الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الألعاب الشاطئية» تغرق في «الخليج»

«الألعاب الشاطئية» تغرق في «الخليج»
12 ابريل 2015 21:20
وليد فاروق (دبي) جاءت نتائج منتخباتنا التي شاركت في دورة الألعاب الرياضية الشاطئية الثانية، التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 2 إلى 9 أبريل، لتدق ناقوس الخطر وتنبه القائمين على هذه الألعاب إلى ضرورة تصحيح الأخطاء والسعي إلى العودة إلى المسار السليم الذي تستحقه الرياضة الإماراتية، خاصة أن المشاركة في مثل الدورات وعلى الرغم من أهميتها، إلا أنها أقل تنافسية وقوة من البطولات العربية والآسيوية التي تعد المحك الرئيسي والأقوى بداية طريق التأهل للعالمية والأولمبياد وهو ما تسعى إليه رياضتنا من أجل تحقيق الإنجازات. كانت الدورة الثانية للألعاب الخليجية الشاطئية في الدوحة، شهدت حصول الإمارات على المركز الثالث في جدول الترتيب العام، بإجمالي ميداليات بلغ 10 ميداليات متنوعة، ما بين ذهبية وحيدة في فردى التجديف، و3 فضيات لثنائي التجديف وكرة القدم والسلة، و6 برونزيات توزعت ما بين السباحة والشراعية، وذلك من بين 6 دول شاركت في هذه الدورة وفعليا 5 دول فقط نظرا للمشاركة الرمزية للسعودية في 3 لعبات فقط. ورغم أن عدد الميداليات التي حققناها في الدورة الثانية، كانت ضعف ما حصلنا عليه في الدورة الأولى التي أقيمت في البحرين عام 2010، حيث حققنا في تلك الدورة 5 ميداليات فقط، عبارة عن ذهبية وحيدة في القوارب، و4 ميداليات برونزية إحداها في كرة القدم والباقي في القوارب، إلا أن ذلك لا يعد تطوراً في المستوى خاصة إذا علمنا أن عدد الألعاب تزايد من 6 ألعاب في الدورة الأولى، هي كرة القدم، الكرة الطائرة، كرة اليد، كمال الأجسام، القوارب الشراعية والسباحة في المياه المفتوحة، إلى 7 ألعاب في الدورة الثانية هي كرة القدم وكرة السلة 3×3، وكرة اليد، والكرة الطائرة والسباحة والشراع والتجديف، ولكننا لم نشارك في مسابقتي الكرة الطائرة واليد. ومع ذلك استمر وضعنا في منتصف جدول الترتيب في المركز الثالث في كلا الدورتين، وهو مركز لا يليق بمستوى رياضتنا الساعية للمنافسة على مستويات أكبر من المسابقات الخليجية. «الاتحاد» تفتح ملف التراجع للتوصل إلى الأسباب التي أدت إلى عدم قدرة منتخباتنا على المنافسة بشكل أكثر تميزا، واكتفائها بهذا العدد من الميداليات، والذي يفصل بينه وبين عمان صاحبة المركز الأول - للدورة الثانية على التوالي- التي حلقت بـ 13 ميدالية منهم 7 ذهبيات و5 فضيات وبرونزية واحدة. من جانبه، اعترف عبد المحسن الدوسري الأمين العام المساعد للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أن الألعاب الشاطئية - باستثناء الرياضات المائية والبحرية- لا تحظى بالاهتمام الكاف، الذي يكفل لها تحقيق إنجازات ونتائج مرموقة تجسد مستوى طموحاتنا التي نتطلع إليها، ليس على المستوى الخليجي فقط بل على المستوى العربي والآسيوي وأيضا العالمي. وقال: «بصراحة لا يوجد لدينا الدرجة اللازمة من الاهتمام الذي يكفل لنا الحد الذي نتطلع إليه من المنافسة في الألعاب الشاطئية، ونستثنى من ذلك الألعاب والرياضات المائية والبحرية مثل السباحة والتجديف والشراع، أما باقي الألعاب مثل كرة القدم والطائرة والسلة واليد فهي تعاني كثيرا، وهو ما ترتب عليه تحقيق مثل هذه النتائج». وأضاف: «كرة القدم الشاطئية أهم لعبة من حيث المتابعة والاهتمام