الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تغيير المراكز وغياب الروح القتالية وخطــــــة باوزا وراء «التعادل المر»

تغيير المراكز وغياب الروح القتالية وخطــــــة باوزا وراء «التعادل المر»
15 يونيو 2017 13:47
معتز الشامي (بانكوك) خيم الحزن على بعثة منتخبنا الوطني، التي عادت إلى الدولة أمس، بعد التعادل «المر» الذي جاء بـ «طعم الخسارة»، أمام تايلاند بهدف لكل منهما، في مباراة مساء أمس الأول، على استاد راجامانجالا بالعاصمة بانكوك، وحضرها أكثر 27 ألف متفرج، ضمن الجولة الثامنة لتصفيات المجوعة الآسيوية الثانية لنهائيات مونديال روسيا 2018. وبهذه النتيجة، رفع «الأبيض» رصيده إلى 10 نقاط، في المركز الرابع، وظل الفارق كبيراً بينه وبين أقرب المنافسين، وهو المنتخب الأسترالي «16 نقطة» في الترتيب الثالث، بينما حلق منتخب اليابان بالصدارة بـ 17 نقطة بعد تعادله أمام العراق بهدف لكل منهما، فيما ظل المنتخب السعودي ثانياً بـ 16 نقطة، وشهدت البعثة حالة من الحزن الشديد للاعبين، وأفراد الجهازين الإداري والفني، خاصة الأرجنتيني باوزا الذي بدا خلال المؤتمر الصحفي، متأثراً بالبداية «غير الإيجابية»، في مسيرته مع الكرة الإماراتية، والتي تأتي في أعقاب تجربة «سيئة» مع منتخب الأرجنتين، خسر خلالها في مباريات عدة، أثرت في مشوار تصفيات المونديال. أداء باهت الأداء الباهت لـ «الأبيض» أمام تايلاند، والمستوى غير المقنع لبعض اللاعبين، تقف خلفه أسباب عدة، يمكن حصرها في بعض النقاط، في البداية عمد الجهاز الفني لأجراء تغييرات في التشكيلة وطريقة لعب بعض اللاعبين، بل وفي مراكزهم أيضاً، وثانياً لجأ الجهاز الفني إلى أسلوب جديد لم يعتده المنتخب، كما أن فترة 12 يوماً من التدريبات لم تكن كافية لزرع التفهم الكامل لتلك الأفكار الجديدة، وأبرزها إصرار باوزا، على الدفع بـ 3 لاعبين في مركز «محور الوسط»، وهم أحمد برمان، وطارق أحمد، وخميس إسماعيل، وأسند إلى طارق القيام بمهام هجومية بالتقدم إلى الأمام والتسديد على المرمى، أو توزيع الكرات إلى عمر عبدالرحمن أو خليل أو مبخوت، فيما لعب «عموري» دور المهاجم المتأخر خلف علي مبخوت، ولكن مع عدم التقييد بمركز، وأحمد خليل وسط الملعب المهاجم من الجهة اليسرى، لتشكيل زيادة عددية مع خليل ومبخوت، ويبدو أن اللاعبين لم يستوعبوا جيداً التغييرات التكتيكية والفنية، فضلاً عن عدم قدرة أحمد خليل على العودة إلى وسط الملعب، والقيام بالانطلاقات السريعة إلى الأمام، وهو الدور يليق أكثر بإسماعيل الحمادي المصاب، والذي غاب عن قائمة «الأبيض». وتعتبر تلك القرارات الفنية، مؤشرات سلبية بحق الجهاز الفني الجديد، حيث وجه خبراء وفنيون ونقاد رياضيون انتقاداً لإصرار باوزا على إجراء تلك التغييرات، رغم أن الواقع يفرض عليه عدم تغيير الطريقة أو مراكز اللاعبين؛ لأنه تولى المسؤولية رسمياً في ظروف صعبة، وفي وقت قصير قبل المباراة، ولم يحصل المدرب على وقتٍ كافٍ للتعرف إلى اللاعبين بشكل أكبر، كما لم يخض أكثر