أكد معالي محمد احمد البواردي الامين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي أن الاستثمار في الموارد البشرية وبناء الكفاءات الوطنية وجلب التكنولوجيا المتقدمة هي الركيزة الاساسية لصناعاتنا، مشيراً إلى أن الصناعات الوطنية المتخصصة تعتمد على سواعد ابناء الإمارات فهم الاساس الذي تبنى عليه تلك الصناعات.
وقال معاليه خلال جولة تفقدية أمس الاول لمصانع شركة الإمارات للصناعات الدقيقة التابعة لـ "توازن القابضة" في ابوظبي إن "الولوج في عالم الصناعة يبدأ بالخطوة الاولى وهاهي الخطوة الاولى قد بدأت بنجاح"، مشيراً إلى أن اقامة مثل هذه المصانع تؤكد دخول الإمارات إلى عالم الصناعات المتقدمة وهي فعلا خطوة استراتيجية نحو تدشين قواعد صناعية متخصصة في الدولة.
وأضاف أن "ماشاهدناه في مصانع شركة الإمارات للصناعات الدقيقة هو بمثابة انطلاقة لصناعة وطنية استراتيجية تلبي احتياجات دولة الإمارات".
وأوضح معاليه أن انطلاقة شركة الامارات للصناعات الدقيقة جاءت ضمن اهداف استرتيجية أبوظبي 2030 وتحقيقا للرؤية الإستراتيجية للقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظة الله، وتوجيهات ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتطوير القدرات الصناعية المدنية والدفاعية اعتماداً على الامكانيات الذاتية.
وقال إن الاستراتيجية تهدف في الاساس الى تنويع مصادر الدخل وايجاد بدائل للنفط على المدى الطويل وضمن مساعي القيادة للتخطيط لتلبية احتياجات المستقبل.
وأضاف إن ماشاهدناه خلال هذه الجولة يعكس حرص القيادة الحكيمة لتوفير افضل سبل التعليم والتدريب لابناء الإمارات لتزويدهم بالخبرة وتسليحهم بالعلم والمعرفة لكي ينهضوا بالصناعة الوطنية في مختلف تخصصاتها.
وأشاد بفريق العمل الاداري والفني في مصانع الشركة وحث المتدربين من ابناء الامارات وهم من طلبة الهندسة الميكانيكية بجامعة الإمارات على العمل والاجتهاد لتولي مراكز حيوية في هذه الصناعة المتقدمة.
وابدى معاليه ارتياحه لمستوى التصنيع المتقدم في هذه الشركة الوطنية الرائدة في الصناعات المدنية والدفاعية بالاعتماد على الخبرات المؤهلة من أبناء وبنات الإمارات.
كما أشاد بمركز التدريب التابع لشركة الإمارات للصناعات الدقيقة والذي يتولي اعداد الكفاءات الهندسية والفنية من ابناء وبنات الإمارات لتأهليهم لتولي مسؤولية الإنتاج في هذه المصانع المتخصصة.
وشارك في الجولة كل من اللواء الركن طيار محمد بن سويدان القمزي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي وسعادة سيف محمد الهاجري الرئيس التنفيذي لـ"توازن القابضة".
واستمع معاليه إلى شرح مفصل من معتصم عودة الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للصناعات الدقيقة حول منتجات الشركة التي تتم وفقا لأرقى المواصفات العالمية، واطلع كذلك على خطوط الإنتاج التي يعمل بها عدد كبير من الكوادر الهندسية والفنية الوطنية.
بناء الموارد البشرية
من جانبه، ابدى اللواء الركن طيار محمد بن سويدان القمزي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي في تصريح لوكالة انباء الامارات "وام" خلال الجولة بمصانع شركة الإمارات للصناعات الدقيقة اعجابه بهذا المستوى المتقدم للصناعة الوطنية.
وقال "إننا نشعر بالفخر لرؤية ابناء الإمارات وهم يديرون خطوط انتاج لصناعات متقدمة" موضحاً أن الدور الذي تقوم به توازن القابضة لتدريب الكوادر الوطنية على هذا النوع من الصناعات دور حيوي واساسي يعكس اهمية الاستثمار في بناء الموارد البشرية على اسس علمية راقية.
