الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زواج الصغرى أولا يغضب الشقيقة الكبرى ويتسبب في مشاكل أسرية

زواج الصغرى أولا يغضب الشقيقة الكبرى ويتسبب في مشاكل أسرية
6 نوفمبر 2009 22:46
لا يكون موقف العائلة أسهل من موقف الأختين فكل منهما ستتأثر بنتيجة هذا الارتباط أو عدمه؛ فالكبرى ستتأثر إذا أحست أن العائلة رفضت عريس أختها بسببها وستلوم نفسها على ذلك وربما تلجأ إلى قبول أي عريس لحل هذه المشكلة، كما أن المجتمع لن يرحمها حيث سيعتبرها المسؤولة عن هذا الوضع، أما إذا وافقت العائلة على تزويج الصغرى فإن أختها قد تحقد على ذويها وتلومهم على هذا القرار لأنه بحسب اعتقادها قضى على فرصتها بالزواج وتأسيس عائلة، أما الصغرى ففي أغلب الأحيان ستعتبر زواجها المبكر ضربة قاضية للأخت الكبرى وستنقسم مشاعرها بين سعادة أختها وسعادتها، وقد ترفض الارتباط بهذا الشاب إذا أحست أن أختها ستصبح عانساً بسبب زواجها المبكر، أما إذا رفضت العائلة تزويج الصغرى قبل الكبرى وصرحت عن السبب الحقيقي فإن الصغرى قد تحقد على أختها مدى العمر لاسيما إذا كانت مرتبطة بعلاقة عاطفية مع الشاب. مواقف متباينة تقول فاطمة المهداوي (ربة أسرة) إنها رفضت عريسا تقدم لخطبتها بعد أن أحست أن أختها متضايقة من موافقة العائلة على هذا الزواج. وتضيف: “رغم الضغوط التي مورست علي للقبول بهذا العريس لأن عائلته معروفة، تشبثت برأيي لأني أعلم أن أختي التي تكبرني بثلاث سنوات ليست موافقة على زواجي قبلها، وبعد سنتين تقدم لخطبتي شاب يفوقه علما وخلقا ووافقت لأن أختي كانت قد تزوجت ممن ترضاه”. وفي حالة شديدة الخصوصية تزوجت لبنى التدلاوي التي تكبرها سعاد ومنى وصباح، أخواتها اللاتي كن سعيدات بزواجها وأشرفن على جميع تحضيرات العرس، وتقول سعاد الشقيقة الكبرى: “كنت مخطوبة لابن عمي، أما منى وصباح فكانتا تفضلان إكمال الدراسة الجامعية قبل الارتباط، في حين أن لبنى لم توفّق في دراستها وتوقفت عند المستوى الاعدادي، وحين تقدم العريس لخطبتها رفض الوالد بحجة أن هناك ثلاث بنات أكبر منها لم يتزوجن بعد، ولخشيته من أن يظن الناس أنه يزوج بناته لأي شخص يتقدم لهن، لكن الوالدة أقنعته بعد تشجيعنا لها، وتأكيدنا أن سعادة لبنى لن تسبب لنا أية مشاكل اجتماعية أو أزمات نفسية”. التربية هي الأساس يرى محمد العلمي، الباحث الاجتماعي والأستاذ الجامعي، أن التربية هي السبب في وجود هذا النوع من المشاكل لأن العائلة العربية تعودت أن البنت الكبرى هي الأحق بالزواج من أخواتها لذلك تدفعها نحو الارتباط السريع، وإلا فستحملها تعاسة بنات العائلة”. ويضيف أن هذا المبدأ هو سبب بروز الحساسية بين الأخوات حين تتزوج الصغرى قبل الكبرى، بينما لا يحصل نفس الشيء حين تتفوق الصغرى على الكبرى في الدراسة أو تنجح في الحصول على وظيفة قبلها. ويشير إلى أن الدين والعقل يفرضان على العائلة القبول بتزويج ابنتهم الصغرى إذا تقدم لخطبتها من تتوفر فيه المواصفات المقبولة اجتماعيا، لكن خوفها من تأثير هذا القرار على الكبرى يدفعها إلى رد الخاطب مما ينذر بقيام عداوة وبغضاء بين الأخوات نتيجة الإحساس بأن إحداهما تقف في طريق سعادة الأخرى. ويعتبر العلمي أن دور الأم مهم في حل هذه المشكلة لأنها تستطيع أن تدرك حقيقة مشاعر الكبرى وتعرف رأيها بخصوص زواج أختها الصغرى ويضيف: “في حالة رفض الكبرى يجب أن تحتوي الأسرة الموضوع وتخفي السبب الحقيقي لفرض العريس حتى لا تتأثر العلاقة بين الأختين”، مشيرا إلى أنه بالإمكان إقناع الكبرى دون ضغوط بأن قرار تزويج الصغرى لا يعتبر إجحافا في حقها بل إن رد العريس هو ظلم كبير للصغرى فقد لا تتاح لها مثل هذه الفرصة مرة أخرى، كما يجب اقناعها بأن خطبة الصغرى قبلها لا يعنى تفوقها في الجمال أو الذكاء أو الأخلاق. وإذا اقتنعت على الأسرة إشراك الكبرى في تحضير الزفاف وإرضاؤها بالهدايا. ويلفت العلمي إلى أن دراسة أجرتها جامعة محلية أكدت أن أحد أسباب انتشار العنوسة رفض تزويج الصغرى قبل الكبرى، ووجدت الدراسة أن أغلب حالات التي يتقدم فيها شاب للزواج من فتاة تكبرها أخت لم ترتبط بعد، تقابل بالرفض
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©