الجماهيري والإعلامي ضمن رياضات الألعاب الشاطئية، ولكن ومع هذا فإنها «ضائعة» بعدما كانت تحت مسؤولية مجلس دبي الرياضي وعادت تبعيتها إلى اتحاد كرة القدم». وأضاف: « ليس من المنطقي أن نخوض بطولة للمنافسة على لقبها، وليست هناك مسابقة قوية بالمعنى المعروف على المستوى المحلي لهذه اللعبة، وهو الأمر الذي ينطبق على كرة القدم الشاطئية، التي حظيت بقدر كبير من الاهتمام تحت رعاية مجلس دبي الرياضي، وأقيمت لها في بداية انطلاقها ما يمكن أن يطلق عليه مسابقة، صحيح أنها لم تكن تشمل كل أندية الدولة، لكنها كانت لها شكل وإطار من الوضع التنافسي». وأبدى الدوسري استغرابه من محاولات تحقيق إنجازات وميداليات إقليمية في لعبة لا يوجد لها مسابقة محلية قوية، تتنافس فيها العديد من الأندية والمناطق على مستوى الدولة ككل وليس إمارة بعينها، من أجل الوصول إلى أفضل تشكيلة منتقاة من اللاعبين القادرين على تمثيل الإمارات. وتابع: «منتخب كرة القدم الشاطئية كان من أوائل المنتخبات أصحاب الريادة في هذه اللعبة على مستوى الخليج، سواء من حيث تكوين منتخبات أو كوادر إدارية وفنية وكذلك تنظيم بطولات عالمية، وكانت المنتخبات الخليجية الشقيقة في بداية عهدها بكرة القدم الشاطئية، الآن انقلب الوضع، ونجح منتخب عمان مثلا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وهو الأمر الذي لم ننجح نحن في تحقيقه مؤخراً». وأشار إلى أن اهتمام عمان بالتطوير والصعود درجة ووضع مسابقات قوية ساهم في تطور اللعبة هناك، في الوقت الذي بدأت فيه اللعبة عندنا باهتمام كبير من قبل مجلس دبي الرياضي، قبل أن يحدث التراجع لاحقا، وهو ما يستوجب من اتحاد كرة القدم حاليا بعد أن عادت إليه مسؤولية الإشراف على اللعبة، تشكيل لجنة تتولى شؤونها، مع إعداد برامج مسابقات قوية، من أجل الوصول إلى منتخب وطني قادر على تحقيق طموحاتنا على كافة المستويات. وأكد أن اتحاد الكرة قادر على ذلك، والارتقاء بالقدم الشاطئية إلى مستوى المنافسة القارية، من منطلق النتائج والمستويات التي تقدمها منتخباتنا في كرة القدم العادية، وهو الأمر الناتج عن سياسية واضحة ناجحة ينتهجها الاتحاد. ورفض الدوسري تعليق النتائج المتراجعة على شماعة الدعم المالي، موضحا: «الدعم المالي للألعاب الشاطئية لا يمكن أن يكون له هذا التأثير على النتائج، فهناك شركات راعية عديدة تقدم الدعم لمعظم هذه اللعبات، على اعتبار أن هذه الألعاب الشاطئية تحظى باهتمام تسويقي وجماهيري كبير نابع من طبيعة فكرة إقامة هذه الرياضات على الشواطئ. وأكد أن اللجنة الأولمبية الوطنية لا تتحمل نتيجة مثل هذه النتائج، حيث يقع عبء المسؤولية كاملا على الاتحادات الرياضية، ويكفي أن رياضة مثل الجو جيتسو كان لها الفضل في تحقيق نتائج أفضل لنا خلال مشاركتنا في دورة الألعاب الشاطئية الآسيوية. ترويسة 6- السعودية هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تحقق أي ميدالية في الدورة، ويأتي ذلك نظراً لصغر عدد بعثتها، حيث شاركت في 3 رياضات فقط هي كرة الطائرة والتجديف والشراع. ترويسة 6 تستضيف سلطنة عمان دورة الألعاب الشاطئية الخليجية الثالثة والمقرر لها عام 2018، لتكون المحطة الثالثة في مسيرة البطولة التي انطلقت من البحرين في 2010، ثم في قطر 2015. الفلاسي: إنجازات السباحة ترد على تهكم مسؤول «الأولمبية» دبي (الاتحاد) وجه أحمد الفلاسي، رئيس اتحاد السباحة، انتقادات لاذعة إلى اللجنة الأولمبية الوطنية