الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاستهلاك المسؤول».. قرارات صغيرة تصنع فرقاً كبيراً

«الاستهلاك المسؤول».. قرارات صغيرة تصنع فرقاً كبيراً
10 مايو 2018 02:03
لكبيرة التونسي (أبوظبي) مع إعلان حملة «استهلاك مسؤول لمستقبل مستدام»، التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة، بالتعاون مع جهات حكومية اتحادية ومحلية حملة، بالتزامن مع احتفالية اليوم العالمي للأرض، التي صادفت يوم 22 أبريل الماضي، قالت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للحياة الفطرية، إن الأيام العالمية فرصة لمراجعة بعض السلوكات وتجاوز بعض السلبيات، موضحة أن الإنسان وجميع الكائنات الحية مرتبطون ببعضهم في سلسلة لا يمكن فك أجزاءها، وأن أي ضعف أو خلل في أحدها يؤثر على الجميع، محملة المسؤولية للإنسان، وموجهة بضرورة تكاتف الجهود للحفاظ على العناصر الأساسية للحياة. وأوضحت عبد اللطيف أن «الاستهلاك المسؤول لا يعني فقط كمية ما نستهلكه اليوم وكيف ينقص من فرص توافر المصدر ذاته مستقبلاً، بل يعني أساسا أثر هذا الاستهلاك على بقية مكونات الطبيعة والكون»، مضيفة أن الكون بأنظمته المختلفة يزودنا بكل ما نحتاجه، وفي المقابل يجب أن تكون مسؤوليتنا متكاملة للحفاظ عليه. وتذكر: «عندما نشدد على الاستهلاك المسؤول، لا نقصد فقط الاستهلاك كماً، بل نوعاً وكيفية وتأثيراً أيضاً، فليست الغاية مثلاً، كم كوباً من العصير استهلكت اليوم، بل ما مصدر هذا العصير وفي أي نوع من الأكواب شربته وكيف تخلصت من الكوب بعد ذلك؟ فالاستهلاك المسؤول معني بأثره على بقية مكونات الطبيعة والحياة، ما يوجب النظر للصورة الأشمل على المدى البعيد، وجعل مصلحة البيئة نصب أعيننا، عندما نقرر شراء منتجات معينة، أو السفر أو حتى عند ممارسة أنشطتنا اليومية». وأشارت إلى أن المسؤولية البيئية تستدعي تغيير بعض سلوكاتنا الاستهلاكية اليومية، موضحة أن أي شخص عندما يقرر استبدال كوب القهوة الصباحي البلاستيكي بكوب قابل للاستخدام مرات عديدة، فإنه بهذا اتخذ قراراً مسؤولاً، لأنه أسهم في تقليل كمية النفايات التي تستقر في المحيط كل يوم والتي من المتوقع أن تزيد كميتها على كمية الأسماك بحلول عام 2050. وقالت إن التلوث الذي يسببه البلاستيك لا يؤثر فقط على المياه والحياة البحرية، بل يمتد إلى سلسلة غذائنا وصحتنا العامة. فوجود البلاستيك في البيئة البحرية يسبب إصابات ووفيات للحيوانات التي تستوطن المحيطات، وقد أظهرت دراسة أجرتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أنه في كل عام يموت 100 ألف من الثدييات البحرية مثل الفقمة والحيتان بسبب البلاستيك، وحتى فوق سطح الماء، تتأثر أنواع من الزواحف والطيور البحرية ببقايا البلاستيك واللدائن الدقيقة، فعلى سبيل المثال، تتغذى الطيور البحرية على ما تجده أمامها في أي مكان، ما معناه ابتلاعها قطعا بلاستيكية تتسبب في موتها، كما تقوم بإطعام هذه القمامة إلى صغارها، ما يتسبب في موتها أيضا، موضحة «نحن في الإمارات لدينا أولويات عدة لمستقبل مستدام لأراضينا، من حماية الحياة الفطرية من خلال مشاريع عديدة مثل مشروع حماية السلاحف الخضراء في الخليج العربي، أو إشراك الشباب في البرامج التعليمية اللازمة في الحفاظ على الحياة الفطرية». ترشيد مائي قالت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للحياة الفطرية، عن أهمية المياه وترشيدها والحفاظ عليها: «تدرك الحكومة الرشيدة أهمية الحفاظ على المياه، ويتضح ذلك من خلال استراتيجية أمن المياه في الدولة، والتي تهدف إلى الحد من إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21%، وزيادة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95%، والاعتماد على الطاقة النظيفة، كما أوضحت خطة الطاقة في دولة الإمارات 2050. وأضافت:«هذا جزء صغير من الأهداف الأساسية العديدة التي تسعى الدولة لتحقيقها، من أجل مستقبل مستدام، وعلى رأس أولوياتها ترسيخ مبادئ المحافظة على الطبيعة والبيئة في عقول وقلوب الشباب»، مؤكدة أنها «ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل إنها مسؤوليتنا جميعاً، فلكل منا دور يجب أن يؤديه في الحفاظ على الكون صالحاً للحياة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©