الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

ذكريات الأجداد تتجدد في القرية التراثية بأبوظبي

ذكريات الأجداد تتجدد في القرية التراثية بأبوظبي
12 ابريل 2015 22:58
أحمد السعداوي (أبوظبي) احتفت القرية التراثية بمنطقة كاسر الأمواج في أبوظبي بآلاف السياح الذين ملأوا جنبات القرية مع انطلاق فعاليات اليوم الثاني من مهرجان الشيخ سلطان بن زايد التراثي البحري المستمر حتى الثامن عشر من أبريل الحالي، وسط حضور محلي وعالمي كثيف عكس الاهتمام بالنجاح الذي حققه المهرجان وإعلاء قيمة الموروث المحلي الإماراتي والتعريف به في المحافل كافة، بتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات. السوق الشعبي المهرجان الذي انطلقت فعالياته صباح أمس الأول حفل بألوان التراث الإماراتي ونماذج حية لحياة أهل الإمارات، وأشهر الصناعات والحرف والفنون التي تداولها أبناء الإمارات عبر الزمن، ممثلاً لوحة تراثية ضخمة للبيئات المختلفة البحرية والبرية والزراعية تشارك في رسمها شباب وفتيات يعتزون بإرث الأجداد من جميل الفنون وبديع الحرف اليدوية التي تبهر الزائرين من كل الفئات. السوق الشعبي بما احتواه من زخم مفردات تراثية إماراتية ثرية كان الحاضر الأبرز في فعاليات المهرجان، عبر عرضه مئات من المصنوعات اليدوية الإماراتية التي أبدعتها أيادي نساء الإمارات من الخبيرات التراثيات المنتسبات لنادي التراث، عبر 21 من الدكاكين المختلفة عرضت نماذج من الأزياء الإماراتية التقليدية والحُلي والعطور والدخون، وكذا مستلزمات الهجن، والأواني المنزلية المصنوعة من خامات محلية خالصة كان أغلبها من منتجات النخيل، وهو ما يؤكد تكيفهن مع البيئة. المذاق الشهي للأطعمة التقليدية الإماراتية اجتذب السائحين ليتذوقوا نماذج من الحلوى والمأكولات المحلية مثل الخنفروش واللقيمات والشِباب، ومن الأطعمة انتقلت بعض الزائرات إلى ركن رسم الحناء، حيث أبدين إعجابهن ببراعة رسم الحناء التي شاهدوها لأول مرة بأنفسهن خلال زيارة المهرجان. البيئة البدوية بما اشتملت عليه من بيوت شعر وجمال وطوي استضافت أعدادا كبيرة من السائحين أخذوا في تأمل مكونات الطوي بينما ذهب بعضهم في رحلة بصرية إلى الجمال ومطالعة هذا الكائن الذي رافق أهل الصحراء منذ آلاف السنين، منتهية زيارتهم بالحرص على التقاط صور تذكارية تسجل حضورهم هذا الحدث ومحاولاتهم الأولى لركوب الجمال تحت إشراف خبراء متخصصين. السباقات البحرية ويقول إبراهيم الحمادي مدير القرية التراثية، إنه في مثل هذا الوقت من كل عام يحتفل نادي تراث الإمارات باليوم العالمي للتراث، الذي يتزامن مع موعد السباقات البحرية بالنادي، ولذلك تم تحويل السباقات إلى مهرجان تراثي متكامل يحمل اسم سلطان بن زايد التراثي البحري. ويورد الحمادي أن من أهداف المهرجان التركيز على التراث البحري باعتبار البيئة البحرية من أهم مكونات المجتمع الإماراتي، ويتم إحياء هذه البيئة الأصيلة من خلال أنشطة وسباقات وفعاليات تستمر على مدى أسبوع كامل، أما الهدف الرئيس للمهرجان فهو غرس الهوية الوطنية لدى أبناء الدولة وعرض مفردات التراث البحري أمام الجمهور الممثل للثقافات الأخرى من زوار الدولة. وعن أهم الفعاليات البحرية التي