السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«ملحمة عربية».. يجمع ثقافات الموسيقى العالمية

«ملحمة عربية».. يجمع ثقافات الموسيقى العالمية
15 يناير 2018 23:35
أحمد السعداوي (أبوظبي) شهد مهرجان الشيخ زايد التراثي، ليلة أمس الأول، فعالية من نوع خاص حملت عنوان «ملحمة عربية»، شهدها المسرح الرئيسي الذي يتوسط ساحة الكرنفال التراثي المقام بمنطقة الوثبة بأبوظبي، واشتملت الملحمة على عروض فلكلورية وغنائية لأربع دول عربية، هي المملكة المغربية، المملكة الأردنية الهاشمية، السودان، واليمن، تخللتها فقرات استعراضية لدول أوروبية وبلدان آسيوية أسهمت في إثراء العمل الملحمي الذي يشهده المهرجان للمرة الأولى، والذي قدم فكرته مسؤولو الجناح المغربي صاحب المشاركة الواسعة في المهرجان، وأشرف على تنظيم الفعالية إدارة المهرجان، إيماناً منها بروح الوحدة والتلاقي بين ثقافات وعادات وتقاليد بلدان عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج. تجاوب جماهيري الحماس الجماهيري مع الفعالية كان واضحاً، حيث تفاعل الحضور مع فقرات الأمسية التي تم بثها مباشرة على الهواء عبر شاشة قناة «الإمارات»، وبدأت بعزف الفرقة الموسيقية المغربية لمجموعة من الألحان التراثية المغربية، مع غناء السودانية سامية التوم والأردنية منى الفرج واليمني هشام محروس، إضافة إلى المغربي عبد الفتاح الغزالي. وخلال الأمسية قدمت الفنانة السودانية سامية التوم عدة أغنيات من الفلكلور السوداني، قبل أن تقدم فرقة الدبكة الأردنية لوحات فلكلورية عكست جماليات الفن التراثي الأردني. وكان لافتاً أن العرض لم يقتصر على مشاركة الدول العربية الأربع، بل امتد لمشاركة عدة دول آسيوية وأوروبية منها البوسنة، الهند، طاجيكستان وصربيا، التي قدمت فرقها الفلكلورية لمحات من فنونها الشعبية في رسالة حب وتلاقٍ مع فناني العالم العربي. قوة الروابط الفنانة السودانية سامية التوم، أعربت من جانبها عن فخرها بالمشاركة في فعالية تؤكد قوة الروابط والتواصل بين عالمنا العربي على اتساع رقعته الجغرافية، خاصة من خلال الموسيقى التي تعتبر لغة الشعوب، موضحة: «من الطبيعي أن تنعكس صور المحبة والإخاء وعمق العلاقات على أرض الإمارات، ومهرجان زايد التراثي، الذي صار خير ملتقى للحضارات، من خلال العدد الكبير من الدول المشاركة في فعالياته لتقديم أفضل ما لديها من موروثات شعبية وفنية». وبينت التوم، أن الفنانين المشاركين في الأمسية، نسقوا مع الفرقة الموسيقية المغربية والمطربين الذين قدموا عروضاً في هذه الملحمة، من المغرب والسودان واليمن والأردن، حيث قدم كل مطرب أغنية وطنية عن بلده، وسبق هذا العرض عديد البروفات مع الفرقة المغربية، التي أبدت تعاوناً كبيراً أسهم في وصول أصوات المطربين العرب لجماهير من بلدان أخرى، فكان فرصة رائعة للتمازج بين أصوات المطربين، وتعرف الجمهور إلى ألوان الفنون التراثية الوطنية لعدد من البلدان العربية، مشيدة بهذه التجربة التي تسهم في نشر المحتوي الثقافي والطربي بين العالم العربي، حيث إنها للمرة الأولى تغني على أنغام فرقة لدولة عربية أخرى، فكانت تجربة مفيدة وممتعة لكل من الفنانين والجمهور. فكرة مغربية من ناحيته، كشف عبد الفتاح الغزالي، رئيس الفرقة الموسيقية بالرواق المغربي، أن العرض الذي حمل اسم «ملحمة عربية»، عبارة عن فكرة تقدم بها مسؤولو الجناح المغربي إلى إدارة المهرجان، التي رحبت بالفكرة وتولت تنظيمها وحرصت على تقديمها بأفضل وجه، وتم تقديمها بالبث المباشر على قناة الإمارات، مضيفاً: «حقيقة نثمن كثيراً هذه الحفاوة والاهتمام الذي وجدناه أينما ذهبنا من جانب أشقائنا في الإمارات وحسن ترحابهم واستضافتهم للأعداد الكبيرة من المشاركين في زايد التراثي». وأوضح الغزالي، أنه كان يأمل في مشاركة عدد أكبر من الدول العربية، وهو ما سيتم العمل عليه مع إدارة المهرجان في الأعوام المقبلة، حيث شارك هذا العام أربع دول عربية، هي المغرب والأردن واليمن والسودان، بملامح من فنونهم الشعبية والموسيقية. فلكلور أوروبا وآسيا وأوضح الغزالي، قائلاً: تخلل ذلك رقصات من أوروبا وآسيا مثل كازاخستان وطاجيكستان والبوسنة والهرسك والهند وصربيا، وحاولنا عبر هذه العروض التعبير عن حالة الترابط والتوافق بين البلدان العربية، حيث قدمت كل دولة أغنية وطنية من تراثها الشعبي، بينما قدمت الفرق الأوروبية والآسيوية رقصات فلكلورية بين الوصلات العربية. وأكد الغزالي، أن الهدف من هذه الفعالية تعريف الجمهور العربي ببعض الألوان التراثية للبلدان الأخرى، في أجواء من البهجة والحفاوة الإماراتية التي بدت ملامحها في كل فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي منذ اليوم الأول لانطلاقته، معرباً عن استعداد الفنانين المغاربة لتكرار التجربة في الأعوام المقبلة. استعادة روائع أبوبكر سالم خلال الأمسية، استعاد الفنان اليمني هشام عبد الله محروس ألوان الغناء اليمني المتعددة، ومنها لون الغناء «اللحجي» بمرافقة فرقة «حضرموت للفنون الشعبية». وكان لافتاً أن محروس خصص جزءاً من وقت الأمسية لاستحضار أغاني المطرب الراحل أبوبكر سالم، الذي وجد تجاوباً لافتاً من الحضور، وأكد محروس أنه حرص على تقديم أنواع مختلفة من الغناء اليمني لتعريف الجمهور الحاضر من مختلف أرجاء الوطن العربي على فلكلور بلاده، مضيفاً: «المعروف فنياً أن حضرموت هي منبع الأصوات الغنائية في اليمن، ولها مكانة فنية عريقة ولها فن يسمى الفن الحضرمي نسبة لفنانينا الكبار، ومنهم الراحلان حسين المحضار وأبوبكر سالم، وأنا حرصت على تقديم بعض أغاني أبوبكر سالم تكريماً لمسيرته الفنية»، وكشف محروس عن أنه من باب التقدير لدولة الإمارات التي تحتفي بضيوفها وزوارها، يعمل حالياً على إنجاز أغنية جديدة سيطلقها قبل نهاية فعاليات المهرجان مقدمة كإهداء إلى أهل الإمارات، يقول مطلعها: «رحمة الله على من غاب عنا.. ولا زال ذكره الطيب الناس كلهم يذكرونه/‏ ربي يغفر لـ(زايد)، وينزله خير منزل.. وابن له قصر في الجنة وعلِّي ركونه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©