السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكومبارس».. صفقات كثيرة ووجوه غائبة (4)

12 ابريل 2015 23:10
أمين الدوبلي (أبوظبي) قبل وخلال كل موسم، ينشط سوق الانتقالات الصيفية والشتوية، خصوصاً منذ الدخول في عهد الاحتراف، ويشهد «الميركاتو» رواجاً، في محاولة من الأندية لدعم الصفوف، وتتوالى أخبار المفاوضات، والصفقات، وتتزايد الآمال والطموحات عند الجماهير في مختلف الأندية، لعلها تجد ضالتها في اللاعب الجديد، ولكن بعد مرور أكثر من 6 مواسم، بدت ظاهرة غريبة، تتعمق جذورها السلبية كل عام في دورينا، وتكتسب زوايا وأبعاداً خطيرة، إنها ظاهرة «اللاعب الكومبارس» الذي ينتقل من ناديه، إما من دون بصمة حقيقية، أو نجماً يتجه إلى المجهول، وكلاهما يعكسان حالة التخبط في اتخاذ القرار، سواء من اللاعب أو النادي. وفي هذا الملف، تفتح «الاتحاد» آفاقاً جديدة، بعرض جوانب الظاهرة، وتصديها للأسباب، وطرح مدى تأثيراتها السلبية على تجربتنا الملهمة للآخرين والأكثر نجاحاً في المنطقة، ونستعرض كل أطرافها من لاعبين وأندية ووكلاء، لتشخيص بؤرة الألم، ومن ثم طرح الحلول المناسبة لعلاجها، أملاً في أن نحافظ على مكتسبات المرحلة، وأن نجعلها قاعدة قوية للبناء عليها، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات، مع التسليم بأن كل تجربة في بداياتها ربما تنطوي على أعراض سلبية، يجب التصدي لها، ووضع الحلول للتخلص منها، من دون أن نسمح لها بعرقلة المساعي في مسيرة التطور المأمول. توصيات ونتائج الملف 1 - اللاعب مسؤول عن تقرير مصيره، وعليه أن يستشير أصحاب الخبرة قبل اتخاذ أي قرار. 2- النادي مطالب باختيار احتياجاته فقط لعدم تكديس اللاعبين من دون فائدة. 3 - إشهار اتحاد للاعبين المحترفين بالدولة تابع للاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، حتى يقدم الاستشارة للاعبين من قليلي الخيرة، ويوجههم إلى الطريق الصحيح. 4 - المردود المادي ليس كل شيء، لأن اللاعب من دون مشاركة، مثل محارب من دون سلاح 5 - وكيل اللاعبين ليس مسؤولاً فقط عن إتمام الصفقات، لكنه يجب أن يدير أعمال لاعبه في كل المناسبات بما فيها تسويقه عند مراحل الإبداع والنجومية. 6 - يمكن لاتحاد الكرة أن يقوم بدعم فكرة بيوت الخبرة المحايدة التي تقدم النصيحة للاعبين، وإدارة مسيرتهم بشكل ناجح. 7 - مدرب المنتخب يمكن أن يكون في مقدمة مستشاري اللاعب الدولي في اختياراته، لأن تألقه ينعكس في النهاية لمصلحة منتخب بلاد. 8 - اللاعب المثقف والمطلع يستفيد من تجارب الآخرين، وتكون فرصته أقل في المغامرة عند اتخاذ قراراته المهمة. سانيا «6 من 30» في «سيتي» في 13 يونيو 2014، تحول بكاري سانيا من أرسنال إلى مانشستر سيتي في صفقة انتقال حر، وعلى الرغم من تفاؤل عشاق «سيتي» به، إلا أن اللاعب فشل في فرض نفسه على التشكيلة الأساسية. بالوتيلي..«الساطع» يتحول إلى «مغمور» محمد حامد (دبي) أفول النجوم مغرياً للإعلام أكثر من النجاح البراق، وفي الكرة العالمية نماذج لا حصر لها لنجوم افترستهم الصحافة، وأعلنت نهايتهم عبر صفحاتها قبل أن تعلن الأندية نهايتهم فوق «المستطيل الأخضر»، فقد اقترب ماريو بالوتيلي على سبيل المثال من القضاء على فرصته الأخيرة في عالم النجومية، ومن المرجح أن تكون خطوته المقبلة صوب أندية لا تتمتع بالشهرة أو الجماهيرية. بالوتيلي هو النموذج الأبرز للاعب الكرة النجم الذي تحول إلى «كومبارس»، فقد شارك