الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة: التحلي بالعفو والتسامح من صفات المؤمنين المتقين

خطباء الجمعة: التحلي بالعفو والتسامح من صفات المؤمنين المتقين
7 نوفمبر 2009 02:17
أكد خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، أن الإسلام بدعوته إلى العفو والتسامح استطاع أن ينشر قيم الخير والسلام في أرجاء الدنيا مما أتاح بناء حضارة تدعو إلى الرفق واللين، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها في وصف النبي صلى الله عليه وسلم «والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط». ولفت الخطباء إلى أن الإسلام دين العفو والتسامح، داعين إلى التحلي بهذه الأخلاق الفاضلة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم مثال لذلك في تسامحه مع الناس والعفو والصفح عنهم، وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. وأوضح الخطباء أن الله تعالى جعل خُلق العفو من صفات المؤمنين المتقين في قوله تعالى «وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»، وفي قوله سبحانه «فمن عفا وأصلح فأجره على الله»، وكذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم «ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا». وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة، إنه روي أن جارية لعلي بن الحسين رضي الله عنهما كانت تسكب عليه الماء ليتوضأ للصلاة فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه، فرفع علي بن الحسين رضي الله عنهما رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله عز وجل يقول: «والكاظمين الغيظ» فقال لها: قد كظمت غيظي. قالت «والعافين عن الناس» فقال لها: قد عفا الله عنك. قالت «والله يحب المحسنين» قال: اذهبي فأنت حرة. وأضافوا أن للعفو فضلا عظيما في تحقيق المصالحة بين الناس وإشاعة المحبة بينهم، وبالعفو ينال المسلم مرضاة الله وعفوه يوم القيامة، يقول جل جلاله «وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم» وبالعفو يكون العبد أقرب للتقوى، قال تعالى «وأن تعفوا أقرب للتَقوى». وتابع الخطباء: لقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في التسامح والعفو، فمن مواقفه عليه الصلاة والسلام التي تفيض حلما وسماحة حينما فتح مكة إذ قال صلى الله عليه وسلم لمن آذوه وأخرجوه من بلده «يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟» قالوا: خيرا أخ كريم، وابن أخ كريم، قال «فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته «لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا فأنتم الطلقاء». ولفت الخطباء إلى أن الصحابة الكرام رضي الله تعلموا هذا الخلق من النبي صلى الله عليه وسلم وتأسوا به وطبقوه في حياتهم العملية، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم عيينة بن حصن، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى هم به، فقال له الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله. ومضى الخطباء: وهذا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول: أحب الأمور إلى الله العفو في القدرة. وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة. وأشار الخطباء إلى أن الإنسان إذا كان مطالباً بالعفو عن الناس فأولى الناس بذلك زوجته وأولاده وخادمه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم أعفو عن الخادم؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله كم أعفو عن الخادم؟ فقال «كل يوم سبعين مرة». ودعا الخطباء إلى التمسك بهذه الأخلاق النبوية بالعفو عمن ظلَمَنا والتسامح فيما بيننا والصفح عمن أساء إلينا ابتغاء مرضاة الله وطلباً للثواب منه سبحانه، وإشاعة للمحبة في المجتمع
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©