الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«شراكة» نظام تميم مع صديق ترامب تثير الجدل في أميركا

9 مايو 2018 23:21
دينا محمود (لندن) استحوذت المحاولات المحمومة التي يقوم بها النظام القطري للتقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر الدخول في شراكة مع صديقٍ مقربٍ منه، على اهتمام مختلف وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، التي اعتبرت أن الجهود المستميتة التي يبذلها «نظام الحمدين» في هذا الشأن تشكل جزءاً من حملة شراء النفوذ السياسي التي أطلقتها الدويلة المعزولة على الساحة الأميركية، منذ نبذها خليجياً وعربياً قبل نحو عام. ففي تقريرٍ إخباري أعدته جيسيكا كونج، رأت مجلة «نيوزويك» الأميركية المرموقة أن نظام تميم يحاول من خلال سعيه لشراء حصة كبيرة من أسهم شركة «نيوزماكس» الإعلامية المملوكة لـ«كريستوفر رودي» الصديق المقرب لترامب، تعويض فشله في تقديم رشوة على شكل قرضٍ لـ «آل كوشنر» أصهار الرئيس الأميركي. وتشير المجلة في هذا الشأن إلى رفض أسرة جاريد كوشنر زوج كريمة ترامب، القرض الذي سعى مسؤولو النظام القطري إلى تقديمه لهم بعد ثلاثة شهور فحسب من مراسم تنصيب الرئيس الأميركي مطلع العام الماضي، وذلك في محاولةٍ مفضوحة للتقرب من كوشنر الابن، الذي كان وقتذاك مستشاراً رفيع المستوى في البيت الأبيض، وأحد أبرز المسؤولين عن الفريق المكلف بالمرحلة الانتقالية بين الرئيسين الرابع والأربعين والخامس والأربعين للولايات المتحدة. وحاول المسؤولون القطريون تبرير هذا القرض - الذي كان سيُموّل من أحد الصناديق السيادية التابعة للدويلة المعزولة - بأنه كان يستهدف مد يد العون لشركة «كوشنر كمبانيز»، لإقالتها من عثرتها المالية الناجمة عن قرارها بيع عددٍ من ممتلكاتها العقارية في نيوجيرزي، من أجل شراء برجٍ مؤلفٍ من 41 طابقاً في الجادة الخامسة بنيويورك ويحمل رقم 666، واعْتُبِرَ أغلى مبنى إداري على الإطلاق في الولايات المتحدة. وشارك في المحاولات التي أجراها حكام الدوحة على هذا الصعيد؛ وزير المالية القطري علي العمادي الذي التقى في مدينة نيويورك قبل نحو عام والد صهر ترامب، من أجل إقناعه بقبول هذا القرض المشبوه، وذلك بالتزامن مع تحضيراتٍ كان يجريها كوشنر لأولى الجولات الخارجية لترامب، والتي قادته إلى الشرق الأوسط وأوروبا، وشملت المملكة العربية السعودية ودولاً أخرى. وربطت «نيوزويك» بين رفض والد كوشنر لهذه الرشوة القطرية وتجديد الدوحة محاولاتها للتسلل إلى البيت الأبيض عبر بوابة «نيوزماكس»، التي قالت وسائل إعلام أميركية إن مالكها «كريس رودي» هو صديقٌ مقربٌ بشدة للرئيس ترامب، إلى حد أنه ينتمي لدائرةٍ ضيقة من الأصدقاء، الذين يتشاور معهم الرئيس الأميركي بشكل منتظم، سواءٌ على الهاتف أو خلال عطلات نهاية الأسبوع، التي يقضيها في نادٍ خاصٍ بولاية فلوريدا؛ يشغل رودي عضويته كذلك. وتحت عنوان «هل سيستثمر القطريون أموالهم في ‏نيوزماكس‏ الإخبارية بعد خلافهم الحاد مع جاريد كوشنر؟»