مع ليفربول الموسم الجاري في 13 مباراة فقط من بين 30 مواجهة، وسجل هدفاً واحداً في «البريميرليج»، وهو معدله التهديفي الأسوأ طوال مسيرته، وابتعد أيضاً عن تشكيلة المنتخب الإيطالي، حيث يفضل كونتي عليه الأكثر اجتهاداً مثل زازا. الزرعوني:اليماحي دليل النصيحة الحسنة أبوظبي (الاتحاد) قال خالد الزرعوني وكيل اللاعبين إن العديد من المواقف تكررت معه، ويحصل فيها اللاعب المواطن على أكثر من عرض، وفي تلك الحالة كان ينصحه بأن يقبل العرض الذي يسمح له بالمشاركة أكثر، ويوفر له فرصة العطاء، وأن وليد اليماحي كانت لديه عروض من أندية أغلى في القيمة المادية من العرض الذي جاء له من الفجيرة، إلا أن اللاعب النشيط والمتميز فضل أن يضحي بجزء من المال، حتى يشارك ويبرز قدراته، وأبدع وليد مع الفجيرة، وأثبت أن وجهة نظره سليمة، وأن نصيحتي في محلها. وقال الزرعوني: أنصح كل لاعب لأنني من مصلحتي أن يستمر في الملاعب لأطول فترة ممكنة، ولا يمكن أن ننكر أن بعض وكلاء اللاعبين لدينا وبعض اللاعبين لا ينظرون، إلا للمردود المادي، بغض النظر عن الفرص في المشاركة. اتحاد الكرة ووكلاء اللاعبين: ساحتنا بريئة!! أبوظبي (الاتحاد) حينما فتحنا ملف «اللاعب الكومبارس»، كانت هناك بعض الإشارات إلى وجود دور لوكلاء اللاعبين، في تعاظم الظاهرة غير الصحية في دورينا، كما أنه تم توجيه بعض «الهمز» و«اللمز» إلى منظومة اتحاد الكرة، من منطلق أن الاتحاد يمكن أن يكون به جهة مثل «لجنة حكماء» يسترشد اللاعبون بآرائها قبل اتخاذ قرار الانتقال من نادٍ إلى آخر، وفي تلك الحالة تكون نسبة مغامرته محدودة، لذا كان من الضروري أن نطرح الأمر على مسؤولي الاتحاد، ووكلاء اللاعبين أيضاً، وفي حلقة اليوم سوف نمنح الاتحاد والوكلاء فرصتهم في التحدث عن هذا الموضوع، وفي طرح رؤيتهم، وما إذا كانوا يتحملون جزءاً من المسؤولية من عدمه؟، كما أننا نعرض عدداً من الصفقات الفاشلة في بعض الدوريات الأوروبية، للتأكيد على أن الظاهرة موجودة في مختلف الدوريات. يؤكد عبيد سالم الشامسي نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة رئيس لجنة المنتخبات أن المنتخب الوطني يتأثر سلباً أو إيجاباً بأي قرار يتعلق بمصير مشاركة اللاعبين مع أنديتهم، سواء دوليين أو غيرهم، مشيراً إلى أن المنتخب الوطني يعتمد على لاعبين جميعهم من الدوري المحلي، بسبب عدم احتراف أي من لاعبينا إلى دوريات خارجية في أوروبا أو غيرها، وقال: «يجب الحرص على منح اللاعبين الدوليين الفرصة تلو الأخرى في الأندية، بما يسهم في رفع مستوياتهم، ويزيد من قدراتهم، حتى يصب ذلك في مصلحة المنتخب الوطني». وعن تحول بعض اللاعبين لدكة البدلاء بعدما كانوا أساسيين في تشكيلة أنديتهم السابقة، بعد قرارهم بالرحيل والموافقة على العرض الجديد، قال: «يجب على كل لاعب أن يهتم بخياراته الفنية، خاصة ما يتعلق بمصير مشاركته أساسياً من عدمها، وهذا الأمر معني به اللاعبين الدوليين بالأساس قبل غيرهم، لأن المنتخب الوطني مقبل على مرحلة جديدة في مسيرته بالمشاركة بقوة في قادم البطولات، وهناك تصفيات المونديال، ومن ثم كأس آسيا 2019، وهما مشواران يتطلبان وفرة المواهب واللاعبين المتميزين». وأضاف: «ندرك أن الأندية تمنح اللاعبين الدوليين فرصاً عديدة، وهناك تنسق وتعاون مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني والأندية، لكن الأمر أيضاً يتطلب حرصاً من اللاعبين بعدم التحول إلى أسرى