الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سلام» أوباما الشرق أوسطي... خطوات متعثرة

«سلام» أوباما الشرق أوسطي... خطوات متعثرة
6 نوفمبر 2009 22:52
جلين كيسلر محرر الشؤون الخارجية جاء الرئيس أوباما إلى الحكم في واشنطن، وقد عقد العزم على إيجاد حل للصراع الإسرائيلي -الفلسطيني، لكن بعد مرور تسعة أشهر على تنصيبه، لا يزال المحللون والدبلوماسيون يصرون على أن جهود الإدارة قد تعطلت جزئياً، بسبب الخطوات المتعثرة التي قامت بها. وكما أوضحت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال زيارتها الأخيرة للشرق الأوسط، فإن الإدارة تعمل حالياً على الدعوة لتكتيك جديد في المحادثات، تطلق عليه "الخطوات الصغيرة" للمحادثات منخفضة المستوى، بغرض إقناع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين في نهاية المطاف بالجلوس معاً، وإجراء محادثات مباشرة. لكن آليات الحركة على هذا المسار، تغيرت منذ أن عين أوباما مبعوثاً خاصاً للمنطقة، حاول أن يبدأ بداية جديدة. غير أن ما حدث في الواقع هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، والذي تمنت الإدارة السابقة أن ترى نفوذه ذات يوم وقد ضعف، قد أصبح أكثر قوة اليوم... فيما أصبح رئيس السلطة الفلسطينية، عباس الذي تمنت الإدارة تعزيز وضعه، أقل نفوذاً. ويعلق "إدوارد إس والكر" الذي عمل في السابق مساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في إدارة الرئيس كلينتون، على هذه التطورات بقوله: "كان هناك إفراط في الحماس... صحيح أنه من قبيل السعي النبيل أن تحاول دولة ما المساعدة على تحقيق السلام بين طرفين، لكن يجب عليها النظر إلى طبيعة العلاقات القائمة، وقراءة اللاعبين الرئيسيين ونواياهم... إلا أن ما حدث هو أنهم في الإدارة الحالية تصدوا للأمر قبل أن يدرسوا المشكلة، وبدوا متلهفين على إظهار أن هناك تطوراً ما قد حدث". وقال "دانييل ليفي"، مفاوض السلام الإسرائيلي المخضرم، إن الإدارة الأميركية "لم تحسب ما يمكن أن تؤدي إليه مطالباتها من عواقب بالنسبة للأطراف المشاركة في عملية السلام، وهو ما أدى إلى إخفاقها". لا شك أن الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط كانت كثيراً ما تواجه صعوبات، وأن تلك الصعوبات كانت تزداد عندما تميل الحكومة الإسرائيلية لليمين، وهو الحاصل حالياً. كما كانت تزداد الصعوبة عندما يكون الفلسطينيون منقسمين على أنفسهم، كما هو الحال الآن أيضاً. وحسب "غيث العمري"، المساعد السابق لعباس، ورئيس فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، فإن "الوضع في الشرق الأوسط معقد جداً، وبالتالي فأي مقاربة كانت ستلجأ إليها الإدارة الأميركية كان لا بد وأن تواجه بصعوبات". بيد أن "العمري" يعترف بأن هناك أشياء قد تحسنت خلال الشهور التسعة الماضية، بما في ذلك إجبار الحكومة الإسرائيلية على القبول بفكرة المحادثات. وأكد العمري أن المباحثات سوف تستأنف في النهاية، لأن إدارة أوباما تعهدت ببذل كافة جهودها من أجل ضمان انخراط الجانبين في محادثات مباشرة. ورغم ما يبدو إخفاقاً من جانب الإدارة في المحادثات، فإن المسؤولين الأميركيين يصرون على أن هناك تقدماً قد حدث فيما وراء الكواليس، وأن الإدارة لا تهاب مواجهة العقبات التي تعترض طريقها. وتصريح "هيلاري" في القاهرة يعلق على هذه النقطة حيث قالت: "أنا لست من النوع الذي يتأثر بالصعوبات التي تواجه طريقه... أو الذي يعيش في عالم منفصل عن العالم الحقيقي... والذي يحتاج الأمر فيه دائماً إلى بذل مجهود هائل للتمكن من الوصول إلى الهدف المنشود". الخطأ الرئيسي الذي وقعت فيه الإدارة في رأي أغلب المحللين هو إصرارها على قيام إسرائيل بتجميد التوسع الاستيطاني. فرغم أن الولايات المتحدة لم تقبل أبداً بشرعية المستوطنات، فإن إدارة أوباما بالذات قد اتخذت موقفاً صلباً وغير معتاد بشأنها، حيث رفضت الاعتراف باتفاق غير مكتوب بين بوش والإسرائيليين لإيقاف النمو في المستوطنات، وأصرت على أن تقود هيلاري المجهود الرامي للمطالبة بتجميد كامل للمستوطنات. وأصرت هيلاري في تصريح لها الأربعاء على أن "سياسة الإدارة لم تتغير بشأن المستوطنات"، وأن" المقترح الإسرائيلي ليس هو ما نفضل؛ لأننا نريد رؤية كل شيء وقد انتهى للأبد... غير أن ذلك الاقتراح في حد ذاته يظهر -على الأقل- أن الحكومة الإسرائيلية على استعداد للقيام بخطوات إيجابية". وفي هذا السياق أدلى" إيليوت أبرامز"، المساعد السابق للرئيس بوش في البيت الأبيض، والذي شارك في التوصل إلى الاتفاقية غير المكتوبة بين إدارة بوش والحكومة الإسرائيلية بشأن المستوطنات، بتصريح قال فيه "إن هناك فارقاً ضئيلا بين تلك الاتفاقية والاتفاقية التي تسعى إليها كلينتون الآن وتحاول وصفها بأنها غير مسبوقة". وأضاف إبرامز: "بدلا من إصرار الإدارة على المطالبة بتجميد كامل للمستوطنات، كان يمكن أن تجعل الاتفاقية غير المكتوبة التي تم التوصل إليها في عهد بوش، علنية، لإظهار أن إسرائيل لا تفي بتعهداتها، ولإعلان أنها مضطرة لإجبارها على الالتزام. لكن ما حدث بدلا من ذلك أننا انخرطنا في حالة من الهراء استمرت تسعة أشهر، لدرجة أن الفلسطينيين والإسرائيليين قد وصلا إلى حالة يبدوان فيها غير واثقين بشأن نوايا الإدارة. في هذا السياق تحدث "صائب عريقات"، كبير المفاوضين الفلسطينيين، عن نهاية الحلم الفلسطيني الخاص بإنشاء دولة مستقلة، وسخر من فكرة إدارة أوباما المتعلقة بتنفيذ مجموعة من "الخطوات الصغيرة" على مسار المحادثات، حيث قال: "بخصوص الخطوات الصغيرة، أود أن أقول إننا قد بدأنا المحادثات في عام 1991، لكن بعد مرور 19 عاماً على ذلك التاريخ، لا زلنا نحبو!.. إننا لسنا في حاجة للقيام بخطوات صغيرة، وإنما لخطوات شابة من أجل إنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©