الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطعام غير الصحي وافتقار الآباء للثقافة الغذائية من مسببات بدانة الأطفال

الطعام غير الصحي وافتقار الآباء للثقافة الغذائية من مسببات بدانة الأطفال
12 ابريل 2013 14:18
أظهرت دراسة حديثة أن 91% من آلاف وجبات الأطفال في أكبر سلسلات المطاعم لا تفي بالمعايير التي تنص عليها جمعية المطاعم الوطنية حول مواصفات أطعمة الأطفال الأصحاء في الولايات المتحدة. كما وجدت أن تسعاً من هذه السلسلات ليس لها أية وجبات تفي بتلك المعايير. وإذا أخذنا في الحسبان التزايد الكبير للأسر التي يأكل أفرادها خارج البيت، فإننا ندرك بسهولة أن الإقبال الكبير للمستهلكين على الأطعمة غير الصحية، سواءً بسبب غياب ثقافة صحية أو بسبب محدودية الخيارات الغذائية الجيدة لجميع أفراد الأسرة وخاصة منهم الأطفال، فإننا لا نملك غير الإقرار بأن هذه المطاعم هي المسؤول الأكبر عن انتشار البدانة وزيادة الوزن في صفوف الأطفال، بعد الآباء طبعاً. علق مركز العلم من أجل المصلحة العامة عن الدراسة الجديدة بالقول إنها تشمل رغم ذلك بعض الأخبار الجيدة، منها أن نحو نصف سلسلات المطاعم يعرض وجبة صحية واحدة على الأقل، وفق معدة الدراسة الدكتورة أمينة باتادا، وهي أستاذة مساعدة بجامعة نورث كارولاينا. كما قالت باتادا في مؤتمر صحفي إن نحو ثلاثة أرباع المطاعم تُدرج فواكه أو خضراوات بطريقة ما ضمن قوائمها. ولكن المركز يشير إلى أن ما تحويه اختيارات عديدة من سعرات حرارية هو أمر يستدعي المراجعة. فسندويتش جبن مشوي بالبطاطس المقلية وحليب شوكولاتة يعني تناول 1210 سعرات حرارية، 46% منها دهون و2340 ميليجراماً منها صوديوم، وهذا يعادل ثلاثة أضعاف ما تنص عليه مواصفات الطعام الصحي للطفل. كما إن بيتزا بيبروني صغيرة مع بطاطس مقلية ومشروب غازي تحوي 1010 سعرات، وتشمل دهوناً مشبعة تعادل ما يفي حاجة الراشد منها طوال اليوم. بدوره، يحوي سندويتش بيرجر جبن وبطاطس مقلية ما لا يقل عن 980 سعرة حرارية. حلقة مفرغة تقول مديرة السياسات الغذائية بمركز العلم من أجل المصلحة العامة الدكتورة مارجو ووتان إن «واحداً من كل ثلاثة أميركيين يعاني زيادة في الوزن أو سمنة، ويبدو مع ذلك أن أقطاب سلسلات المطاعم لم يلتقطوا الرسالة أو يدركوا حجم مسؤوليتهم عن ذلك وما عليهم فعله». وتضيف «غالبية سلسلات المطاعم ظلت تقدم الوجبات القديمة نفسها التي دأبت على عرضها على الزبائن منذ عقود، وبقيت تدور في حلقة مفرغة وفي فلك الدجاج والبيرجرز والمعكرونة والجبن والبطاطس المقلية والمشروبات الغازية!» وكان باحثون من المركز أعدوا دراسة تحليلية مقارنة شملت قوائم طعام 34 سلسلة مطاعم من أصل 50 سلسلة، هذا علماً أن تسع سلسلات من أصل الخمسين سلسلة لا تخصص أية وجبات للأطفال، وأخرى لا توفر معلومات غذائية كافية عن مكونات كل وجبة من وجباتها، ووصل عدد وجبات الأطفال التي قارنوا فيما بينها