لدكة البدلاء، لأن المنتخب سوف يتضرر». وفيما يخص مسألة «لجنة الحكماء أو المستشارين باتحاد الكرة يسترشد برأيها اللاعبون، قال الشامسي: «إذا تم تشكيل تلك اللجنة من اتحاد الكرة، وأخذ رأيها لاعب أو اثنان، لمعرفة أين يذهب في حالة تلقيه عروضاً وأوصته بقبول عرض ورفض الآخر، سوف يغضب النادي الذي لم توص به اللجنة، وسوف يقول إن اتحاد اللعبة يقف ضدي، أما إذا كانت هناك أي جهة أخرى محايدة بعيداً عن الاتحاد أهلاً بها، أو إذا كان هناك بيت خبرة يستطيع أن يعطي النصائح بعيداً عن الاتحاد ليس هناك مشكلة، بل بالعكس سوف نرحب بذلك وسوف يكون أمراً إيجابياً. وقال وليد الشامسي وكيل اللاعبين إن مجرد إقحام وكلاء اللاعبين في هذه القضية حق يراد به باطل، لأن وكلاء اللاعبين حتى الآن ليس لها رابطة في الإمارات، وليس لهم تأثير كبير في مسألة اللاعبين المنتقلين، بمعنى أن الوكلاء الموجودين عددهم 25 وكيلاً، وأن الفعال منهم 5 وكلاء فقط، وأن عدد الأندية 14 فقط، وأن تحميل الوكلاء المسؤولية نوع من البحث عن شماعة، للهروب من تحمل المسؤولية الحقيقية، ولو أن لدي 20 وكيلاً فعالاً، ولهم رابطة سوف يكون لهم تأثير على سوق انتقالات اللاعبين، وبالنسبة الأجانب فإن 90% من وكلائهم أجانب، واللاعبون المواطنون لدينا عدد كبير منهم وكلائهم من خارج الدولة أيضاً تونسي أو مغربي أو لبناني أو فرنسي أو إسباني أو عراقي، والنماذج كثيرة لا أريد أن أحددها منعاً للإحراج، حتى المدربين فإن وكلاء أعمالهم ليسوا مواطنين. السوق ضعيف وقال: عندما أذهب إلى دولة بها نظام يجب أن تتبع النظام، وإذا فرضت نظاماً سوف تكون مخطئاً، واللاعب المواطن ليس عليه طلب كبير، لأن السوق ضعيف، وأكبر دليل على ذلك أن الأسعار مرتفعة جداً نظراً لندرة المواطنين النجوم المتنقلين بين الأندية، ولدينا لاعبون مواطنون هنا يتساوى سعرهم السنوي مع أفضل لاعبي العالم مع الفارق في المستويات، وهنا العيب ليس في الوكيل، بل بالعكس هو في الإداري، واللاعب، لأن اللاعبين أحياناً يسعون خلف الأموال، حتى لو كان ذلك على حساب مشاركته ومصلحته الفنية، وهذا لا ينفي أن هناك بعض الوكلاء غير الأمناء الذين لا ينصحون النصيحة المخلصة، لكنهم قلة، وليس لهم تأثير، ولا يمكن أن أحملهم المسؤولية. دور هامشي في السياق نفسه، يقول ياسر بندقجي وكيل اللاعبين أنه بالنسبة له لم يطلب أحد من اللاعبين نصيحته، بل طلب فقط أن ينتقل إلى هذا النادي أو ذاك، سواء كان أجنبياً أو مواطناً، وأنه أحياناً ينصح، لكن اللاعب في النهاية هو صاحب القرار مع ناديه الجديد، وبالتالي فوكيل الأعمال دوره هامشي جدا في تحديد وجهة اللاعب. مصلحة الطرفين وأضاف: أعمل في كل الدوريات الخليجية تقريباً، ولدي وكالات للاعبين مواطنين وأجانب، وبالنسبة للاعب الأجنبي فلا أحد يطلب النصيحة تقريباً، ومن جهتي لا أتبرع بالنصح لأحد، والمهم بالنسبة لي أن تتحقق المصلحة للاعب والنادي معاً، ومن خلال عملي في الدوريات الأخرى مثل الدوري الصيني والسعودي وغيره لا أحد يطلب النصيحة تقريباً، أما بالنسبة للوكلاء المواطنين، ليس هناك مانع من أن ينصح اللاعب إذا توفرت لديه الرؤية الفنية إذا كان يرى بأن الصفقة لن تنجح مع النادي الجديد، أو أن اللاعب سوف يتضرر، وبخصوص اللاعب أديرسون الذي أسهمت لانتقاله إلى الوصل لم يطلب أحد نصيحتي، وتكرر الأمر مع جهاد الحسين اللاعب السوري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©