البرازيل ظهرت.. الآن البطولة بدأت

“لا يمكن القول إن كأس العالم قد بدأت قبل أن يظهر المنتخب البرازيلي”.. هكذا قال أحد الذين توشحوا بالعلم الأصفر والأخضر في اليوم الذي دشنت فيه البرازيل حملتها للمنافسة على لقب كأس العالم التي تقام حالياً في جنوب أفريقيا. وفي اليوم الذي بدأت فيه الحملة البرازيلية في اللقاء الذي جمع المنتخب الأصفر مع كوريا الشمالية اكتسحت الجماهير البرازيلية شوارع جوهانسبرج، وبدا الأمر كما لو كان البرازيليون هم سكان المدينة، وظلت هذه الجماهير تسير في الشوارع منذ الصباح الباكر وهي تردد الأهازيج باللغة البرتغالية والتي قد لا نفهمها ولكنها بالتأكيد تعني في لغة الكرة أن هذه الجماهير لن ترضى بغير استعادة كأس العالم والفوز به للمرة السادسة في تاريخها. يقول فيرناندو أحد الذين قطعوا كل تلك المسافة من ساو باولو إلى الجزء الأدنى من القارة الأفريقية إن التاريخ يقف في صف البرازيل ومنذ عام 1994 كلما تقام البطولة خارج القارة الأوروبية يفوز بها المنتخب البرازيلي. ولأنهم يثيرون البهجة أينما حلوا فقد تبعهم عدد كبير من الجماهير المحلية الذين يتشابهون مع البرازيليين في حب الحياة والرقص والاحتفال فقد كانت المدينة عبارة عن احتفال برازيلي خالص شارك فيه أولئك القادمون من جمهورية كرة القدم الحقيقية والأفارقة الذين يشجعون البرازيل بعد منتخباتهم. عندما تحدثت مع أحد هؤلاء الأفارقة قال إنه لا يوجد شخص عاقل على وجه الأرض يحب كرة القدم ولا يحب البرازيل، وأضاف أنه يعلم أنه من الصعوبة أن يفوز باللقب أحد المنتخبات الأفريقية ولذلك فهو يتمنى أن يأتي يوم الختام ويرى البرازيل متوجة بكأس العالم. وكان وجود هذا المد الأصفر والأخضر فرصة كبيرة للباعة المتجولين الذين ظلوا ينتظرون قدوم عشاق السامبا إلى المدينة وانتشروا في كل مكان يحملون الأدوات التشجيعية والأعلام البرازيلية وكذلك “الفوفوزيلا” التي ابتاعها بعض البرازيليين لكي يدخلوا الطريقة الأفريقية في تشجيع الفريق. إذن فقد بدأت البطولة مع بداية مشوار المنتخب البرازيلي فيها ولم يكن الظهور الأول مخيباً للآمال فقد فازت البرازيل على كوريا الشمالية ولكن بصعوبة، ودائماً عندما تنطلق كأس العالم لا يكون الحديث مكتملاً إلا بعد ظهور المنتخب الذي يثير المتعة والبهجة في كل مكان، بمهارات لاعبيه وبالمتعة الكروية التي يقدمها وبروعة جماهيره التي لا تقل عن لاعبيها فناً ومهارة وإبداعاً.