أكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على زيادة انتاجها من المواد البترولية المكررة عبر تحديث وزيادة السعة التكريرية لمصافي البترول، مشيدا بمشروع توسعة مصفاة الرويس الذي تعمل أدنوك على تنفيذه.
وأوضح، خلال محاضرة في المعهد البترولي أمس أن المشروع سيرفع إنتاج الامارات من المنتجات البترولية المكررة إلى 920 ألفا من الطاقة الحالية البالغة 520 ألف برميل.
وأكد ان اكتشاف الغاز الصخري والتطور المستمر في طرق استخراجه وانتاجه دفع الدول الى الإحجام عن توقيع الاتفاقيات طويلة الأجل لتوريد الغاز، موضحا أن دولة الامارات تعمل على زيادة انتاجها من الغاز، مشيرا إلى الإرتفاع المتزايد في الطلب على الغاز كمصدر نظيف للحصول على الطاقة.
وشدد على أن الامارات تعمل من خلال منظمة الدول المصدر للنفط «اوبك» على المحافظة على استقرار اسعار النفط وضمان امدادات مستمرة تكفي لسد احتياجات العالم، مشيرا الى أن الدول الاعضاء في منظم أوبك لا تتحمل وحدها مسؤولية المحافظة على استقرار أسعار النفط نسبة لأن كميات كبيرة من العرض تأتي من دول خارج المنظمة.
وأكد أهمية شركة أدنوك ومجموعة شركاتها في رسم وتنفيذ سياسة الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال إن سياسة الدولة تقوم على تنويع مصادر الطاقة عبر الاستثمار في مصادر الحصول على الطاقة النووية والطاقة الشمسية ومشاريع الغاز والنفط.
جاء ذلك خلال المحاضرة التفاعلية التي قدمها معاليه حول واقع سياسة الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة في المعهد البترولي أمس، بحضور عبدالله ناصر السويدي مدير عام ادنوك ومحمد بطي القبيسي مدير دائرة الاستكشاف والانتاج بأدنوك تناول خلالها أسس ومكونات استراتيجية الدولة في مجال الطاقة والتحديات التي تواجه قطاع الطاقة.
وكان معالي وزير الطاقة زار المعهد البترولي بساس النخل للوقوف على التطورات التي يشهدها المعهد والتعرف على جهوده في مجال البحث العالمي ونقل التكنولوجيا وصقل التطوير المهني للمهندسين الشباب في الدولة.
وكان في استقبال معاليه عبدالمنعم سيف الكندي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية «أدكو» نائب رئيس مجلس أمناء المعهد البترولي ود.إسماعيل تاج الرئيس بالإنابة والمدير الأكاديمي للمعهد البترولي ومرشد صالح الرميثي النائب الأول للرئيس للشؤون الإدارية والمساندة.
وحضر المحاضرة عدد من كبار المسؤولين في ادنوك ومجموعة شركاتها وأعضاء هيئة التدريس والهيئة الادارية وطلاب وطالبات المعهد البترولي احد المؤسسات التعليمية التابعة لأدنوك.
وأكد معاليه لطلبة المعهد أن الاهتمام بشباب الوطن وتعليمهم وتثقيفهم يعد ضمن الأولويات في فكر واهتمام القيادة الحكيمة حاثا الجميع على بذل مزيد من الجهود للارتقاء بالوطن وبنائه ورفعته ورقيه والمضي نحو المستقبل بطموح كبير وخطى واثقة وثابتة.
وشدد المزروعي خلال محاضرته على أهمية تطوير الموارد البشرية واعداد الكوادر المؤهلة، مؤكدا أهمية البحث العالمي ونقل التكنولوجيا بالإضافة إلى توفير الفرص التعليمية والتدريبية داعيا الى الاهتمام بالتخصص في مجال الطاقة.
وأشاد معاليه بجهود ومبادرات ادنوك في نقل التكنولوجيا الحديثة والاستفادة منها في تطوير قطاع النفط والغاز في الدولة، موضحا أن التطورات التي حدثت خلال السنوات العشر الماضية خاصة القفزة الهائلة في أسعار النفط بفعل ارتفاع تكاليف التكنولوجيا المستخدمة في استخراج النفط والأزمة الاقتصادية العالمية الى جانب الاضطرابات السياسية في عدد من دول العالم انعكست سلبا على صناعة النفط العالمية.