وقال انه لايمكن النهوض بالصناعة الوطنية بدون تدريب الكفاءات والكوادر من بنات وابناء الامارات وتأهيل الشباب المواطن لكي يأخذ دوره اللائق في الصناعات المتقدمة لتوفير الاحتياجات الاساسية للدولة لتقليل الاعتماد على الخارج.
وقال اللواء القمزي ان التدريب التقني والفني الذي تنفذه توزان القابضة لابناء وبنات الإمارات هو مشروع استراتيجي يوفر مخزونا من الموارد البشرية المتخصصة لمراحل التصنيع المختلفة في الدولة.
وقال إن ثقافة الصناعة الوطنية المتخصصة تلاقي استحسان صانع القرار في الدولة لتوفير حاجات الدولة. واعتبر أن اقامة شركة الإمارات للصناعات الدقيقة وشركة كاراكال الدولية بمثابة نواة لبناء صناعة دفاعية وطنية تلبي جزءا من احتياجات الدولة بالاعتماد على الذات.
خطط استراتيجية للتدريب
من جانبه، أكد سيف محمد الهاجري الرئيس التنفيذي لـ"توازن القابضة" أن الصناعة المحلية يجب ان تكون بايدي وطنية، مشيراً إلى أن توازن قامت بوضع خطط استراتيجية لتدريب ابناء الدولة لتتمكن من مواكبة استرتيجية ابوظبي 2030.
وأوضح أن عدداً من هؤلاء العاملين في مصانع شركة الإمارات للصناعات الدقيقة تلقوا تدريباً لمدة عام كامل في ألمانيا للتدريب على الهندسة الميكانيكية لخلق كفاءات مواطنة تتولي مسؤولية العمل في كافة مراحل الانتاج والتصنيع المتخصص في أبوظبي.
وأكد حرص توازن القابضة على مواصلة جميع مشاريعها لتدريب وتأهيل الكفاءات المواطنة في مجالات متعدده، مشيراً الى الدور الهام الذي تقوم به "توازن" القابضة في النهوض بمستوى ابناء الإمارات المتدربين بشكل رفيع من خلال هذه البرامج.
وقال الهاجري إن هذا البرنامج التدريبي المتميز سوف يتواصل في ابوظبي بالتعاون مع جامعة الإمارات مؤكداً أن التدريب الفني والتقني طويل الامد يعد من اولويات "توازن القابضة" لتاهيل مهندسي الإمارات واعطائهم أفضل الفرص للنهوض بالصناعة الوطنية.
نواة للصناعات المتقدمة
وقال معتصم عودة الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للصناعات الدقيقة إن هذه الشركة التي تأسست في ابوظبي كشركة تابعة لتوازن القابضة تعتبر نواة للصناعات المتقدمة في الدولة، وقادرة على تلبية احتياجات الشركات الوطنية والخليجية والعربية والاجنبية.
وذكر أن الشركة حصلت على شهادة الجودة الايزو خلال زمن قياسي وهي الاولى من نوعها في الدولة باعتبارها متخصصة في صناعة قطع الغيار ومكونات ميكانيكية لعدد كبير من المنتجات في شتى المجالات.
وأكد أن الشركة تهدف الى تصنيع قطع غيار لتخدم العديد من القطاعات الصناعية المختلفة، كصناعة النفط والغاز وصناعة الطائرات.
وأشار الى انه تم تأسيس شركة الإمارات للصناعات الدقيقة بجهود الكوادر الوطنية من ابناء الإمارات، موضحاً أن الشركة تعتمد اليوم على خبراء ابناء الإمارات من المهندسين الميكانيكيين والفنيين في مختلف مراحل الانتاج.
وقال إن "لدينا امكانيات فنية وبشرية عالية، كما أن ابناء الإمارات اثبتوا مهارة كبيرة في العمل على اجهزة ومعدات التقنية العالية والمتخصصة، كما ان لديهم استعداداً كبيراً في للاستفادة من برامج التدريب المتخصص.
وأوضح أن العمل يتواصل في مصانع شركة الإمارات للصناعات الدقيقة على مدى 24 ساعة يوميا وطيلة ايام الاسبوع.