إلى 3498. إذ قيموا تلك الوجبات استناداً إلى برنامج «عيشوا حياة جيدة أيها الأطفال» الذي صممته جمعية المطاعم، وتلك المعايير صاغوها لفائدة الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 4 و8 سنوات، وذلك بما يتوافق مع التعليمات الغذائية الصادرة عن السلطات الفيدرالية المعنية. وقد كانت هذه المعايير متشابهة، إذ نصت على ألا يتجاوز حد الدهون في الوجبة 35%، وألا تزيد نسبة السكر فيها عن 35% أيضاً. ولكن معايير مجموعة المطاعم تسمح بأن يبلغ سقف السعرات الحرارية للطفل 600 سعرة، وأن تكون مأكولاتهم غير مقلية كثيراً. من جهته، يوصي مركز العلم من أجل المصلحة العامة على ألا يتجاوز الحد الأقصى للسعرات التي يتناولها الطفل 430 سعرة، ولكن دون أن يصنف أي مشروبات أو يعتبرها غير صحية. معايير متفق عليه وفق معايير مركز العلم من أجل المصلحة العامة، فإن 97% من وجبات الأطفال التي تقدمها معظم سلسلات المطاعم لا تتوافق مع التعليمات المعيارية ومواصفات الغذاء الصحي للطفل. لكنها رصدت سلسلة واحدة تتوافق مواصفات وجبات الأطفال الثمانية، التي تُدرجها في قائمة طعامها مع مواصفات المركز. وقد كانت هذه السلسلة هي الوحيدة من ضمن السلسلات المدروسة التي لا تعرض المشروبات المحلاة مع الوجبات، وهي تقدم بدلاً عنها الحليب أو الماء. وهو الأمر الذي سبق لجمعية المطاعم الوطنية أن لفتت إليه في أحد تقاريرها. وتقول مديرة مجموعة العيش الغذائي والصحي جوي دوبوست «بعض المطاعم في الولايات المتحدة تقدم خيارات أطعمة الأطفال الصحية والمتجددة إلى زبائنها الشباب والراشدين، بسبب الوعي المتزايد للمستهلكين بأهمية الالتزام بالأكل الصحي لاتقاء السمنة والبدانة». وتضيف أن هناك أكثر من 120 مطعماً في الولايات المتحدة تدرج برنامجاً غذائياً خاصاً بالأطفال البالغة أعمارهم 18 شهراً ضمن قوائم طعامها. ويفيد المركز في خلاصة الدراسة إلى أن سبعة من كل عشرة مطاعم تقدم بطاطس مقلية، ونحو نصف هذه المطاعم يقدم نوعاً آخر من الخضراوات. كما يشير إلى أن 68% من المطاعم المشمولة بالدراسة تعرض الفواكه كطبق جانبي، وليس رئيسي. كما يشير المركز إلى أن ثلاثة أرباع هذه المطاعم تُدرج المشروبات الغازية في قوائم الطعام الموجهة للأطفال. وتجدر الإشارة إلى أن مركز العلم من أجل المصلحة العامة، ومقره في واشنطن، ينشر بانتظام تقارير حساسة عن الوجبات السريعة والخفيفة والمشروبات، ومظاهر أخرى من الصناعات الغذائية. كما أنه معروف بجرأته في تحديد المأكولات والمشروبات غير الصحية وذكرها بالاسم واحداً واحداً. الأكل خارج البيت ترى ووتان أن الأكل خارج البيت هو أحد الأسباب العديدة التي تقف وراء استفحال ظاهرة السمنة وزيادة الوزن. وتضيف «عندما كنت طفلة، كنت لا آكل رفقة أسرتي خارج البيت إلا في مناسبات دورية تُعد على رؤوس الأصابع طوال السنة». أما اليوم، فإن كثيراً من الناس يأكلون في المطاعم أكثر مما يأكلون