الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب ليبيا: مساع بريطانية - فرنسية لتوسيع المشاركة الدولية

حرب ليبيا: مساع بريطانية - فرنسية لتوسيع المشاركة الدولية
15 ابريل 2011 21:41
اجتمع يوم الأربعاء الماضي في الدوحة تحالف الدول التي قررت التدخل العسكري في ليبيا عبر شن حملة من عمليات القصف الجوي لكتائب العقيد القذافي استمرت حتى الآن لأربعة أسابيع منذ بدايتها. وفي غضون ذلك، لايزال قادة يصارعون من أجل تطوير تكتيكات جديدة تساعد على إضعاف القذافي من ثم إسقاط نظام حكمه القائم منذ 42 عاماً، دون الحاجة إلى مزيد من التدخل العسكري الغربي في الحرب الأهلية الليبية الدائرة حالياً، لاسيما التدخل البري الذي لا يبدو أن الثوار الليبيين أيضاً يؤيدونه. فقد التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي -وهو الذي يعد عراب التدخل العسكري الغربي في ليبيا لمصلحة ثوارها- في قصر الإليزيه يوم الأربعاء الماضي برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وقد كان كلا الزعيمين طرفين أساسيين في حملة القصف الجوي التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، منذ تسليم الولايات المتحدة الأميركية قيادة هذه الحملة للحلف في الحادي والثلاثين من شهر مارس المنصرم، إضافة إلى قيامها بسحب معظم طائراتها المقاتلة والتي كانت ضمن قوة جوية تقوم بمهام استطلاع وقصف لمصلحة دعم الثوار. وعلى حد تصريح أحد المسؤولين البريطانيين مؤخراً، فقد كان الهدف من ذلك اللقاء هو إقناع بقية الدول الأعضاء في حلف الناتو باستثمار مزيد من رأس المال السياسي في حملة القصف الجوي الأطلسية الحالية، وزيادة عدد طائرات الدول الأخرى المشاركة في الحملة، خاصة وأن المسؤولية الكبرى في حملة القصف هذه أصبحت الآن تقع على عاتق المقاتلات البريطانية والفرنسية بشكل أساسي. وعلى الرغم من أن ما يزيد على 175 طائرة مقاتلة تابعة لنحو 17 دولة من مختلف بلدان العالم تشارك في حملة القصف الجوي هذه، فقد فرضت معظم حكومات هذه الدول التي أعلنت انضمامها إلى التحالف الدولي، على نفسها قيوداً تمنع طائراتها من المشاركة في توجيه ضربات عسكرية مباشرة إلى قوات القذافي وكتائبه الأمنية المسلحة تسليحاً جيداً. وأضاف المسؤول البريطاني نفسه -والذي امتنع عن ذكر اسمه في هذا التقرير نظراً لحساسية منصبه- قائلاً إنه من الواضح أن في وسع التحالف القيام بدور أكبر من الذي يؤديه حالياً، فيما يتعلق بتقديم الدعم المباشر للثوار الليبيين، لاسيما عبر توجيه ضربات أكثر إيلاماً للقذافي. وبينما انعقد ذلك اللقاء الثنائي بين ساركوزي وديفيد كاميرون في قصر الإليزيه، اجتمعت وفود دول من 20 دولة في العاصمة القطرية الدوحة بهدف وضع خطة لتسريع الحل الدبلوماسي للنزاع الليبي. ومن جانبه ذكّر الأمين العام لحلف الناتو، أندريه فوج راسموسين، الدبلوماسيين المجتمعين في قطر بأن الهدف من حملة القصف الجوي هو حماية المدنيين وليس الفوز بالحرب لمصلحة المتمردين. وإضافة إلى ذلك فقد نفى راسموسين إمكانية التوصل إلى حسم عسكري خالص ينهي النزاع في الأمد القريب. وطالما ظل العقيد القذافي على رأس السلطة في بلاده، مع وجود جيش رسمي وقوات نظامية موالية له، فإنه من الصعب رؤية إلى أين تؤدي جهود الحل الدبلوماسي للنزاع، على حد ملاحظة بعض المحللين الفرنسيين المختصين بالشأن الإفريقي. وحتى الآن يصر المتمردون الليبيون على الالتزام بتعهدهم حول الاستمرار في القتال وعدم وضع أسلحتهم حتى يغادر القذافي وأبناؤه مقاليد الحكم نهائياً في طرابلس. وعليه فقد طالب مندوبو التمرد إلى اللقاء الدبلوماسي الذي عقد في قطر، وهم ممثلو "المجلس الوطني الانتقالي" الذي يتخذ من بنغازي مقراً مؤقتاً له، بتكثيف جهود القصف الجوي التي تبذلها قوات حلف الناتو وبقية الحلفاء الآخرين المشاركين