الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سوريا تبدي ثقة جديدة بالنفس حيال الغرب

6 نوفمبر 2009 01:57
تبدي دمشق ثقة جديدة بالنفس حيال الغرب بعد ان انتهت عزلتها الدبلوماسية في 2008 وتوطدت علاقاتها مع انقرة وزارها عدد من المسؤولين الغربيين متمنعة في الآن نفسه عن الاتحاد الاوروبي وعن توقيع اتفاقية الشراكة معه. فقد كان الاتحاد الاوروبي يأمل بتوقيع اتفاقية الشراكة مع سوريا في 26 اكتوبر بعد ان جمده الاوروبيون لوقت طويل. لكن سوريا طلبت تأجيل التوقيع لاجل غير مسمى من اجل “مراجعة” النص والدفاع عن مصالحها بشكل امثل. وتعمل سوريا في الوقت نفسه على توطيد علاقاتها مع القوى الكبرى في المنطقة. وكانت سوريا التي تتلقى دعما كبيرا منذ وقت طويل من حليفتها الكبيرة ايران، استقبلت في الثامن من اكتوبر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي كانت تربطه علاقة سيئة جدا بسوريا. وسمحت هذه الزيارة النادرة بالاعلان عن ضرورة تشكيل حكومة وطنية في لبنان التي كانت تعد احدى نقاط الشقاق بين البلدين. كما وثقت دمشق علاقاتها مع انقرة بشكل اكبر ووقعت معها منتصف سبتمبر اتفاقية حول تأسيس “المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي” بهدف تحقيق تكامل اقتصادي كما فتحت الحدود بين البلدين بعد إلغاء سمات الدخول. وأجرت سوريا وتركيا اللتان كانت علاقاتهما متوترة في الثمانينات والتسعينات اولى مناوراتهما العسكرية المشتركة في ابريل الماضي. كما رعت تركيا في 2008 المفاوضات غير المباشرة لعملية السلام بين سوريا واسرائيل والتي دخلت الآن في طريق مسدود. ويقول المحلل رياض قهوجي “إذا ضمنت سوريا علاقات استراتيجية متينة مع تركيا التي تسعى لان تصبح قوة اقتصادية دولية فإن ذلك قد “يقلص من اهتمام السوريين بأوروبا”. واشار قهوجي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري الى أن “سوريا ليست مضطرة لان تقدم تنازلات سياسية مع تركيا” كما هو الحال مع الاتحاد الاوروبي الذي يأخذ على دمشق وضع حقوق الانسان في هذا البلد. ويرى المراقبون ان سوريا الخارجة للتو من عزلتها الدولية التي فرضها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، أضحت محاورا لا يمكن اغفاله و هذا ما نراه عبر الزيارات المتعددة التي يقوم بها المسؤولون الاوروبيون والاميركيون والعرب الى دمشق. كما ضاعفت فرنسا والولايات المتحدة من انفتاحهما على سوريا لقناعتهما بأن دمشق يمكنها المساهمة بشكل كبير بإيجاد حلول في العراق ولبنان والصراع الاسرائيلي الفلسطيني. ويرى قهوجي ان ذلك “يرفع من الثقة بالنفس” لدى السلطة في سوريا. من جهته أشار مدير مؤسسة كارنيجي للشرق الاوسط بول سالم المقيم في بيروت الى ان هذه المرحلة تشهد “شد حبال خفيف” بين سوريا والولايات المتحدة. ورغم ان الادارة الاميركية الجديدة قررت اعادة الحوار مع دمشق الا ان سوريا وأميركا ما زالتا مختلفتين حول الملفات الهامة. وتأمل واشنطن ان تتوقف دمشق عن “التدخل” في شؤون جارتيها، لبنان والعراق، وان تكف عن دعمها لحزب الله وحركة حماس. وعبرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثاء في مقابلة تلفزيونية لقناة الحرة عن رغبتها بأن “ترى تغييرا في تصرفات واعمال سوريا”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©