الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انكماش مشروعات طاقة الرياح في الأسواق العالمية

15 ابريل 2011 20:43
بعد سنوات من النمو المطرد، تواجه طاقة الرياح تراجعاً وانتكاساً في عدد من أكبر أسواقها في أماكن متفرقة من العالم. فهي تعاني من مشكلة تضاؤل الطلب على الكهرباء في العديد من الاقتصادات المتقدمة، ومن تدني أسعار الغاز الطبيعي المنافس في الولايات المتحدة، ومن توقف كثير من الدول عن دعم طاقة الرياح بحوافز تشجيعية. وراحت شركات تصنيع توربينات الرياح تقلص إنتاجها في بعض مصانعها وتعيد النظر في خطط توسعاتها السابقة. وتعتبر طاقة الرياح أكبر وأرخص مصادر الطاقة المتجددة التي في مقدورها أن تجذب استثمارات كبرى بالمقارنة مع الطاقة الشمسية وطاقة الوقود الحيوي وطاقة موج البحر، بحسب محللين. إذ أن زيادة طول ريش التوربينات وزيادة ارتفاع أبراج طواحين الرياح وتطوير برمجيات متخصصة عملت جميعاً على زيادة كفاءة التوربينات العملاقة على أراض شاسعة تمتد من ولاية ايوا إلى تكساس بالولايات المتحدة وفي دول أخرى أوروبية وآسيوية. وعقب كارثة الزلزال وموجات المد البحري تسونامي التي ضربت اليابان الشهر الماضي، أضحى مستقبل الطاقة النووية ملبداً بالغيوم الأمر الذي يفترض أن يزيد الإقبال على طاقة الرياح. ومع ذلك لا تزال طاقة الرياح تشكل حصة صغيرة جداً من جملة الطاقة في العالم. ففي الولايات المتحدة لم تولد طاقة الرياح سوى 2 في المئة من الكهرباء عام 2009 وهي آخر سنة توفرت فيها الإحصائيات بحسب معلومات من وزارة الطاقة الأميركية. وعلى مستوى العالم بكامله لم تولد طاقة الرياح سوى واحد في المئة من الكهرباء عام 2008 وهي آخر سنة توفرت فيها الاحصائيات العالمية، حسب وكالة الطاقة الدولية. وتذهب بعض الدراسات الحكومية الأميركية إلى أنه في مقدور طاقة الرياح مستقبلاً أن تولد 20 في المئة من الكهرباء في الولايات المتحدة، وهي نفس النسبة التي تولدها طاقة الرياح من الكهرباء حالياً في الدنمارك. غير أن ذلك يتطلب بناء خطوط نقل كهرباء هائلة وباهظة التكلفة لنقل الكهرباء من غرب وسط الولايات المتحدة حيث تهب أعتى الرياح إلى السواحل التي تقع بها كبرى المدن. غير أن مساعي تطوير تلك الخطوط لقيت كثيراً من المعارضة السياسية. ويأتي معظم تكلفة طاقة الرياح من بناء توربينات الرياح نظراً لأن الوقود وهو الهواء متوفر مجاناً. وعلى العكس بالنسبة لطاقة الفحم أو الغاز يأتي معظم التكلفة ليس من بناء المحطات ولكن من الشراء الدائم للوقود الأحفوري. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن تبلغ تكلفة توليد الكهرباء من مزرعة رياح جديدة نفس تكلفة توليد كهرباء من محطة جديدة تعمل بالغاز في أكثر مناطق أميركا رياحاً مثل داكوتاو وكولورادو في وسط القارة، وذلك بحلول عام 2016. وتتوقع الادارة أن تظل تكلفة توليد طاقة رياح نحو ضعف تكلفة توليد كهرباء من محطات تعمل بالغاز في المناطق الأقل رياحاً مثل وسط الساحل الأطلسي وجنوبي شرق الولايات المتحدة. ودرجت حكومات في كثير من أنحاء العالم لسنوات على تقديم إعفاءات ضريبية لمنتجي طاقة الرياح وإلزام مرافق ومؤسسات الكهرباء بشراء الكهرباء بأسعار تفوق أسعار السوق. وكان الدافع الرئيسي هو تشجيع إنتاج الطاقة المحلية سواء بغرض المحافظة على البيئة من جهة وتوفير مزيد من فرص العمل من جهة أخرى. غير أنه ظهر مؤخراً مشكلة مزدوجة، إذ عملت اكتشافات الغاز الطبيعي الجديدة الكبرى في الولايات المتحدة على خفض سعر الوقود الأمر الذي يقلل من قدرة طاقة الرياح على التنافسية. كما أن الركود قلص من الطلب على كافة أنواع محطات الكهرباء الجديدة الأمر الذي دفع مزيداً من الساسة إلى تقليص دعم الطاقة المتجددة. يذكر أن الكونجرس الأميركي يرفض حتى الآن المصادقة على مشروع شروط الطاقة المتجددة على النطاق القومي. كذلك راح بعض مصنعي توربينات الرياح يقلصون الإنتاج في بعض المصانع. فمنذ أكثر من عام مضى بدأت سوزلون انيرجي الشركة الهندية التي تعد من أكبر مصنعي توربينات الرياح في العالم تسرح عمالاً من مصنعها في بايبستون مينيسوتا الذي يصنع ريش التوربينات. ولا يعمل المصنع حالياً سوى بثلث طاقته، بحسب تولسي تانتي رئيس الشركة التنفيذي. ونظراً لعدم وجود قانون طاقة متجددة قومي بالولايات المتحدة أجلت سوزلون خطط بناء مصنع أميركي آخر في تكساس. كما أن بعض مطوري مزارع الرياح يعيدون النظر الآن في خطط توسعاتهم. إذ قالت شركة ايبردرولا الاسبانية أكبر مطور طاقة رياح في العالم مؤخراً إنها تقلص خطط تطوير مزارع الرياح لعام 2012 إلى النصف. أما شركة هورايزون ويند إينرجي التي تعتبر إحدى أكبر شركات تطوير منشآت طاقة الرياح في الولايات المتحدة، فتتبع استراتيجية ترشيد الإنفاق والانكماش، على الرغم من أن رئيسها التنفيذي جبريال ألونسو كثيراً ما يذكر العاملين بالشركة بأن هدفهم الرئيسي ليس الابتكار أو التغيير بقدر ما هو تحقيق المكاسب. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©