على تجاهلها للإنجازات التي يحققها الاتحاد وكان آخرها فوز منتخب السباحة بأكثر من ميدالية في الدورة الألعاب قائلا: «الفنيون في اللجنة الأولمبية وبالأخص ناصر الغريب- المدير الفني للجنة الأولمبية- يعطي الإيحاء لكل اللجنة الأولمبية بأن السباحة بعيدة تماما عن تحقيق أي ميدالية، ويتهكم على السباحة والاتحاد بشكل عام وهذا أمر مرفوض، خصوصاً وأننا لم نشاهد أي فرد من اللجنة الأولمبية خلال عام ونصف العام، على الرغم من أننا طلبنا عقد اجتماعات لكن ذلك لم يتم من جانب الطرف الآخر». وقال الفلاسي: «لا تمنحنا اللجنة الأولمبية الفرصة في المشاركة بفاعلية في العديد من البطولات الخارجية، ثم يحاسبوننا على بطولات منها بطولة آسيا التي جرت في كوريا مؤخرا، وتحدثنا معهم عن ضرورة وجود دعم خاص لإقامة معسكرات حتى نستطيع الظهور بالشكل اللافت في البطولات أو نحقق الميداليات المطلوبة». وتابع: «الفترة الحالية عصيبة جدا مع اللجنة الأولمبية، والنتائج التي حققناها أعتبرها متميزة لأننا نحقق النتائج بسباحين مواطنين وليس مجنسين، ونحن طلبنا من قبل تجنيس اثنين من السباحين، وتم رفض الطلب، ونفخر حاليا بأن النتائج التي نحققها في الوقت الراهن بمجموعة من السباحين المهرة المواطنين في نفس الوقت، والذين يجتهدون بشكل رائع جدا، ووصلوا إلى مستويات عالية، وما حققناه في الدورة الخليجية الشاطئية هي مجرد رسالة إلى اللجنة الأولمبية بأننا يمكننا الحصول على ميداليات من دون دعمهم، لأننا ذهبنا للمشاركة دون الحصول على أي دعم، ورغم كل ذلك حققنا 3 ميداليات وكان في مقدورنا أن نحقق أكثر من ذلك لو كان هناك دعم أو معسكرات أو تحديد الميزانيات الخاصة باللعبة». وأضاف: «نقول للجنة الأولمبية من الآن أننا في دورة الألعاب الخليجية في نهاية العام سنكون مؤهلين للفوز ما بين 5 إلى 6 ميداليات ذهبية، وما بين 6 و8 ميداليات فضية على الأقل، ومثلهم من البرونز، وهذا بالتأكيد سيجعل هناك طفرة كبيرة في أرقام وترتيب السباحة الإماراتية». وتابع: «هذا يدفعنا إلى القول بأن الدعم أصبح مطلوبا في ظل العدد الكبير من الممارسين للسباحة على مستوى الدولة». الجوكر: الجيل الحالي بحاجة للدعم دبي (الاتحاد) دافع سلطان الجوكر، رئيس بعثتنا التي شاركت في دورة الألعاب الخليجية الشاطئية، عن اللاعبين الذين شاركوا في هذه الدورة، مطالبا الجميع بالوقوف معهم ودعمهم لمواصلة التطور، وعدم الحكم عليهم بالإعدام. وقال: «أشعر بالفخر لرئاسة هذه البعثة التي ضمت مجموعة من الشباب الذين سعوا لتشريف دولتهم، وقدموا أفضل ما لديهم طوال فترة المنافسات وفي مختلف الألعاب الرياضية، لكن سوء التوفيق وقف حائلا دون ذلك». وتابع: «منتخب كرة السلة لعب بشكل جيد للغاية وتفوق على المنتخب القطري المستضيف بالدور الأول، لكنه خسر بفارق بسيط في المباراة النهائية، كما قدم منتخب كرة القدم الشاطئية أداءً جيداً للغاية بدوره، نال إشادة الجميع، لكنه لم ينجح بالتمسك بالفوز باللحظات الأخيرة، فيما كان منتخب التجديف قريبا من حصد ميدالية ذهبية قبل الاكتفاء بالفضية، هناك 3 ميداليات ذهبية كانت قريبة لنا للغاية». وأوضح الجوكر أن الجيل الحالي بحاجة للدعم، وقال: «الجيل الذي شارك في هذه النسخة قادر على تحقيق نتائج أفضل بالدورات المقبلة، هناك لاعب في منافسات الشراع شارك وعمره لم يتخطى الـ 11 سنة، وهناك لاعبون نجحوا في فرض أنفسهم في ألعاب مختلفة مثل السباحة وغيرها، ولدي ثقة كبيرة