في الحملة، مع استهداف خاص للدبابات ومدفعيات الصواريخ التابعة لقوات القذافي، والتي تشارك في الهجوم المضاد على المدن التي يسيطر عليها الثوار مثل مصراتة التي تقع على بعد 131 ميلاً شرقي العاصمة طرابلس، وكذلك أجدابيا التي تبعد عن قاعدة التمرد في بنغازي نحو 99 ميلاً إلى الغرب. ومن ناحيتها واصلت إدارة أوباما صد المطالب القائلة بضرورة زيادة الدعم العسكري الأميركي لجهود القصف الجوي في ليبيا. وقد اعترف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) باستمرار مشاركة عدد محدود من المقاتلات الأميركية، وذلك أساساً بهدف تعطيل القدرات الدفاعية الجوية للقذافي، بينما يقع الجزء الأعظم من مسؤوليات جهود الحملة الجوية على قوات التحالف الدولي الأخرى، وبشكل خاص فرنسا وبريطانيا كما أشرنا آنفاً. وفي المقابل نفى مسؤولون غربيون أن تكون هناك أي مطالبة لحلف الناتو بعودة المزيد من الطائرات الأميركية المقاتلة للمشاركة في حملة القصف الجوي هذه. وهذا ما أكده ناطق رسمي باسم الخارجية الأميركية يوم الأربعاء الماضي بقوله: حتى الوقت الحالي، ليس ثمة خطط تهدف إلى توسيع حجم التدخل الأميركي في ليبيا. واستطرد المتحدث الأميركي (مارك تونر) في تصريح منه للصحفيين في واشنطن قائلاً: نحن نعتقد بنجاح هذه العملية حتى الوقت الحالي، ونثق في استمرار نجاحها تحت قيادة حلف الناتو. فقد نجحت الطائرات المقاتلة في حماية المدنيين وفي السماح للدبلوماسيين وغيرهم بالمضي قدماً في جهودهم الرامية لإقناع العقيد القذافي بالتنازل عن السلطة ومغادرة ليبيا كما يطالبه الجميع. غير أن مسؤولين أميركيين آخرين اعترفوا بوجود رغبة ملحة من طرف الدول الأعضاء في التحالف الدولي، لاسيما تلك التي تتحمل العبء الأكبر من مسؤوليات حملة القصف الجوي، وهي هنا فرنسا وبريطانيا، في أن تشاركها دول أخرى هذه المسؤولية الكبيرة. من بين هؤلاء، قال مسؤول أميركي على صلة مباشرة بجهود التخطيط لحملة القصف: هناك حديث مستمر عن الكيفية التي يمكن بها توزيع هذا العبء. وبالإضافة إلى فرنسا وبريطانيا، تشارك دول أخرى في حملة القصف الجوي منها النرويج وكندا والدنمار وبلجيكا. أما الفرق الأميركية المشاركة، فتقتصر مهامها الآن على عمليات الاستطلاع والرقابة، أي أنها تكتفي بعملية تحديد الأهداف، دون أن تشارك فعلياً بالقصف الصاروخي أو إلقاء القنابل من الجو. وإلى ذلك تتولى سبع دول أخرى مسؤولية الدوريات الجوية فوق السماء الليبية بهدف فرض منطقة الحظر الجوي، وهذه الدول تشمل بلداناً عربية وأوروبية. أما تركيا، فتشارك طائراتها في تقديم المساعدة اللازمة لفرض الحصار الجوي على ليبيا. بيد أن المسؤول الأميركي -الذي أصر على عدم ذكر اسمه- قال إن زيادة عدد الطائرات المقاتلة لا تعني بالضرورة زيادةً في إيقاع حملة القصف الجوي على أي حال. فالمسألة لا تبدو وكأن المئات من الأهداف الواجب قصفها لم تقصف بعد بسبب قلة عدد الطائرات المشاركة في الحملة الدولية. ففي الحقيقة نحن نقصف كل ما نراه، دون أن نترك هدفاً واحداً من هذه الأهداف الواجب تدميرها. وعلى الرغم من أن قرار مجلس الأمن الدولي الذي منح تفويضاً بالتدخل العسكري الجوي في ليبيا، قد حدد أهدافه بحماية المدنيين الليبيين فحسب، فإن المسؤولين البريطانيين والفرنسيين والأميركيين وغيرهم من مسؤولي الدول المشاركة في الحملة الدولية على ليبيا، لم يخفوا هدفهم المتمثل في هزيمة العقيد القذافي وإرغامه على التخلي عن السلطة. وهذا ما أكده مجدداً وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أثناء مخاطبته للوفود الدبلوماسية التي اجتمعت مؤخراً في الدوحة بقوله: إن هزيمة القذافي هي الهدف من وراء دعوتنا إلى تعزيز حملة القصف الجوي ضد قواته العسكرية. إدوارد كودي باريس ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©