من تجربة ودية ليتمكن من أيصال المفاهيم الفنية التي يسعى لتطبيقها في الملعب في عقلية اللاعبين. تأخر التغييرات ويضاف إلى ذلك سبب آخر، في تأخر الجهاز الفني بالتدخل وإجراء تغييرات مبكرة، إلا في حالة إصابة صنقور والدفع بمحمد فوزي بدلاً منه، حيث وضح مبكراً أن منتخب تايلاند يلعب بطريقة 5-4-1، بتأمين دفاعاته بأكثر من 7 لاعبين أمام المرمى، ما يتطلب زيادة اللاعبين أصحاب المهارة والقدرة على ضرب التكتل الدفاعي للمنافس، سواء إسماعيل مطر أو خلفان مبارك، وحتى الدفع بمطر جاء في وقتٍ متأخر لم يكن كافياً لصناعة الفارق. فيما يتحمل اللاعبون الجزء الأكبر من المسؤولية، حيث غابت عن أغلبهم الروح القتالية في الملعب، ولم يقدم المنتخب المستوى المقنع، كما لم يقدم اللاعبون ما يشفع لهم أمام الجماهير الغاضبة، على الأداء والنتيجة، التي تعني واقعياً تبخر حلم التأهل إلى المونديال، حيث يحتاج المنتخب إلى معجزة، وهي خسارة «الأخضر» السعودي أمام اليابان والفوز عليه بأكثر من 3 أهداف، والفوز أيضاً على منتخب العراق، حتى ندخل في لعبة الحسابات في فارق الأهداف مع «الأخضر»، وهي تعتبر مهمة شبه مستحيلة، ولكن بلغة الأرقام لا تزال فرصة قائمة، وإن كانت أقل من 1% وليس أكثر! ويضاف إلى الأسباب، تمسك اللاعبين بالصوم وعدم الإفطار، خاصة الأيام الأخيرة قبل المباراة في معسكر تايلاند، ما دفع المنتخب لأداء 4 تدريبات متتالية في العاشرة مساءً بتوقيت بانكوك، بعد إفطار اللاعبين وقت المغرب، وهو توقيت لم يكن مناسباً؛ لأنه يختلف تماماً عن توقيت المباراة التي أقيمت في الساعة السابعة مساءً، والثاني هو اضطرار اللاعبين للسهر حتى وقت متأخر يومياً، حيث يعود المنتخب، بعد انتهاء التدريبات إلى مقر الإقامة بعد منتصف الليل، بخلاف فترة راحة قصيرة ثم وجبة السحور التي كان يتناولها اللاعبون، ما يعني عملياً أنهم كانوا يخلدون إلى النوم ليس قبل الساعة الثانية إلى الساعة الثالثة صباحاً على أقل تقدير، وظل الأمر كذلك، حتى التدريب الأخير، الذي أداه أغلب اللاعبين وهم في الصيام، ولكن يوم المباراة اضطر اللاعبون للإفطار، وتأثر الأداء بفعل هذه الأسباب، وهو ما ظهر جلياً في أداء أغلب اللاعبين، لاسيما خليل ومبخوت وعمر عبدالرحمن. لعنة الإصابات ولا يمكن إغفال الإصابات والغيابات التي أثرت كثيراً على أداء المنتخب، حيث تعرض إسماعيل الحمادي وإسماعيل أحمد للإصابة وابتعدا عن القائمة، وهما من العناصر الأساسية بالتشكيل، بالإضافة إلى مغادرة وليد عباس معسكر «الأبيض» قبل المباراة بـ 48 ساعة لظروف وفاة والدته، فضلاً عن إصابة عبد العزيز هيكل وفارس جمعة في معسكر ماليزيا، وهي كلها مؤشرات يمكن اعتبارها سلبية، شكلت ظروفاً أثرت على مستوى المنتخب، حيث لم يقدم البديل المستوى المنتظر، وبخاصة في المركز الذي كان يشغله إسماعيل الحمادي. أما دور الاتحاد، رغم اتفاق الجميع على أنه، وفر كل ما من شأنه إنجاح المعسكر، وفترة الإعداد، وتحركت إدارة المنتخبات لتوفير منتخب بديل للبنان الذي