وأكد أن دولة الامارات العربية المتحدة تعمل من خلال منظمة الدول المصدر للنفط «اوبك» على المحافظة على استقرار اسعار النفط وضمان امدادات مستمرة تكفي لسد احتياجات العالم، مشيرا الى أن الدول الأعضاء في منظم أوبك لا تتحمل وحدها مسؤولية المحافظة على استقرار أسعار النفط نسبة لأن كميات كبيرة من العرض تأتي من دول خارج المنظمة.
وقال إن دولة الامارات تأخذ في اعتبارها التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه قطاع الطاقة لذلك تعمل على تنويع مصادر الطاقة لديها لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، مؤكدا أهمية التكنولوجيا الحديثة ونقل المعرفة والخبرة وتوفير التدريب عالي المستوى للشباب المواطنين وأكد أهمية دراسة المواد والتخصصات ذات الصلة بالطاقة لأهميتها في صناعة مستقبل الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشاد معاليه بحكمة وبعد نظر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحرصه على حماية البيئة، موضحا أنه كان أول من وجه بضرورة التخلص من حرق الغاز حفاظا على البيئة وترجمة لذلك نفذت شركة أدنوك مشروع حقن ثاني أوكسيد الكربون لتحسين معدلات استخلاص النفط من خلال حقن غاز ثاني أوكسيد الكربون في مكامن النفط وذلك لحماية البيئة عبر خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري والمحافظة على الغاز الهيدروكربوني جراء استخدام ثاني أوكسيد الكربون كبديل عنه للحقن في المكامن.
وأشاد معاليه بتجربة أدنوك وجهودها لإدخال التكنولوجيا الحديثة لإنتاج الغاز من مصادر غير تقليدية، مشيرا الى مشروع تطوير حقل شاه للغاز الحمضي والذي سيضاعف إنتاج الدولة من الغاز.
وشدد معالي وزير الطاقة على أن سياسة النفط في الدولة تؤكد أهمية التعاون مع كبري شركات النفط العالمية لنقل التكنولوجيا الحديثة والخبرة المعرفة التي نحتاجها لتطوير قطاع الطاقة في الدولة.
وفي ختام حديثه، أجاب معالي وزير الطاقة عن الأسئلة التي وجهت إليه من الطلبة والمتعلقة بسياسات الطاقة مشيدا بعمق التفكير والاطلاع ورقي المستوى التعليمي للطلاب.
من جانبهم، عبر الطلبة عن امتنانهم للوزير لإتاحة هذه الفرصة للتعرف إلى سياسات الطاقة بدولة الإمارات واستراتيجيتها المستقبلية وكذلك تشجيعهم وتحفيزهم للدخول في هذا المجال.
وقام معالي وزير الطاقة في ختام المحاضرة يرافقه عبدالله ناصر السويدي وعدد من كبار المسؤولين في شركات المجموعة والمعهد البترولي بجولة تفقدية على المنشآت والتجهيزات المتوفرة في المعهد البترولي، حيث زار معاليه المختبرات والمعامل الهندسية التي تعتبر نماذج متطابقة للمصافي البترولية التابعة لشركات أدنوك بالإضافة إلى مختبرات فريدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط.
وزار معاليه مبنى «أرزنه» المخصص للطالبات والذي يمثل مركزا تعليميا متطورا يتميز بحداثته وتصميه المتفرد حيث يوفر هذا المبنى جميع متطلبات الطاقم الأكاديمي واحتياجات الطالبات من مختبرات ومعامل وغرف دراسية ذكية ومكتبات وغيرها من المرافق.
وتعرف خلال زيارته على آخر الاختراعات والبحوث العلمية التي قام بها عدد من الأساتذة في المعهد البترولي والتي تغطي كافة المجالات ذات الصلة بقطاع الطاقة وعلى وجه الخصوص قطاع النفط والغاز.
ووقف على مشروع السيارات الهجينة الذي جرى تنفيذه في المعهد البترولي بمشاركة طلاب المعهد وعدد من المؤسسات التعليمية من داخل الدولة وخارجها، معربا عن إعجابه وسروره بما حققه المعهد البترولي من إنجازات واختراعات مؤكدا أهمية مشاريع الطاقم الأكاديمي وطلبة وطالبات المعهد في تحقيق التطور ونقل التكنولوجيا.
وأشاد بالدعم الذي تقدمه شركة بترول أبوظبي الوطنية ومجموعة شركاتها للمعهد مثمنا الجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارة العليا لأدنوك..(أبوظبي - وام)
عدد اليوم
