الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«طفل حرب» من جنوب السودان يمارس الصحافة

«طفل حرب» من جنوب السودان يمارس الصحافة
7 نوفمبر 2009 00:58
في الثامنة من عمره، حمل موزيس دينج نجونج البندقية ليقاتل في صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان، فانتزعت الحرب طفولته ليخوض “تجربة مروعة لا تنسى”، حمل بعدها القلم مدافعا عن الأطفال الذين تسلبهم الحروب حقوقهم. وبلغ نجونج أمس الـ21 ويقول “أريد أن أنقل إلى العالم أوضاع الأطفال في السودان؛ لكي لا يعاني هؤلاء مجددا من أهوال الحرب ومآسيها، ولكي لا أرى بعد اليوم أطفالا يحملون السلاح”. وكان نجونج يتحدث على هامش مشاركته في بيروت أمس الأول بالملتقى الإعلامي الخامس لحقوق الطفل الذي ينظمه سنويا المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، والذي أدلى خلاله بشهادة حياة عن تجربته خلال الحرب الأهلية في جنوب السودان التي استمرت 21 عاما. ويقول نجونج “عندما كنت أقاتل في صفوف جيش تحرير السودان، كان يزورنا مراسلون صحفيون من كل أنحاء العالم لتغطية الحرب، وكانوا يوجهون إلي الأسئلة، فأعجبت بهم وصرت أحلم أن أمتهن الصحافة عندما أكبر”. ويتابع “كنت أفضل أن أكون صحفيا مثلهم، لا جنديا بالبزة العسكرية”. ويضيف “أنا أمارس الصحافة، لكني لست صحفيا مئة في المئة بعد”. ويروي الشاب عن ظروف التحاقه بالجيش الشعبي لتحرير السودان عام 1996 فيقول “قررت من تلقاء نفسي أن التحق بالجيش في عمر الثامنة. لم يدفعني إلى ذلك أحد. قتل والدي في الحرب، وشعرت بأن علي أن أحارب لأدافع عن إخوتي”. وكان نجونج يقوم “بكل الأعمال التي يقوم بها الجندي العادي. لا أعرف إن كنت قتلت أحدا أثناء المعارك، لكنني لا أنسى مشهد مقتل صديقي بالقرب مني”. ويضيف “ذات يوم، كنت وصديقي متوجهين إلى الجبهة حاملين الطعام إلى الجنود في الصفوف الأمامية. وفي الطريق تعرضنا للقنص، فقتل صديقي وتناثر الطعام على الأرض. كانت تجربة مروعة لا تغيب عن بالي”. وقال الصحفي الناشئ “لا أستطيع أن أنسى الحرب. كنت أنوء تحت ثقل البندقية التي كانت ثقيلة جدا بالنسبة لعمري ووزني. وكنا أحيانا نمضي 3 أو 4 أيام من دون طعام أو ماء، وكنت أدخن السجائر في عمر الثامنة”. ويؤكد “صحيح إننا كنا نقاتل من أجل قضية، لكنني أدعو ألا تعود الحرب مجددا إلى السودان، لأنني أعرف سيئاتها ومآسيها وويلاتها”
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©