الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوبعة نائب الرئيس

27 أغسطس 2008 00:13
بدا اختيار المرشح الرئاسي الديمقراطي ''أوباما'' لرفيق بطاقته الانتخابية حدثاً سياسياً مسلياً لا بأس به؛ إلا أن عليك أن تدرك أنه حدث صحافي أكثر من كونه إنجازاً انتخابياً يذكر لصالح حملته؛ وفي وسع المرشحين لمنصب نائب الرئيس إيذاء البطاقة الانتخابية للمرشح الرئاسي، دون أن تكون لهم قدرة انتزاع الفوز لها؛ ويقول الحس العام إنه ما من أحد يصوت لصالح بطاقة انتخابية ما، بسبب تأييده لمرشح نائب الرئيس؛ ولنذكر بهذه المناسبة أن ''بوش'' فاز على منافسه الديمقراطي ''جون كيري'' في انتخابات ،2004 وبرفقته نائب له ليس أقل من الشيطان في نظر الرأي العام الأميركي؛ وعليه يمكن القول إن في وسع المرشح لنائب الرئيس أن يسهم إسهاماً ثانوياً في دعم الحملة الرئاسية في حال أُحسن اختياره· فاختيار ''أوباما'' مرشحاً رئاسياً عن الحزب الديمقراطي، يعد لحظة فارقة ليس في السياسة الأميركية وحدها، وإنما في التاريخ الأميركي كله· فهاهو رجل أسود يترشح للمرة الأولى في تاريخ أميركا للمنصب الرئاسي، بعد مضي قرن ونصف القرن على نهاية العبودية؛ ويعد هذا الترشيح بمثابة استفتاء شعبي عام على شخصية ''أوباما'' وقدرته على القيادة، ما أرغم بعض الناخبين على تنحية قلقهم العرقي جانباً· وفيما لو كان الفوز بالمنصب الرئاسي من نصيبه، فإنه يتعين عليه إقناع قطاعات واسعة من الشعب الأميركي بقدرته على انتهاز هذه السانحة لتبديد الخوف والشكوك إزاءه؛ وبما أن هذه هي الحقيقة، فإذا ما وضعنا قائمة كل المرشحين المحتملين لتولي منصب نائب الرئيس في حملة ''أوباما'' كـ''جو بايدن'' والسناتور ''إيفان بايه'' حاكم ولاية كنساس و''كاثلين سيبليوس'' حاكمة ولاية فرجينيا، إلى آخره، فربما أسهمت هذه القائمة في تضييق هامش الاختيار واتخاذ القرار النهائي بشأنه؛ غير أن معركة نوفمبر الانتخابية الفاصلة، تبقى معركة إما يفوز بها ''أوباما'' أو يخسرها في نهاية الأمر· ربما تضايق المعلقون والمراسلون الصحفيون من إطالة فريق ''أوباما'' للعبة انتظار الإعلان عن مرشحه لنائب الرئيس، إلا أن تلك الخطوة اتضح أنها كانت تكتيكاً ذكياً من فريق انتخابي طالما اتهم بنقص خبرته السياسية، إذا ما نظرنا إليها من زاوية التخطيط الاستراتيجي الانتخابي؛ فبتأخير الإعلان من جانب ''أوباما'' عن مرشحه، أتيحت فترة عدة ساعات ''تفسحت'' فيها القنوات الفضائية والإذاعية كما شاءت في التعليق على زلة لسان المرشح الرئاسي الجمهوري ''ماكين'' المحرجة التي لم يستطع فيها تحديد عدد البيوت التي يملكها هو وزوجته؛ والأكثر من ذلك فإن من المرجح أن تترك تلك المدة الزمنية التي سبقت الإعلان عن مرشح ''أوباما'' لنائب الرئيس، أثراً واضحاً على الولايات المتأرجحة، لا سيما ولايتي فلوريدا وأوهايو -تضررتا أكثر من غيرهما بانهيار القطاع العقاري· والمؤكد أن أي فرصة للربط بين مواقف ومبادئ وتصرفات ''ماكين'' وتفاقم الأزمة المصرفية الائتمانية سوف يكون من صالح ''أوباما''· وفوق ذلك يدرك كل استراتيجي انتخابي ملم بأهمية استراتيجية الإدارة الإلكترونية للحملات، مدى الفائدة التي جنتها حملة ''أوباما'' بتأجيلها الإعلان عن تسمية ''جوبايدن'' مرشحاً لنائب الرئيس؛ وتتلخص هذه الفائدة في دعوة الحملة لمستخدمي الشبكة إلى الدخول إلى موقع الحملة مبكراً لتلقي الأخبار والمعلومات الخاصة بتسمية مرشح نائب ''أوباما''؛ وبالنتيجة فقد ضمنت الحملة زيارة مئات الآلاف بل ملايين الناخبين لموقعها، ما يعني تمكنها من زيادة وتوسيع قاعدتها الانتخابية إلكترونياً؛ بل سجلت أسماء وعناوين جميع من زاروا الموقع وأصبحت معلوماتهم سجلاً انتخابياً مهماً لحملة ''أوباما''، يمكن الاستفادة منه لاحقاً واستقطابه للدعم المالي للحملة· لكن وعلى رغم النجاح الكبير الذي أحرزته حملة ''أوباما'' حتى الآن، إلا أنه لا يزال يتعين عليه اجتياز عقبة منافسته ''كلينتون''، خاصة وأن هناك من المؤشرات ما يرجح عدم تضمين اسمها لقائمة المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس؛ وإذا ما أخذنا بشعبية ''كلينتون'' وغضب أنصارها من تجاهلها في قائمة المرشحين، فإن علينا أن ندرك أن للحملات العامة أساليبها الخاصة بمعاقبة الأخطاء الانتخابية· تم روتن محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©