الطائي: الإمارات حريصة على إنهاء معاناة الفلسطينيين

أكد الدكتور صالح الطائي نائب الأمين العام لشؤون الإغاثة والمشاريع في الهلال الأحمر بالوكالة رئيس وفد الهيئة إلى غزة، حرص الإمارات قيادة وشعباً على الحد من معاناة الفلسطينيين وتحسين ظروفهم الإنسانية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر. وقال الطائي في حديث خاص لمراسل “الاتحاد” في غزة إن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة قد فاقمت الوضع الصحي والانساني في قطاع غزة الامر الذي ضاعف المعاناة وراكم عدد المرضى والمحتاجين للخدمات العلاجية والإنسانية. واضاف الطائي: “الوضع الصحي في مستشفيات قطاع غزة مزرٍ للغاية، فهي تفتقر إلى الأدوية الطبية التقليدية وفرق طبية متخصصة لمواجهة طوابير المرضى في اقسام وتخصصات القلب والشرايين والسرطان والعيون والأعصاب”. وأوضح الطائي أنه بتعليمات من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان بدأ فريق الهلال الأحمر الطبي لمكافحة الصمم برامجه العلاجية والجراحية للمرضى المستهدفين في قطاع غزة والقيام بتوفير كل ما يمكن توفيره داخل مخيمات اللاجئين بالتنسيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” وخارجها بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمة الصليب الأحمر وذلك عبر تزويد المستشفيات بالتجهيزات الطبية اللازمة وتأمين وإرسال فرق طبية تحت مظلة الهلال الأحمر الإماراتي. وأشار الطائي إلى أن الفريق الذي وصل إلى القطاع عبر معبر رفح أجرى عشرات العمليات الجراحية مجاناً لمرضى الصمم بالتعاون مع مستشفى الشفاء في غزة والأونروا، حيث يتضمن البرنامج الجراحي زراعة أكثر من 50 قوقعة الكترونية للمرضى مجاناً وتركيب 200 سماعة لضعاف السمع. وشدد على أن هذا البرنامج الطبي يأتي ضمن جهود هيئة الهلال الأحمر الإنسانية على الساحة الفلسطينية التي تئن تحت وطأة المعاناة خاصة في المجال الصحي ويجري تنفيذه بمتابعة حثيثة من سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الذي يولي الأوضاع الإنسانية الفلسطينية اهتماما كبيرا وعلى وجه الخصوص مجريات الأوضاع في قطاع غزة والتي شهدت ترديا مريعا في الآونة الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية السائدة والإغلاق الدائم للمعابر مما فاقم معاناة المرضى خاصة الأطفال. 50 عملية زراعة قوقعة ذكر الطائي أن البروفيسور مازن محمد بودهيش الهاجري استشاري أمراض الأنف وعلاج الصم رئيس الفريق الطبي يقوم بنفسه بإجراء عمليات زراعة قواقع لعشرات المرضى الذين لا يستطيعون إجراءها في غزة إلى جانب ارتفاع تكلفة العلاج حيث تبلغ تكلفة القوقعة الواحدة 100 ألف درهم، مشيراً إلى أن العمليات جرت بأحدث الوسائل وبواسطة المنظار مما يحول دون حدوث أي مضاعفات مثل إصابة عصب الوجه وأغشية الدماغ كما كان يحدث في السابق عن طريق العمليات الجراحية العادية. وأشار الطائي إلى أنه من المتوقع أن يجري الهاجري 50 عملية زراعة قواقع، إضافة إلى تركيب 200 سماعة طبية، فضلاً عن قيامه بتدريب فريق طبي وكادر محلي ليتمكنوا من العمل في المركز بشكل متواصل ويوفر على المرضى مشقه السفر للخارج. ولفت الطائي إلى أن المساعدات الطبية التي حملها الفريق إلى غزة تبلغ 5 ملايين درهم، إضافة إلى العمليات الجراحية والبرامج التوعوية والوقائية والتدريبية للكوادر الطبية. وكشف الطائي عن قيام فريق الهلال الأحمر بتدشين مركز متكامل للقلب في مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر الفلسطيني بغزة يشمل كل التجهيزات اللازمة لذلك ليتمكن مرضى القلب من إجراء عمليات القسطرة وانسداد الشرايين ومشاكل القلب، إضافة إلى تدريب كوادر طبية وإحضار فرق طبية متخصصة ذات مستوى عال وذلك بكلفة مليوني دولار أميركي. كما كشف الطائي عن تحريك الهلال الأحمر قافلة سيارات كبيرة تضم 212 سيارة متعددة الخدمات لمدارس المعاقين والجمعيات والمستشفيات بينها 18 سيارة اسعاف، مشيراً إلى أن وفد الهلال ناقش مع الجهات المعنية في المدارس والجمعيات والمستشفيات آلية تــوزيع هذه السيارات. لقاءات مع منظمات دولية وأوضح الطائي أن فريق الهلال الأحمر الإماراتي أجرى لقاءات في غزة مع ممثلي خمس منظمات دولية، إضافة إلى جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني والذي ناقش معها احتياجات مستشفى القدس. وأشار إلى ان الفريق ناقش مع منظمة الصليب الأحمر الدولي إنشاء مركز للأطراف الصناعية، كما ناقش مع منظمة الصحة العالمية قضية تطوير مستشفى الشفاء بغزة وتوفير العلاج اللازم كما ناقش مع منظمة اليونسيف انشاء وحدتين متحركتين للأمومة والطفولة والعناية بالأطفال حديثي الولادة وتغذية الأطفال. كما ناقش الفريق مع منظمه الحياة الأميركية دعم برنامج الأضاحي لعيد الأضحى فيما ناقش مع الاونروا عدة مشاريع مستقبلية متكاملة. إشادة فلسطينية وأشاد الدكتور مازن التتر مدير مستشفى الشفاء في غزة بدور الإمارات الإنساني والحيوي على الساحة الفلسطينية، وقال إن هذه المبادرة تعزز جهود الإمارات في تخفيف وطأة المعاناة عن كاهل شعب فلسطين، مضيفاً أن وجود فريق طبي متخصص بهذه الكفاءة في هذا الوقت بالذات في غزة يمثل حلماً وبارقة أمل لمرضى الصمم الذين عانوا كثيراً وتفاقمت أوضاعهم الصحية والنفسية