أربك حسابات منتخبنا بالاعتذار في وقت ضيق قبل السفر إلى معسكر ماليزيا، إلا أن تردد الاتحاد في قبول استقالة الجهاز الفني الأسبق، بقيادة المهندس مهدي علي، الذي تقدم بها عقب خسارته أمام «الأخضر» في أكتوبر الماضي، وحتى بعدما عاد للتقدم بها عقب مباراة العراق في نوفمبر الماضي، أوصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، حيث إن الاتحاد استغرق وقتاً طويلاً للبحث عن بديل لمهدي، حتى وجد ضالته في الأرجنتيني باوزا ولكنه حسم ملف التفاوض معه، عقب نهاية الدوري، حيث لم يقف المدرب على قدرات جميع اللاعبين، ولم يشاهد أغلبهم في أرض الملعب، ما يعني أننا دفعنا فاتورة التأخر قبول استقالة مهدي، أو التردد في إقالته. وبعيداً عن أسباب الأداء الباهت والتعادل المخيب لمنتخبنا، لا تزال هناك حقيقة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، وهي أن المدير الفني للمنتخب الوطني، يحتاج إلى وقت وتجمعات أطول، وتجارب دولية ودية كافية، حيث لا يزال باوزا في مرحلة التعرف إلى قدرات اللاعبين، واكتشاف الأصلح من بينهم لضمة لتشكيلة المنتخب حتى ينفذ المهام المطلوبة منه. سعيد الطنيجي: أداء «الأبيض» ليس على قدر الطموح! بانكوك (الاتحاد) وصف سعيد الطنيجي نائب رئيس اتحاد الكرة، التعادل مع تايلاند، بالمخيب للآمال، وقال: أداء «الأبيض» لم يكن على قدر الطموح، وكنا ننتظر الأفضل، وأن نحقق نتيجة إيجابية للعودة بها إلى صلب المنافسة على مركز متقدم، وإحياء الأمل في التأهل، خاصة بعد خسارة «الأخضر» أمام المنتخب الأسترالي، ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن. وعن المباراة، قال: منتخب تايلاند لعب بتكتل دفاعي محكم، ووضح أن أصحاب الأرض يخططون للتعادل من البداية؛ لذلك لجأوا إلى الهجمات المرتدة، ومحاولة استغلال أي ثغرة يقع فيها منتخبنا الوطني على المستوى الدفاعي، وهو ما حدث بالفعل، وتقدم المنافس بهدف، ومع ذلك نجح منتخبنا في إدراك التعادل في آخر 3 دقائق من المباراة. وحول عدم ظهور المنتخب بالمستوى المنتظر، قال: أداء «الأبيض» لم يكن على المستوى المأمول بالفعل، من حق الجماهير أن تغضب، ربما لأنها التجربة الأولى للمدير الفني مع الفريق، ولكن أعتقد أن توظيف اللاعبين داخل الملعب لم يكن جيداً من الجهاز الفني، ويجب أن نعذر المدرب؛ لأنه لا يزال حديث عهد بالفريق، فضلاً عن أن هناك عناصر مؤثرة غابت عن التشكيلة. وعن اتهام الشارع الرياضي لاتحاد الكرة بأنه يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية، خاصة من حيث التأخر في التعاقد مع جهاز فني بدلاً من مهدي علي «المستقيل»، قال: الاتحاد لم يقصر مع المنتخب في شيء، ولم نتأخر في التعاقد مع باوزا، كما أن مهدي استقال في وقت متأخر وبعد خسارتين أمام اليابان وأستراليا، بينما الاتحاد لم يتأخر أبداً في توفير كل ما يلزم للاعبين من معسكرات وإعداد. ورفض الطنيجي اتهام اللاعبين بالأداء من دون حماس وروح قتالية، وقال: لا يمكننا اتهامهم بهذا الأمر، ولكل مباراة