وداد بوحميد: للنجاح أسبابه

هناء الحمادي (أبوظبي) تمارس الناشطة الحقوقية والاجتماعية وداد بوحميد واجبات كثيرة، متحلية بحب العمل والإخلاص والتخطيط المبني على الدراسة، ما جعلها تنجح في المهام الموكلة إليها كمدير لإدارة الاتصال الحكومي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إلى جانب منصبها كنائب رئيس جمعية الإمارات لحقوق الإنسان. امرأة محظوظة أنهت وداد دراسة البكالوريوس في جامعة الإمارات، تخصص علوم اجتماعية، واتجهت بعدها إلى دراسة إدارة الأعمال، لتحصل على درجة الماجستير بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف العليا من الجامعة الكندية. وجاء اختيارها هذا المجال لأنه يتوافق مع اتجاهاتها الفكرية والقيمية، وينسجم مع إيمانها بالقيم الإنسانية، بالإضافة إلى أن العمل التطوعي والحقوقي والمجتمعي هو خدمة للوطن والمجتمع. وتقول: «المرأة الإماراتية محظوظة لأنها توجد في دولة تؤمن قيادتها بالمساواة والتسامح وعدم التمييز وتكافؤ الفرص وضمان الحريات»، مشيرة إلى أن للنجاح عوامل أكثرها تأثيراً بعد الإيمان بالله، الثقة بالنفس، والإرادة، ووضوح الأهداف، وإيجاد حلم يخضع لاستراتيجية لتحقيقه، بالإضافة إلى الكفاءة الشخصية التي تؤهل صاحبها قبول التحديات باعتبارها فرصاً للتطور. وتضيف: «بما أني أم وقدوة لأبنائي يجعلني هذا في موقع المسؤولية لإيجاد بيئة واقعية ومتحققة من القيم الفضلى من الموروث الثقافي والاجتماعي، وتخطي العقبات والتحديات، وإحراز نجاحات تعكس القوة الذاتية والإصرار على تحقيق توازن بين جميع الأدوار، ما يضمن جودة الحياة»، لافتة إلى أن تنمية الجانب المعرفي والفكري، وإدارة جودة الوقت، وحسن التنظيم، والتخطيط المتقن، والعمل بروح الفريق، من أهم الأساليب التي تمكنها من إنجاز جميع المهام والواجبات الملقاة على عاتقها بالصورة المثلى التي تحقق لها الرضا. عنصر فاعل عن رأيها بما حققته المرأة في الإمارات، تقول وداد: «المرأة هنا تفتخر بأنها أصبحت تمثل عنصراً فاعلاً في معادلة التنمية الشاملة، حيث لا يوجد في الدولة أي قطاع محظور عليها، ولا شك في أن المجتمع الدولي ينظر بإيجابية إلى ما حققته المرأة الإماراتية، وفي العديد من المؤشرات الدولية ما يدل على إيجابية التعامل مع تأثير توجهات الدولة بشأن المرأة، حيث احتلت الإمارات المرتبة الأولى في تمكين المرأة قيادياً وبرلمانياً، وفقاً للتقرير السنوي الصادر عام 2014 عن مركز دراسات مشاركة المرأة التابع لمؤسسة المرأة العربية، وفي عام 2014 أيضاً احتلت الإمارات الصدارة عالمياً في مؤشر احترام المرأة، وفق مؤشر التطور الاجتماعي، بحسب مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، كما كرم المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات الإمارات عن فئة دعم المرأة في المناصب البرلمانية، لريادتها في انتخاب أمل القبيسي لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي، كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط. واحتلت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر معدل التحاق المرأة بالتعليم العالي، وفقاً لتقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي». وتذكر أن «هناك جهوداً رائدة في مجال تمكين المرأة الإماراتية، أسهمت في تعزيز مشاركتها في المجتمع». وتضيف: «تعتبر المرأة الإماراتية في الموروث الثقافي شريكاً فاعلاً مع الرجل في إدارة شؤون الأسرة والمجتمع، كما لعبت دوراً مهماً في عمليات الإنتاج وتغطية متطلبات الأسر الاقتصادية، ما يؤهلها لامتلاك القدرة على تولي المناصب القيادية، وخير دليل على ذلك، وصولها إلى رئاسة السلطة التشريعية، وعضوية مجلس الوزراء، فضلاً عن وجودها في الميادين والقطاعات كافة». حقوق الإنسان وحول دورها في جمعية الإمارات لحقوق الإنسان، تقول وداد: «جمعية الإمارات لحقوق الإنسان من الجمعيات الرائدة في العمل على قضايا حقوق الإنسان بكل فئاتها، خاصة المرأة والطفل، لكوننا نؤمن بأن دعم وتمكين المرأة وحمايتها، وصون كرامتها، تقتضي الاهتمام والتدخل والمتابعة. وفي هذا الصدد نحن نؤمن بالبعد الوقائي قبل العلاجي، بمعنى أننا نفضل العمل على خلق ثقافة حقوقية مجتمعية لدى النساء والرجال وصانعي القرار، وبالتالي ممارسة الجميع لدوره، سواء على صعيد الأسرة أو العمل أو في العلاقات المجتمعية وفق القانون، ما يضمن احترام الكل حقوق بعضهم بعضاً»، مشيرة إلى أن ذلك لا يعني عدم وقوع انتهاكات أو مساس من البعض بحقوق غيرهم، وهنا يكون للجمعية دور علاجي، عبر التدخل لمن يتقدم لها ببلاغ لدى الجهات المعنية لإنصافه ورفع الضرر عنه. وتوضح «إذا ما وردتنا بلاغات تتعلق بعنف ضد المرأة، نقوم بتحويلها إلى الجهات المعنية، كي تقوم بما تراه مناسباً من إجراءات لوقف الضرر وإنصاف الضحية».وتسعى وداد لإيجاد التوازن العائلي والنجاح في العمل، وضمن أولوياتها أن تسير أدوارها المختلفة في العمل الرسمي والمجتمعي والأسري بشكل متوازٍ، لتحقيق السعادة والقيمة المضافة والأثر الإيجابي. إنجازات متميزة حققت وداد بوحميد إنجازات على المستويين المهني والاجتماعي، فقد حازت جائزة الموظف الحكومي المتميز في هيئة الصحة في دبي عام 2013، كما حصلت على جائزة الأم المثالية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ولديها عديد من العضويات المحلية والدولية من أبرزها سفيرة منظمة العالمية للمرأة في دولة الإمارات، وعضو الاتحاد الدولي للحقوقيين والقانونيين. وشاركت كمحاضرة ومتحدثة في محاضرات وندوات عدة على المستوى المحلي والتمثيل الدولي.