عبدالرحيم حسين، علاء المشهراوي، وكالات (رام الله، غزة) - أعلنت إسرائيل، في تسريب إعلامي أمس، أنها رفضت اقتراحا قدمه وزير الخارجية الاميركي جون كيري لإحياء عملية السلام مع الجانب الفلسطيني على أساس بحث قضيتي الحدود والأمن فقط وتقديم بوادر حسن نية وتسهيلات للفلسطينيين تحت الاحتلال، متمسكة بشرطي الاعتراف بها كدولة يهودية أولاً وإجراء مفاوضات مباشرة دون شروط فلسطينية مسبقة، فيما واصلت قواتها وعصابات مستوطنيها جرائم القمع والتخريب في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وشكك مصدر سياسي إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه، خلال تصريحات نشرتها صحيفتا «هاآرتس» و«يديعوت أحرونوت» الإسرائيليتان في موقعيهما الإلكترونيين على شبكة الإنترنت، في احتمالات نجاح الجهود كيري لاستئناف عملية السلام السياسية، قائلا إن وزارة الخارجية الاميركية لا تملك «تقديراً صحيحاً» لعمق الخلاف بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وطالب بإدراج جميع القضايا الجوهرية، خاصة مسألة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وما تسمى قضية “اللاجئين اليهود من الدول العربية» في أجندة مفاوضات مباشرة. كما أكد رفض إسرائيل تقديم أي بوادر حسن نية للفلسطينيين قبل استئناف المفاوضات، قائلاً «مفاوضات، نعم. لفتات حسن نية لبناء الثقة، لا».
وزعم المصدر الذي أوضح أنه مقرب من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحضر لقاء كيري ونتنياهو في القدس المحتلة يوم السبت الماضي، أن الفلسطينيين يعملون من أجل متطلبات خاصة لتقويض المحادثات. وأكد أن إسرائيل لا تنوي الاستجابة للطلبات الفلسطينية، خاصة وقف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وتحديد حدود الدولة الفلسطينية وإطلاق سراح الأسرى وتوفير المشاريع الاقتصادية للمناطق المسماة (ج) الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. وقال «نحن مستعدون لمناقشة كل شيء، ولكن فقط من خلال المفاوضات المباشرة كما أن هناك شرطاً مسبقاً وهو أن تعترف بنا السلطة الوطنية الفلسطينية كوطن للشعب اليهودي وإعلان انتهاء النزاع». وذكر موضحا أن نتنياهو ناقش مع كيري مشاريع مثل محطة تنقية مياه الصرف الصحي وان يتم الإفراج عن 10 أسرى الشهر المقبل.
وأضاف «الشروط المسبقة التي وضعها الفلسطينيون تظهر أنهم الرافضون للسلام. نحن ضد أي ظروف لا تشكل فرصة للتقدم، وأي تحرك لا يؤدي الى الاعتراف بإسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي». وتابع لن تكون هناك استجابة لأي شرط يضعه الفلسطينيين بهدف إقناعهم للقدوم إلى المحادثات. وهناك توافق في الآراء بين وزراء الحكومة (الإسرائيلية) على عدم قبول أي شرط مسبق للسلطة الفلسطينية لأنه يجعل من الصعب العودة إلى المحادثات المباشرة».
في غضون ذلك، بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزيري خارجية الأردن والبحرين ناصر جودة والشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في عمان أمس تطورات القضية الفلسطينية والاتصالات الأخيرة مع الإدارة الأميركية من أجل إحياء عملية السلام.
كما أطلع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وزير التنمية البريطاني آلان دنكن في رام الله على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، خاصة في فرض نظام التحكم والسيطرة واستهداف الوجود الفلسطيني في أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة وهي المناطق المُسماة (ج). وأكد أن صدقية الجهود السياسية الراهنة لإحياء المفاوضات تتوقف على إلزام إسرائيل بوقف جميع انتهاكاتها والتقيد بقواعد القانون الدوليّ، وبأسس حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية، واحترام حق الشعب الفلسطينيّ في تقرير مصيره، وتجسيد سيادته الوطنية على أرض دولة فلسطين المُستقلة كاملة السيادة ضمن حدود عام 1967.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون القدس فيها أحمد قريع خلال استقباله مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي فيليب جوردون في أبو ديس شرق القدس المحتلة “إن الجهود الأميركية لإحداث تقدم حقيقي على المسار السياسي تستوجب أن تكون ضمن عملية واضحة ومستمرة تقوم على أساس مرجعيات واضحة وآلية قادرة على تحقيق الهدف المنشود بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 1967».