ظروفها، وثقتنا لا تزال قائمة في الجهاز الفني واللاعبين لاستكمال بقية المشوار. سيف الشامسي: التعادل لا يكفي لـ«أمنية التأهل» بانكوك (الاتحاد) أكد سيف الشامسي سفير الدولة لدى تايلاند، أنه تمنى أن تكون بانكوك محطة إلى عودة الأمل في المنافسة على بطاقات التأهل إلى المونديال بالنسبة لـ«الأبيض»، وبالتالي العودة إلى سكة الانتصارات، بعد تراجع النتائج بالخسارة من اليابان وأستراليا في آخر جولتين من التصفيات، وقال: التعادل لا يكفي لتحقيق أمنية التأهل، ولكن هذا حال كرة القدم، عموماً نحن سعداء بأداء اللاعبين، وحرصهم على الخروج بنتيجة إيجابية، وكنا نأمل أن يتحقق الفوز، خاصة أن الفريق في حاجة ماسة له بعد النتائج الأخيرة. وأشار الشامسي إلى أن الأمل في حصد إحدى بطاقات التأهل لا يزال قائماً، وإن كان ضعيفاً، وقال: صحيح أن الفرص لم تعد بالقوة نفسها قبل المباراة، ولكن علينا التمسك بالأمل، والاجتهاد أكثر مع زيادة التركيز، وقيام الجهاز الفني بالعمل على تدارك بعض الملاحظات التي ظهرت على الأداء، خلال مباراة تايلاند، ودائماً أبناء الإمارات لا يعترفون باليأس والإحباط، وكلي ثقة بأن لاعبي الفريق سوف يجتهدون في العودة إلى الانتصارات خلال الفترة المقبلة، خاصة أن لاعبي المنتخب الحالي عودونا على الانتصارات في السنوات الأخيرة وثقتنا فيهم كبيرة في مواصلة الإنجازات. كما أبدى سفير الدولة في تايلاند سعادته بأداء اللاعبين، خاصة في الشوط الأول، الذي سيطر عليه المنتخب، وأتيحت له العديد من الفرص الجيدة، والكفيلة بترجيح كفة «الأبيض» بعدد وافر من الأهداف، ولكن التوفيق لم يحالف اللاعبين في ترجمتها إلى أهداف، وقال: يحسب للفريق عدم التأثر بالهدف الذي سجله تايلاند في الشوط الثاني، واجتهاد الفريق من أجل العودة إلى المباراة مرة أخرى حتى لو أن الوقت الأصلي انتهى. حمدان الكمالي: أضعنا الفرص قبل المباراة! بانكوك (الاتحاد) أبدى حمدان الكمالي مدافع منتخبنا الوطني، حزنه الشديد على ضياع فرصة التأهل إلى مونديال موسكو رسمياً بتعادل أشبه بالخسارة أمام تايلاند، مشيراً إلى أن «النتيجة مخيبة»، ولن تسعف «الأبيض» في استكمال المهمة بنجاح، لافتاً إلى أن الفريق لم يكن محظوظاً، وهناك ظروف عدة أثرت، وقال: أضعنا فرصاً عدة ليس في هذه المباراة فقط، ولكن في لقاءات سابقة، ما وضعنا في موقف صعب. وأضاف: كنا نحاول القتال على الفرصة، ولكن لم نكن موفقين، ومنتخب تايلاند لعب بطريقة دفاعية للغاية، إضافة إلى إهدار فرص عدة للتسجيل، وعلينا نسيان ما حدث، والتركيز على ما هو قادم، كأس آسيا وكأس الخليج. وتابع: شكر الجهاز الإداري والفني، على دعمهم المتواصل خلال فترة التحضيرات، لكن واجهنا ظروفاً صعبة، كما أن فترة 12 يوماً ليست كافية للوصول بـ «فورمة» المنتخب إلى المستوى المأمول، ولكن أتوقع أن يتحسن الأداء في الفترة المقبلة، وأن يصل الجهاز الفني للمرحلة المطلوبة في تحضير المنتخب خلال قادم التجمعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©