الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من أنجح الآخر؟

14 يونيو 2017 18:58
عندما نقف على المحصلة الأنطولوجية لزين الدين زيدان من خلال مشوار تدريبي لم يمضِ عليه أكثر من موسمين، وهو الذي خلد نفسه في متحف الأساطير كلاعب فذ ومبدع، يحضرنا سؤالان: هل كان زيدان صناعة خالصة لريال مدريد؟ أم أن النجاحات القياسية لزيدان هي نتاج لوصفة سحرية اهتدى إليها، ومعها كان الخروج سلساً من جلباب اللاعب الباهر لتقمص دور المدرب البراجماتي والواقعي؟ ذهب كثير من الخبراء، يوم قرر بيريز رئيس ريال مدريد، أن يعهد بمنصب المدير الفني لزين الدين زيدان لما كان يستشفه من خلال مروره السريع مع كاستيا الريال ومن خلال وجوده ضمن الطاقم المساعد للإيطالي أنشيلوتي، من قدرة على بناء فلسفة فنية تتطابق مع روح وهوية الريال، ذهب الكثيرون إلى وضع الكثير من علامات التعجب والتحفظ أيضاً، ومنهم من أصدر حكماً قيماً يقول إن أسطورة زيدان اللاعب ستتعرض للتلف.وحتى إن كنت أؤمن بموضوعية هذا الطرح، فإنني استندت في تفاؤلي بقدرة زيدان على النجاح، على معطيات قوية لا يمكن التشكيك في قيمتها. أول هذه المعطيات، أن زيدان يعرف جيداً بيت الملكي، وبالتالي فإنه يسهل عليه أن يتحول بداخله إلى رقم كبير في معادلة العمل والنجاح، وثاني المعطيات أن زيدان يملك كل المقومات التي تساعده على تجميل صورته في مخيلة اللاعبين، بالشكل الذي يساعده على تكييف هؤلاء ذهنياً مع منظومة اللعب التي يقترحها. أما ثالث هذه المعطيات، فهو أن زيدان آمن بضرورة أن يكون له فريق بقاعدة كبيرة ومتقايسة، تختلف الأدوار والوظائف، ولكن الكل متوحد في مطاردة الهدف. أما رابع هذه المعطيات، فهو أن زيدان أقنع نجمه المطلق رونالدو بخريطة تنافسية مدروسة بعلمية كبيرة، كان الخضوع لها من دون مزايدات مفتاح النجاحات الخرافية، لقد كانت كلمة السر في تحقيق ريال مدريد مع زيدان لستة ألقاب في موسم ونصف، اللحمة الجماعية ومنهج اللعب، ولكن أيضاً النجاعة المبهرة للدون في المواعيد الكروية الحاسمة. لذلك نجد أن زيدان ما نجح بالمطلق في أن يكون المدرب الملحمي بعد أن كان اللاعب الأسطورة، إلا لأنه أخلص لفلسفة ولهوية وعمق الريال ولأنه آمن أيضاً بأن النجاح يكون بروح الفريق وبإبداع اللاعبين أكثر منه بمنهج اللعب حتى لو كان «التيكي تاكا» نفسها. Mohamed.Albade@alIttihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©