بقدرتهم على المضي قدما، علينا أن نستثمر بهم، خصوصا أنهم قادرون على تقديم الأفضل بفضل عزيمتهم». وأكد أن أهم أسباب التفوق التعرف على عناصر التميز والحفاظ عليها وعدم التسرع في جني الثمار من أجل حصد النتائج في المستقبل. التجديف يحفظ ماء وجه البعثة دبي (الاتحاد) حفظ منتخب التجديف ماء الوجه البعثة، بعدما كان المنتخب الوحيد الذي ينجح في حصد ميدالية ذهبية بالمنافسات، أحرزها المتألق أحمد خميس الحمادي الذي اعتلى منصة التتويج بالمركز الأول، محققا التفوق على الصعيد الفردي، فيما أضاف المنتخب الميدالية الفضية على الصعيد الجماعي أيضا. وجاء الإنجاز من رحم المعاناة التي تعاني منها اللعبة ويبرز فيها نادي الحمرية الذي يمد المنتخب بأبرز العناصر، وذلك في ضوء عدم تفرغ اللاعبين والقدرة على توفير المعسكرات التي تضمن لهم التألق على المستويات الآسيوية والعالمية والمنافسة فيها. وتحدث الجزائري سيد علي واضح مدرب منتخبنا الوطني، حول مسيرة اللعبة التي تشهد تحقيق الإنجازات رغم الصعوبات، وقال: «هذه الرياضة من نوعية الرياضات التي تحتاج إلى فترة إعداد طويلة للغاية، فالسباق الواحد يحتاج أحيانا للتحضير لمدة سنة كاملة قبله، وهو ما يفرض علينا البحث عن أفضل المعسكرات التحضيرية التي توجد خارج الدولة، وهذا المطلب الأساسي بالنسبة لنا، إلى جانب تفريغ اللاعبين لهذه المهمة الوطنية». وأضاف: «اللعبة تمتلك لاعبين من أصحاب المواهب والقدرات البدنية التي تؤهلهم للوصول إلى أعلى المستويات التنافسية، لكنها للأسف تعاني من عدم الاهتمام الرسمي». وتابع: «أبرز مقومات نجاح هذه اللعبة، الرغبة والدافع الكبير الموجود لدى الرياضيين أنفسهم، تجدهم يستيقظون منذ الفجر للقيام بالتدريبات والتجديف، قبل التوجه إلى أعمالهم الرسمية، حيث يتواجد عدد كبير منهم بالشرطة ومطارات الدولة، قبل أن يعودوا بالفترة المسائية للتدريب مجددا». وأوضح المدرب أن اللعبة تسير بخطوات إيجابية لكنها بحاجة للدعم لتحقيق نتائج أفضل على المدى الطويل، وقال: «حينما ننظر إلى ما يحققه المنتخب نتأكد أن اللعبة تسير بالاتجاه الصحيح، لكننا نريد المزيد من الاهتمام والدعم المعنوي قبل الدعم المادي، توفير بعض الأمور البسيطة من المعسكرات والتفرغ للرياضيين يضمنان الكثير من النتائج المشرفة بالمستقبل، فيما تنتظرنا استحقاقات مقبلة في مقدمتها البطولة الدولية بإيطاليا الشهر الجاري، إلى جانب البطولة العربية التي تقام بمصر في شهر نوفمبر المقبل، هذه الاستحقاقات تتطلب منا العمل والتركيز للمنافسة على المركز الأول فيها». الحلم أصبح «كابوسا» ! دبي (الاتحاد) أوضح أحمد خميس الحمادي نجم منتخبنا للتجديف، المتوج بالميدالية الذهبية الوحيدة لبعثتنا في الدورة، أن اللعبة تحظى باهتمام عدد كبير من الشباب الذين جذبتهم قوة المنافسات، وقال: «بصراحة لاعبو المنتخب الوطني يضحون في سبيل حصد النجاحات، بداية من التدريبات وعدم انتظام المواعيد بسبب غياب التفرغ أحيانا، إلى جانب التحديات الكبيرة التي تجعلنا دائما متمسكين باللعبة ونحاول تطوير قدراتنا». وتابع: «حينما بدأت اللعبة كانت أحلامي صغيرة، لكنها كبرت مع مرور الوقت وبات الحلم بالمنافسة على المستويات العربية والدولية هاجسا بالنسبة لي حاليا، نأمل أن يلتفت المسؤولون إلى هذه الرياضة، وأن تشكل هذه الميداليات بوابة للفت الأنظار لنا، والتحرك نحو دعمها بشكل أكبر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©