أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية أمس أن متانة العلاقات بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية تؤسس لشراكة حقيقية بينهما في شتى المجالات خاصة التجارية والاقتصادية والاستثمارية.
وشددت معاليها، خلال لقائها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية في واشنطن، أن سوق الإمارات تمتلك الكثير من الفرص المتنوعة التي تلبي رغبات الشركات الأميركية في التوسع والنمو في المنطقة.
وأوضحت معالي الشيخة لبنى القاسمي التي تزور حالياً الولايات المتحدة الأميركية، أن دولة الإمارات تعتبر الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ما يظهر عمق الشراكة بين الجانبين.
واستعرضت معاليها الفرص الاستثمارية المتاحة في الدولة في مختلف القطاعات خاصة في قطاعات الصناعة و الطاقة المتجددة والنظيفة والخدمات بما فيها الضيافة والخدمات المالية.
ولفتت معاليها إلى الأداء المتطور لاقتصاد الإمارات وحيوية النشاط التجاري والاستثماري فيها، مؤكدة حرص الدولة على تطوير القوانين الاقتصادية والاستثمارية بشكل مستمر لزيادة تنافسية الاقتصاد الوطني وتطوير الأداء الاقتصادي واستمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وقالت معاليها إن المركز التجاري المتقدم لدولة الإمارات على مستوى العالم يستند إلى مقومات أساسية تعتمد بشكل أساسي على البنية التحتية المتطورة والخدمات التنافسية عالية المستوى والموقع الجغرافي المتقدم.
وبحسب بيان صحفي لوزارة التجارة الخارجية، فقد تركزت المحادثات بين الجانبين على العلاقات الثنائية والتعاون التجاري والاستثماري المشترك ووسائل دفعها وتعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
بدورها أشادت كلينتون بمتانة العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، مؤكدة حرص بلادها تعزيز علاقات الشراكة مع الإمارات خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.
وأعربت عن سعادتها بزيارة وزيرة التجارة الخارجية، مشيرة إلى أن الزيارات تسهم في تعزيز العلاقات التجارية التي تربط الجانبين.
من جانب آخر بحثت معالي الشيخة لبنى القاسمي مع وليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات التجارية.
وأشارت معاليها إلى الجهود التي تبذلها الدولة لتعزيز تنافسيتها من خلال تمكين التجارة في مجال البنى التحتية والتجارة عبر الحدود والمواصلات وتوفير بيئة عمل جيدة أسهمت في استقطاب عدد كبير من المستثمرين من مختلف دول العالم.
بدوره أكد بيرنز أهمية تكثيف التعاون بين حكومتي البلدين لتعميق الشراكة التجارية لافتاً الى رغبة الوزيرة كلينتون في مواصلة العمل بشكل وثيق مع دولة الإمارات على كافة الصعد.
تطوير الشراكة
وخلال زيارتها للولايات المتحدة، بحثت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي مع ممثل التجارة الأميركي السفير رون كيرك في مقر التمثيل التجاري الأميركي بواشنطن العلاقات التجارية بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وكيفية تعزيزها ودفعها لتطوير الشراكة التجارية القائمة بين البلدين الصديقين.
وأشارت معاليها خلال اللقاء إلى التطور المستمر للعلاقات التجارية بين البلدين إذ ارتفعت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بنسبة 76 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية لترتفع من نحو 7 مليارات دولار عام 2006 إلى 2 ر12 مليار دولار العام الجاري، موضحة أن هذا التطور المستمر في العلاقات التجارية يؤكد على الفرص الكثيرة والمتنوعة القائمة في اقتصاد البلدين وحيوية الفرص التجارية والاستثمارية القائمة في أسواق الإمارات.
واستعرضت معاليها فرص الاستثمار المتاحة بين البلدين خاصة في مجال الصناعات التكنولوجية المتقدمة ومقومات الاقتصاد الإماراتي والإجراءات المستمرة التي تتخذها الدولة لجعل الاقتصاد الوطني أكثر تنافسية على المستوى الإقليمي.
وأشارت إلى أن الدولة تتمتع ببنى تحتية متطورة وبيئة استثمارية حيوية بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز الذي جعلها حلقة وصل بين الشرق والغرب.
