الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النحت على خشب الزيتون يتعثر بسبب الحصار الإسرائيلي وغزو الآلة الحديثة

النحت على خشب الزيتون يتعثر بسبب الحصار الإسرائيلي وغزو الآلة الحديثة
6 نوفمبر 2009 22:42
حققت حرفة النحت على خشب الزيتون، التي أدخلها فنانو العصر الصليبي إلى فلسطين شهرة عالمية خاصة حيث يتوافد السياح من جميع أنحاء العالم لزيارة الأماكن المقدسة في فلسطين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، لكن هذه الحرفة اليدوية أصبحت تواجه منذ سنوات أزمات عديدة، منها شح خشب الزيتون، نتيجــة الحصـــــار وإغلاق الحقــــول، وإقامة المغتصــــبات الصــــهيونية على الأراضي الفلسطينية التي أدت إلى اقتلاع آلاف أشجار الزيتون، وكذلك طغيان الآلة الحديثة على الصناعة اليدوية، وقيام الكثير من المزارعين بعملية تشذيب الأشجار ما يؤدي إلى عدم وجود الأجزاء المناسبة للحفر حيث إن أفضل الأجزاء هي الأجزاء الجافة. ويعود تاريخ هذه الصناعة إلى الفترة ما بين القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي، حيث ارتبطت بدخول البعثات التبشيرية المسيحية إلى بيت لحم، وبدأت بصناعة المسابح عندما حاول الرهبان الفرانسيسكان تشكيلها من بذور الزيتون. وتستخدم في هذه الصناعة أخشاب شجر الزيتون الضعيفة التي لا تحمل ثماراً فهي بذلك لا تتسبب في أضرار للقطاع الزراعي، وقبل العام 1967 كانت أغلب الأخشاب يتم جلبها من سوريا والأردن، أما بعد الاحتلال فأصبحت مناطق رام الله ونابلس هي المورد الأساسي لهذه الأخشاب. وابتدأت بصناعة المسابح من بذور الزيتون، ثم تطورت أشكالها وتخصصت كل منطقة في محافظة بيت لحم بإنتاج أشكال معينة، فمنطقة بيت جالا تخصصت في إنتاج الجمال والأحصنة، وبيت ساحور تخصصت في صناعة التماثيل الدينية، أما مدينة بيت لحم فقد انتشرت فيها صناعة الأكواب والأواني الخشبية. ويمتاز خشب الزيتون باللون الداكن، الذي يميل إلى اللون البني المخضر ويعتبر مناسباً للأشـــغال ذات التفاصــــيل الدقيقـــة، ويعد الشجر المروي من أفضل الأنواع المستخدمة في هذه الصناعة نظراً لجماليتها وإمكانية التحكم في دقة الحفر والتصنيع، كما تستخدم المواد الملمعة والتي تعتبر زهيدة الثمن، وكلما تقدمت شجرة الزيتون في العمر، زادت ألوانها عمقاً، وظهرت بشكل أوضح، ويطلق على مدى اللون ونوعيته وتدرجاته اسم (الجوهر)، وهو مزيج من تداخل اللون الأسود والأبيض الفاتح، ويمتاز خشب الزيتون برائحته الزكية التي تضفي رونقاً خاصاً على المنحوتات. ويحتاج العمل في أية قطعة، وقتاً طويلاً، يصل إلى أكثر من عام أحيانا، لكن حب الصانع لفنه، هو ما يساعده على الاستمرارية، رغم الصعوبات، ومن بينها الصعوبات المالية. أنواع الحفر على الخشب الحفر البارز المسطح : وفيه يصل ارتفاع الزخارف المحفورة إلى حوالي 5 ملم ويكثر غالبا في تصميم الميداليات والحفر الإسلامي. الحفر البارز المشكل : وفيه يزيد ارتفاع الزخارف والأشكال المحفورة على الأرضية بأكثر من نصف 0.5 سم ويصل إلى حوالي 7سم في الحفر الروماني على أن تكون الأرضيات في الشكل جميعها متساوية وبعمق واحد. الحفر البارز المجسم : وهو كالحفر البارز المشكل ولكنه أكثر بروزا وعمقا في الأرضيات التي يجب أن تكون متساوية في عمق واحد أيضا وقد تصل فيه ارتفاعات الزخارف المحفورة إلى بروز 25 سم لتعطي تأثيرا أقوى، ويصلح استخدام هذا النوع من الحفر في الأماكن البعيدة عن النظر، ومعظم موضوعاته من الكائنات الحية . الحفر المفرغ : وهو الحفر لتشكيلات مفرغة بمنشار الآركت والمحفورة في الوقت نفسه على أن تتماسك وحداته، ويستعمل في أشغال الإطارات الثمينة. الحفر الغائر: وهو عكس الحفر البارز وفيه تكون الزخارف المحفورة إلى الداخل مع ترك الأرضيات كما هي بدون حفر أو نقش، وقد لجأ القدماء المصريون إلى استخدامها بكثرة في المعابد والمقابر القليلة الضوء لتساعد الظلال على وضوحها ولتعمر طويلاً. الحفر المجسم : وهو أدق أنواع الحفر ويشمل الحفر على كتل بقصد تشكيلها وتجسيمها وأكثر استخدامه في النحت وعمل التماثيل.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©