في بيوتهم، ويصرفون أكثر من 40% من ميزانيتهم المخصصة للأكل والشرب في هذه المطاعم. ولذلك فإن الانتـباه إلى القيمة الغذائية لكــل ما يُؤكل أصبح أهم اليوم من أي وقت مضى. وقد كان الفتى نوح جريي، البالغ 13 سنة، أحد المشاركين في المؤتمر الصحفي، الذي نظم لتقديم نتائج الدراسة بصفته أحد البدناء السابقين الذي خسر عدداً هائلاً من الكيلوجرامات خلال مشاركته في البرنامج التلفزيوني «الخاسر الأكبر». وقال «أرى أن الأكل خارج البيت من أسوأ الأشياء التي تعودنا القيام بها للأسف الشديد. فلا توجد في الواقع خيارات غذائية جيدة في غالبية المطاعم». وتقول ووتان «بدأت المطاعم تفكر مؤخراً في تقديم وجبات صحية أكثر». وتضيف «نحتاج إلى أن تصبح غالبية الخيارات الغذائية المدرجة في قوائم الطعام الموجهة للأطفال صحية، حتى يتسنى للآباء اختيار ما ينفع صحة أبنائهم، ولكي تكون تجربة الأكل خارج البيت ممتعة لهم وخالية من المنغصات والضرائب الصحية». وتدعو ووتان المطاعم إلى أن تتوقف عن تقديم المشروبات الغازية والمحلاة إلى الأطفال، خصوصاً إذا علمنا أن المستهلكين جميعهم يدركون أن هذه المشروبات تحلى بشراب ذرة يحوي تركيزاً عالياً من الفريكتوز، وليس السكر، وهما ذوا تأثير مختلف على الصحة رغم تشابههما كيميائياً. كما تنصح هذه المطاعم بأن تعرض على زبائنها كميات أقل من الأطعمة المقلية، وكميات أكبر من الخضراوات والفواكه الطازجة والأطعمة المشوية، وأن تُدخل على قوائمها إضافات غذائية نوعية وتحسينات حقيقية بنفس أسعار الوجبات المقدمة حالياً، مؤكدة قناعتها بأن القيام بذلك سيحبب الناس أكثر في تجارب الأكل خارج البيت، ويطمئنهم أكثر على صحة أبنائهم، ما سيجعل أطراف العرض والطلب رابحين جميعهم. هشام أحناش عن «لوس أنجلوس تايمز» أفكار بسيطة وعملية ترى مؤلفة كتاب «مطبخ يومي مامي» مارينا ديليو أن فضاء الاجتهاد في مجال تقديم الوجبات الصحية رحب جداً ويسع للقيام بالكثير، ولا يحتاج إلى معجزة أو عبقريات فذة، بل إن تطبيق أفكار بسيطة من قبيل تقديم وجبات من طبق واحد من الخضراوات لوحدها أو مع الفواكه، مع تنكيهها بحسب أذواق الأطفال كفيل بتحقيق تغذية صحية للطفل بكلفة أقل ووقت سريع وفائدة غذائية أكبر. وتفيد ديليو بأنها عندما تأكل رفقة أفراد أسرتها خارج البيت، فإنها لا تسألهم عن أي وجبات يرغبون فيها من قائمة طعام الأطفال، بل تختار لهم بنفسها الخيارات الصحية الموجودة في القائمة العامة. فهي تعتبر أن طفليها البالغين 3 و5 سنوات لا يزالان صغيرين لاتخاذ قرار أكثر الأطعمة فائدة أو ضرراً بالنسبة إليهما. وتقول ديليو، وهي أم لطفلين تعيش في سانتا باربارا، إن المطاعم والعائلات تحتاج إلى القيام بجهود أكثر. وتضيف «لا يمكنني وصف مدى الانحدار الذي تسير فيه معظم المطاعم، لكنني أعتقد أن الآباء أيضاً بحاجة إلى الإلمام بثقافة غذائية أكبر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©