الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مفاوض نووي إيراني سابق يخوض سباق الرئاسة

مفاوض نووي إيراني سابق يخوض سباق الرئاسة
11 ابريل 2013 23:22
أحمد سعيد، وكالات (طهران) - أعلن مفاوض نووي إيراني سابق أمس أنه سيرشح نفسه في انتخابات الرئاسة ليصبح بذلك أكثر الشخصيات اعتدالاً بين الشخصيات التي رشحت نفسها حتى الآن لخلافة محمود أحمدي نجاد، في الانتخابات التي تجرى في يونيو ويهيمن عليها المحافظون. فيما استمر تبادل الرئيس محمود أحمدي نجاد والمحافظين الاتهامات، وسط أجواء ملبدة تشظت فيها الكتلة الأصولية التي لم تتفق حتى اللحظة على مرشح واحد لخوض الانتخابات المتوقعة بعد 9 أسابيع. وكان حسن روحاني (64 عاما) رئيسا للمجلس الأعلى للأمن القومي خلال رئاسة كل من علي أكبر رفسنجاني الذي كان يتبع منهجا سياسيا عمليا أكثر من التمسك بالأيديولوجيات، ومحمد خاتمي الذي دفع لإجراء إصلاحات اجتماعية وسياسية على نطاق واسع. وأشرف روحاني وهو رجل دين على محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا جعلت إيران توافق على تعليق الأنشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم خلال الفترة من 2003 إلى 2005. واستقال بعد أن تولى نجاد منصبه في أغسطس من ذلك العام. واستؤنف النشاط النووي ووجهت انتقادات لروحاني اتهمته بأنه كان شديد المهادنة في المفاوضات. ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله أمام تجمع من أنصاره أمس “نحتاج إدارة جديدة للبلد لكنها لا تقوم على الشجار والتضارب وتآكل القدرات المحلية، بل على الوحدة والتوافق واجتذاب الشرفاء والأكفاء”. وانتخابات الرئاسة الإيرانية التي تجرى في يونيو هي أول انتخابات رئاسية منذ انتخابات 2009 التي شهدت انطلاق الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على إعادة انتخاب نجاد. وليس من الواضح ما إذا كان مجلس صيانة الدستور الذي يمكنه الاعتراض على المرشحين سيسمح لإصلاحيين بالترشح، لكن منع عدد كبير من المرشحين ربما يضر بالمصلحة العامة في انتخابات من المفترض أن تعزز مزاعم إيران فيما يتعلق بالشرعية التي يستمدها النظام من خلال الديمقراطية. ووصف سفير غربي سابق في إيران تعامل مع روحاني خلال إدارة خاتمي المفاوض السابق بأنه “يمكن التعامل معه”، ومن المرجح أن يتسم أداؤه بالمسؤولية والهدوء فهو “محافظ وكفء وصريح”. وبما أن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي هو الذي يوجه السياسة النووية للبلد، فمن غير المرجح أن تحدث انتخابات الرئاسة أي تحول ملموس في السياسة في هذا الصدد. وقال روحاني منتقدا السياسة الاقتصادية لنجاد “حكومتي سوف تتحلى بالحكمة والأمل ورسالتي تتعلق بإنقاذ الاقتصاد وإحياء الأخلاق والتفاعل مع العالم”. وأضاف “التضخم تجاوز 30 %، وخفض قيمة العملة المحلية، والبطالة وانعدام النمو الاقتصادي، من بين مشكلات البلد”. وقال هومان مجد وهو صحفي أميركي من أصل إيراني مقيم في نيويورك، إن روحاني ربما يجتذب بعض الناخبين الذين يتطلعون للتغيير دون أن يكون مبالغا في توجهه الإصلاحي بدرجة تحول دون ترشحه في الانتخابات. وأضاف “روحاني جندي مخلص لخامنئي ولا يعتبر خطرا على النظام، أعتقد أن إعلان مجلس صيانة الدستور عدم صلاحية شخص مثل هذا لخوض الانتخابات سيكون أمرا صعبا جدا”. من جهة أخرى يتهم المحافظون نجاد بالتمسك بكرسي الرئاسة من خلال الترويج لثنائية (بوتين- ميدفيديف) وتنفيذها في إيران عبر صناديق الاقتراع. وبرر المحافظون مخاوفهم من التصريحات المتوالية لنجاد بإقامة انتخابات عادلة و”ليس هناك شخصية أعلى من صوت الشعب”. بدوره هاجم نجاد خصومه المحافظين، وقال لدى لقائه أمس مع قادة المحافظات إن “الحكومة التاسعة والعاشرة تعرضت إلى ضغوط في الداخل لم تتعرض لها الحكومات السابقة، لكننا وقفنا وبصمود إزاء تلك الضغوط “. وخاطب خصومه قائلا “يجب أن تحترموا أصوات الشعب، أي شخص لايمكن له أن يدعي بأنه ممثل عن الشعب”. ولم يستثن نجاد من تصريحاته حتى قادة الحرس الثوري وممثليهم، منتقدا تصريحات ممثل خامنئي في الحرس بقوله “إن الشعب أعلم بالأصلح لقيادة الأمة”. وقد أثارت تلك التصريحات موجة من الاعتراضات والانتقادات داخل التيار المحافظ الذي اتهم نجاد بالسعي إلى إحياء الثنائية الروسية (بوتين- ميدفيديف). في السياق ذاته انتقد أعضاء مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) قيام نجاد بتنظيم احتفال دعائي في ملعب الشعب الدولي. وقال النائب عوض حيدري إن “بيت المال ليس ملكا للرئيس وحكومته، لكي ينظموا احتفالا لـ100 ألف شخص لدعم مرشح الحكومة اسفنديار رحيم مشائي”. وفي السياق أكد المحلل الإصلاحي عباس عبدي أن “نجاد لايريد الرحيل من السلطة، وأنه يسعى لدعم مستشاره رحيم مشائي” للانتخابات الرئاسية في 14يونيو والتي بقي عليها 9 أسابيع . وخلافا للانتخابات السابقة فإن جبهة المحافظين تعيش حالات من الاختلافات بسبب عدم التوصل إلى إجماع حول مرشح واحد. فقد رشح أكثر من 11 شخصاً من الكتلة، وانشقت الجبهة إلى كتل صغيرة متعددة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©