يتضمنها المهرجان، يقول: السباقات البحرية وتنقسم إلى اثنين، الأول سباق بوانيش ويشارك فيه 80 طالباً، وسباق المحال «سباق أبوالأبيض»، وينافس فيه 180 بحاراً من مختلف الفئات العمرية من أنحاء الدولة. طلاب المدارس وهناك العرض البحري الجمعة المقبل ويشارك فيه 70 طالباً مدرسة الإمارات للشراع، فضلاً عن 60 طالباً يحلون ضيوفا على مسابقة صيد الأسماك التي ينظمها نادي التراث، وأيقونة الأنشطة البحرية تتمثل في المعرض البحري الدائم، الذي استضاف يوم الافتتاح 14 مواطناً من أعضاء جمعية دبا الفجيرة لصيادي الأسماك، والذين قدموا نماذج من الحرف البحرية مثل فلق المحار وصناعة الشباك وغيرها من المهن الأصيلة بالإضافة إلى الأهازيج البحرية والفنون الشعبية. أما عن المشاركات العالمية في الحدث، كان أبرزها أعمال فنية لأربعة تشكيليات من دول مختلفة وهي إسبانيا وأميركا وكندا وفرنسا، قمن بعمل معرض لرسوماتهن التي تعكس رؤيتهن لواقع وجماليات البيئة التراثية الإماراتية. الجمهور له نصيبه القوي من هذه الفعاليات عبر المسابقات التي تقام على مسرح الأنشطة الملحق بالقرية خلال الثلاثة أيام الأخيرة من المهرجان ، إذ يتم توزيع 100 جائزة على الفائزين بالمسابقات الثقافية والتراثية التي في أجواء فولكلورية خالصة. نواحي الجمال ومن بين جمهور المهرجان، قال اندرو باين، من انجلترا، إنها المرة الرابعة التي يزور فيها الإمارات، وسبق أن حضر عديداً من الفعاليات التراثية والتقاط صور مميزة فيها، كونه عاشقاً للتصوير ويقضي فيه معظم أوقاته منذ أن خرج على المعاش من عمله كمحام قبل عدة سنوات، مشيراً إلى أن التراث الإماراتي مليء بالنواحي الجمالية التي تجعل منه صديقاً لعدسة اي مصور سواء كان هاويا أو محترفا. وقال ماريوس كين: أدهشني جمال الحياة البدوية القديمة ،و كرم الضيافة، أما الجانب الأبرز من نظره، فهو أن أبناء الإمارات حريصون على الاعتزاز بماضي أجدادهم رغم النهضة ومظاهر الحداثة الموجودة في أبوظبي. إعجاب بالأطعمة الشعبية عبرت كيلين سلواي وابنتها إيلا، من الجنسية الأسترالية، عن سعادتهما لوجودهما في أبوظبي للمرة الثانية، ورؤيتهما لنماذج حية من الثقافة الإماراتية، كونهما جاءا إلى الإمارات قبل ثلاث سنوات، وأشادا بمذاق الأطعمة الشعبية الإماراتية التي تفوق جودتها كثير من أنواع الحلوى التي تباع في المحال ذات الشهرة الكبيرة. وأبدت الألمانية أنطونيا هيجز، وصديقتها ستيفاني، إعجابهما الشديد بطريقة رسم الحناء، والدقة التي تقوم به خبيرات التراث في عمليات التزيين باستخدام أساليب بسيطة، وفي الوقت ذاته تكون النتيجة مبهرة، وكأن فنانا عالميا قام بنقش تلك الحناء، حيث أسلمت ستيفاني يدها لخبيرة رسم الحناء لتقوم بعملها بينما أمسكت انطونيا بكاميرا هاتفها المحمول لتسجيل هذه اللحظات المميزة من رحلة الصديقتين إلى دولة الإمارات. حافلات للجمهور توفر إدارة المهرجان حافلات خاصة لنقل الركاب من أمام المارينا تستمر طوال ساعات المهرجان، كما تقدم خريطة تعريفية بالمهرجان ومكوناته للزائرين، فضلاً عن وجود عدد من اللوحات الإرشادية داخل القرية التراثية تجعل من زيارة المهرجان رحلة ممتعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©