحقهم بقية الأصدقاء بعد ان قرروا الهرب من المكان ولكن يتم القبض عليهم جميعا وكذلك يتم القبض على “خالد” وهو يحاول الفرار بالتماثيل لتتكشف الحقيقة في قسم الشرطة: “إحسان بك” مازال على قيد الحياة وان كل ما حدث كان خطة دبرها هو وزوجته للاستيلاء على التمثال من “مندور بك” تاجر الآثار. تستمر محاولات الأصدقاء حتى يصلوا إلى مرحلة النجاح ويصبح لكل منهم عمله وبينما تغني “رشا” في شوارع القاهرة الخالية نرى “جمالات” قد افتتحت صالونا خاصا للتجميل و”هند وكريم” يديران مطعما خاصا بهما و”رشا وفايز” تزوجا ويعيشان في سعادة. فنيات الفيلم الفيلم يطرح قضية واقعية من خلال سيناريو أسامة رؤوف المتماسك مع أحداث منطقية وشخصيات حية. ويكشف العنوان “قاطع شحن” عن فكرة عدم التواصل بين الأجيال، واستطاع المخرج سيد عيسوي أن يتفوق على تجربته الأولى “بحبك وانا كمان” من خلال اختياره لزوايا التصوير وقيادته لمجموعة من الأبطال منهم من يقف أمام كاميرات السينما لأول مرة مثل المطربة شذا التي أجادت في تجربتها الأولى كممثلة ولولا إصرارها على إضافة أغنية لها في نهاية الفيلم لكان الفيلم أفضل كثيرا، والمطرب شادي شامل الذي اختلف أداؤه وتطور كثيرا عن دوره في مسلسل “العندليب”، كذلك اختياره أماكن التصوير لتضيف للصورة السينمائية بعدا جماليا وجاء أداء عمر حسن يوسف التلقائي ليؤكد موهبته وحضوره المميز أمام الكاميرا مما يرشحه كبطل سينمائي، وحققت ياسمين الجيلاني إضافة لرصيدها الدرامي في الأعمال التليفزيونية وبقي أن تصل إلى المعادلة الصحيحة حتى تصبح اسما يطلبه جمهور السينما، أما إيمان السيد فهي كوميديانة لها طعم خاص. ولعب المونتير ياسر النجار دورا في تحقيق الإيقاع المشوق طوال الأحداث مع تميز الصورة السينمائية لمدير التصوير وائل خلف بينما أضافت الموسيقى التصويرية لمحمد ضياء الكثير للأحداث خاصة في اللحظات التي غاب فيها الحوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©