، قالت «نيوزويك»، إن التقارير التي كشفت النقاب عن مساعي الدوحة لإنفاق ما يصل إلى 90 مليون دولار لإتمام صفقة الشراكة مع «رودي»، أثارت الكثير من الجدل والانزعاج. وأشارت المجلة الأميركية واسعة الانتشار إلى أن الجهود التي يبذلها «نظام الحمدين» على هذا المضمار، تبدو محاولةً لـ«ترميم العلاقات مع إدارة ترامب، التي وقفت إلى جانب السعودية في الحظر الذي فرضته» على السلطات الحاكمة في الدوحة، وذلك جنباً إلى جنب مع باقي الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب؛ الإمارات ومصر والبحرين. واستعرضت المجلة الأميركية مختلف المحاولات التي تبذلها قطر دون جدوى، للحصول على دعم البيت الأبيض ومساندته، مُشيرةً في هذا الشأن كذلك إلى شراء النظام الحاكم في هذا البلد، وحدةً سكنيةً جديدة في برج ترامب بمدينة نيويورك خلال شهر يناير من العام الجاري، وذلك مقابل 6.5 مليون دولار. وقالت «نيوزويك»، إن الدوحة سعت من وراء هذه الخطوة، التي كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية عنها النقاب، إلى العودة -على ما يبدو- إلى «نيل الحظوة» لدى ترامب، خاصةً بعدما زادت عدد الوحدات السكنية المملوكة لها في البرج الذي يحمل اسم الرئيس الأميركي، إلى أربع وحدات. وأبرزت المجلة ما قاله لها متحدثٌ باسم إحدى الشركات المملوكة لترامب بشأن عملية الشراء هذه، وذلك عبر رسالة بريد إليكتروني أُرْسِلت إليها قبل أيام، وأكد فيها المتحدث أن استحواذ الجانب القطري على تلك الوحدة السكنية تم عبر صفقة تضمنت «طرفاً ثالثاً»، وليس شركةً تابعةً للرئيس الأميركي، في مسعى واضح للنأي بسيد البيت الأبيض عن أي تعاملات تجارية مع دولةٍ داعمة للإرهاب مثل قطر. محاولات قطر لشراء «نيوزماكس» الإعلامية حظيت كذلك باهتمام موقع «بريتبارت» الإخباري الأميركي ذي التوجهات المحافظة، الذي حرص على إبراز المأزق الذي تعانيه الدويلة المعزولة على مختلف الصعد في الولايات المتحدة، منذ فرض «الرباعي» تدابيره الصارمة بشأنها في الخامس من يونيو من العام الماضي، بما يشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية. وقال الموقع -الذي كان يديره من قبل ستيف بانون كبير المخططين الاستراتيجيين سابقاً لإدارة ترامب- إن قطر «عانت للحصول على اهتمام الولايات المتحدة منذ أن أبدى الرئيس ترامب.. دعمه الحظر الذي قادته العديد من الدول العربية لها.. بتهمة دعم الإرهابيين»، وكذلك إقامة علاقاتٍ وثيقة وحميمة مع نظام الملالي المُهيمن على الحكم في إيران. وألمح «بريتبارت» إلى حملات التضليل التي يديرها «نظام الحمدين» في الولايات المتحدة منذ شهور، عبر تمويله وسائل إعلام متعددة تعمل في هذا البلد. وقال الموقع في تقريره الإخباري في هذا الموضوع إن الحكومة القطرية كانت الممول الأكبر لشبكة «الجزيرة أميركا» منذ أُطْلِقتْ في عام 2013 حتى أغلقت أبوابها عام 2016، بسبب تدني نسب المشاهدة لبرامجها. وجاء كشف النقاب عن المفاوضات التي جرت لبلورة شراكة بين حكام قطر و«كريس رودي» صديق ترامب، الذي يُوصف بأنه أحد اللاعبين المهمين على ساحة الإعلام ذي التوجهات المحافظة في أميركا؛ بعد أسابيع قليلة من إبرام سفارة نظام تميم بن حمد في واشنطن تعاقداً مع شركة متخصصة في تكوين جماعات الضغط مملوكة لـ«بريان بالارد»، الذي يقول مراقبون، إنه على صلة وثيقة بدوره بالرئيس الأميركي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©