دور مصر ضعيف وأميركا حائرة

وجه وزير الخارجية السوداني علي كرتي انتقادات شديدة إلى مصر ودورها الضعيف تجاه قضايا سودانية مؤثرة في العمق الاستراتيجي لمصر الأمر الذي يكشف تواضع معلوماتها عن تعقيدات الحياة السياسية في السودان. وهاجم كرتي في أول حديث له بعد اختياره وزيراً للخارجية السودانية دولاً أفريقية قال إنها تحفز الجنوبيين على التصويت لصالح الانفصال في الاستفتاء فيما تراجعت أخرى عن مواقفها الداعية للانفصال خشية تكرار سيناريوهات مماثلة في بلدانها. ودعا كرتي حكومته للإسراع في اتخاذ خطوت عملية وحاسمة تجاه القضايا المتعلقة بتقرير مصير الجنوب قبل إجراء الاستفتاء. وبدا وزير الخارجية السوداني، الذي يصنفه محللون ضمن الجناح المتشدد في الحكومة السودانية الوليدة، متشائماً إزاء إمكانية إنجاز أعمال ترفع من سقف الثقة في التصويت لصالح الوحدة بين شطري البلاد شمالها وجنوبها في غضون الأشهر الستة المتبقية علي الاستفتاء. وقال بنبرة يائسة (مضي وقت الحديث عن معجزات خلال هذه الفترة لجذب الوحدة)، مشدداً على أهمية التعامل بواقعية مع تقرير المصير. وشدد كرتي على أن قضايا أساسية متعلقة بترتيبات الاستفتاء كترسيم الحدود وضبطها وتوفير الأمن والاستعداد الإدارية واللوجستية و إعداد المراكز لابد أن تجد طريقها إلي الحل قبل بدء الاستفتاء ومن ثم وضع احتمالات الوحدة أو الانفصال لتفادي الارتداد إلي مربع الحرب. وانتقد كرتي الذي كان يتحدث في ندوة نظمت في الخرطوم تحت عنوان "تقرير المصير الحق والواجب" تعامل مصر مع ملف السودان وقال ظللنا نشكو ضعف معلومات مصر عن الحياة السياسية في السودان وتعقيداتها مؤكداً أن دورها لا يزال متواضعاً تجاه قضايا مهمة تؤثر في العمق الاستراتيجي لها. ووصف موقف أميركا من قضايا الوحدة والانفصال في السودان بالمتذبذبة، وقال: أميركا في حيرة من أمرها بسبب جماعات الضغط التي تؤيد وتشجع الانفصال مما يؤثر علي سياساتها الخارجية.