كما ناقش الجانبان الأوضاع الاقتصادية العالمية والإجراءات التي اتخذها الجانبان لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية وآخر المستجدات في مفاوضات أجندة الدوحة للتنمية في إطار منظمة التجارة العالمية.
وتطرقت معالي الشيخة لبنى القاسمي إلى مواقف الدولة حيال مختلف مواضيع المفاوضات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية وكيفية دعم المواقف ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه أكد الممثل التجاري الأميركي أهمية تعزيز العلاقات التجارية بين الإمارات والولايات المتحدة، مشيراً إلى أهمية التعرف بشكل أكبر إلى مستجدات الأطر القانونية والتشريعات التجارية على مستوى دول مجلس التعاون التجاري.
واستعرض مواقف بلاده من مختلف المواضيع والقضايا المدرجة ضمن مفاوضات أجندة الدوحة للتنمية.
من جانب آخر عقدت معالي وزيرة التجارة الخارجية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي سلسلة من اللقاءات مع عدد من أعضاء الكونجرس الأميركي في إطار زيارتها الحالية إلى العاصمة الأميركية.
واستعرضت معاليها خلال هذه اللقاءات العلاقات التجارية والاستثمارية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة مع الولايات المتحدة عموماً وعدد من الولايات الأميركية.
والتقت معاليها مع جيمس كلايبيرن عضو الكونجرس الأميركي عن ولاية ساوث كارولاينا.
وأوضحت معاليها أن الإمارات تعد الشريك التجاري الثالث عشر لولاية ساوث كارولاينا على مستوى العالم إذ شهدت صادرات الولاية نمواً ملحوظاً من 21 مليون دولار في 1999 إلى 432 مليون دولار في 2008.
تواجد الشركات الأميركية
وأكدت معاليها أهمية تكثيف وجود الشركات الأميركية في الأحداث والمعارض التجارية التي تقام على أراضي الدولة. من جانبه رحب كلايبيرن بمعالي الشيخة لبنى القاسمي، معرباً عن إعجابه بالتطور والنمو الاقتصادي للإمارات العربية المتحدة. وأوضح أن ولاية ساوث كارولاينا استطاعت استقطاب عدد من الشركات الضخمة ومنها شركة بوينج.
كما بحثت معالي الشيخة لبنى القاسمي مع السيناتور لامار الكسندر عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي العلاقات التجارية بين الدولة وولاية تينيسي وسبل دفعها وتطويرها في الوقت الذي بلغت قيمة التبادل عام 2008.
وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي عن حرص الإمارات تعزيز التعاون التجاري مع الولايات المتحدة وولاية تينيسي، مشيرة إلى أهمية استفادة شركات الولايات من الفرص الاستثمارية المتنوعة المتاحة في أسواق الإمارات.
بدوره أعرب السيناتور الكسندر عن اهتمامه ببرنامج الطاقة النووي الإماراتي والاستراتيجية التي تتبعها الدولة في برنامجها النووي للطاقة السلمية، معرباً عن إعجابه بإنجازات الدولة على المستوى الاقتصادي والتجارة الخارجية والتطورات النوعية التي حققتها الدولة على مستوى المرأة.
كما التقت معالي وزيرة التجارة الخارجية كيث إليسون عضو الكونجرس الأميركي عن ولاية ميناسوتا والذي يعد أول مسلم ينتخب إلى الكونجرس الأميركي.
واستعرضت معاليها خلال اللقاء الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة في الدولة خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرة إلى حيوية النشاطات التجارية والاستثمارية والمعرضية إذ تستضيف الدولة عدداً من الفعاليات التجارية مثل المعارض المتخصصة في قطاع الأغذية والصحة والتكنولوجيا.
بدوره أعرب السيد إليسون عن رغبته بزيارة الدولة مع وفد تجاري للشركات الصغيرة والمتوسطة خلال الفترة القادمة، مشيداً باهتمام دولة الإمارات بتطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة.
حضر اللقاءات يوسف مانع العتيبة سفير الإمارات بالولايات المتحدة،وفاطمة غانم المري عضو المجلس الوطني الاتحادي وجمعة محمد الكيت المدير التنفيذي لشؤون التجارة الخارجية بوزارة التجارة الخارجية ومعاذ الوري مدير إدارة البحوث والتحليل في المكتب التجاري بسفارة الدولة في واشنطن.
عدد اليوم