من جانب آخر، دعا وزراء الخارجية دول «مجموعة الثماني» الصناعية الكبرى في ختام اجتماعهم في لندن، الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى إجراء مباحثات مباشرة دون شروط مسبقة و«إبداء الشجاعة في القيادة السياسية التي تمثل ضرورة تحقيق السلام من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة لبناء الثقة».
ميدانياً، أصيب أسير فلسطيني محرر بجروح خطيرة للمرة الثانية خلال عام و6 أشهر جراء إطلاق جندي إسرائيلي الرصاص عليه أثناء اعتقاله أمام متجره في الخليل. وذكر مدير نادي الأسير في محافظة الخليل أمجد النجار أن قوات الاحتلال ادعت أن الأسير السابق معتز عبيدو (32 عاماً) المعوق حركياً حاول خطف سلاح أحد الجنود أثناء عملية الاعتقال، ما دفع الجنود إلى إطلاق النار عليه وإصابته بجروح بليغة وتم نقله إلى مستشفى إسرائيلي لتلقي العلاج.
وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال «قام المشتبه به الفلسطيني بالتصرف بعنف حيث رمى فأساً وعبوة غاز وعربانة على الجنود وأصاب اثنين منهم بجروح. وعندما حاول سرقة سلاح جندي، أطلق عليه الجنود النار لإيقافه وأُصيب بجروح طفيفة وعالجه الجنود الموجودون في المكان».
وقد أطلق جندي إسرائيلي رصاصة «دمدم» متفجرة على عبيدو اثناء اعتقاله في شهر أكتوبر عام 2011، ما أدى إلى إصابته بالشلل في رجله اليسرى وتمزُّق معدته وأمعائه وأجزاء من أعضائه الداخلية. وتعرض عبيدو للاعتقال 4 مرات قضى خلالها 5 سنوات في الأسر.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب حمزة عبد المنعم الشويكي في القدس الشرقية حين كان يزرع أرضه المهددة بالمصادرة مع أراض مجاورة لإقامة حدائق تلمودية.
واعتقلت قوات الاحتلال 10 شبان في قرية بورين جنوب نابلس من بينهم جلال عثمان قادوس وبشير تاج الدين عمار، والشقيقان محمد وسعيد سهيل قاسم نجار. كما اعتقلت الشاب أشرف الصليبي في طولكرم، والشاب أحمد خالد حرب من أهالي بلدة إسكاكا شرق سلفيت أثناء عودته من الأردن.
واقتلعت قوات إسرائيلية مئات الأشجار الحرجية في أراضي وادي خريطون المحاذية لمستوطنة «تقوع» الجاثمة على أراضي سكان بلدة تقوع شرق بيت لحم، فيما ضخ معسكر جيش الاحتلال على جبل الفرديس شرق بيت لحم المياه العادمة على تلك الأراضي.
وقام مستوطنون من مستوطنة «بيت عين» المقامة على أراضي بلدة بيت أمر شمال الخليل باقتلاع وقطع 55 شجرة عنب و47 شجرة زيتون في منطقة صافا شمال غرب البلدة. واعتدوا على صاحب الأرض بالحجارة والشتائم وهددوه بالقتل أثناء عمله في أرضه القريبة من المستوطنة، وكتبوا عبارات معادية للعرب على الحجارة هناك. وتظاهر عشرات المستوطنين اليهود على مدخل بلدة الخضر جنوب بيت لحم، الواقعة في جنوب الضفة الغربية، مطالبين بقمع الفلسطينيين وطردهم من «أرض إسرائيل»، وفق مزاعمهم، إلى الأردن.
في الوقت نفسه، واصلت قوات إسرائيلية لليوم الثاني على التوالي تجريف الأراضي الزراعية شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة. وواصلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم على حدود جنوب شرق القطاع لليوم الرابع على التوالي.
عدد اليوم