وقال إن مصانع الشركة تضم عدداً كبيراً من المكائن الضخمة ذات القدرة العالية على تلبية كافة اجتياجات زبائنها في الوقت المحدد، مشيراً الى ان اقسام الشركة تحتوي على آلات قطع المعادن والمواد وخدمات المعالجة الحرارية ومقاومة المعادن.
وذكر ان هذا العدد الكبير من المكائن المتخصصة لايتوفر لدى اي شركة في الشرق الاوسط مما يؤكد ان ابوظبي باتت تمتلك اليوم تقنية صناعية متقدمة.
وكشف عودة عن ان الشركة مقبلة على تنفيذ خطة طموحة لمضاعفة الانتاج الى ثلاثة اضعاف عما هو عليه حاليا وذلك خلال العامين القادمين.
وقال إنه بعد تأسيس شركة الإمارات للصناعات الدقيقة في أبوظبي أصبح بالامكان توفير متطلبات السوق المحلية من قطع الغيار للشركات وتوفير البنية التحتية للصناعات المتقدمة وخاصة القطاع الرئيسية بالاعتماد على الذات وعدم الاستيراد من الخارج، مؤكداً في الوقت نفسه أن الامكانيات الهندسية المتخصصة لدى الشركة على مستوى عال جداً وتنافس مثيلاتها الاوروبية.
ميزانية لمدة خمس سنوات
من جانبه، قال الدكتور صلاح زينة مدير أول تدريب في "توازن القابضة" إن شركة الإمارات للصناعات الدقيقة تقوم حاليا بتنفيذ برنامج تدريب تابع لـ "توازن القابضة" وهو أول برنامج تدريبي تجريبي طويل الامد في الدولة.
وأوضح أن "توازن القابضة" وبدعم من الحكومة خصصت ميزانية لمدة خمس سنوات وقد تمتد إلى عشر سنوات لتأهيل الكوادر الوطنية من ابناء وبنات الإمارات في الهندسة الميكانية وغيرها لكي يتولوا مراحل العمل والانتاج في المصانع المتخصصة بابوظبي.
وقال إن البرنامج الحالي يضم 40 طالبا من طلبة الهندسة الميكانيكية وهو برنامج تم تصميمه بالتعاون مع معهد الماني متخصص في تاهيل الكوادر الفنية والتقنية والهندسية.
وأشار إلى انه بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين شركة توازن القابضة "توازن" وجامعة الإمارات العربية المتحدة في مجال إعداد برنامج دراسة الهندسة الميكانيكية قامت شركة "توازن القابضة"، مؤخراً ببرنامج تدريبي عالي عبر إبتعاث مجموعة من الطلبة المواطنين للتخصص في الهندسة الميكانيكية في ألمانيا.
وأوضح أن البرنامج حقق نجاحاً كبيراً ويستقطب عدداً كبيراً من ابناء الإمارات من طلبة الهندسة الميكانيكية بالتعاون مع شركاء في التدريب من المانيا والنمسا وسويسرا.
وذكر انه يتم سنويا تخريج 20 مهندساً ميكانيكياً من ابناء الامارات سنويا ويلتحقوا بالعمل اثناء وفور تخرجهم.
وقال الدكتور صلاح ان الدراسة تتم في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة الامارات لمدة ثلاثة ايام في الاسبوع فيما يعمل هؤلاء الطلبة الملتحقين بالبرنامج التدريبي لمدة يومين في الاسبوع في مصانع شركة الامارات للصناعات المتقدمة التابعة لـ" توازن القابضة"بابوظبي.
واوضح انه يتم تدريب الطلبة على طرق التفكير الهندسية وحل المشكلات الهندسية وخلق الابداع في العمل مشيراً الى ان هذا هو الفرق بين التقني والفني في بيئة العمل الابداعية.
وذكر أن طلبة الإمارات امضوا بنجاح السنة التأهيلية الاولى في الهندسة الميكانية في المانيا ويواصلوا العمل والتدريب في مصانع شركة الامارات للصناعات المتقدمة مشيرا الى ان مركز التدريب داخل شركة الامارات للصناعات المتقدمة بابوظبي يوفر حاجات الشركة من الكوادر التقنية ذات التأهيل الهندسي العالي.
وقال "إننا نسعي إلى تنمية مهارات التفكير والابداع والتخطيط لدى الطلاب الإماراتيين في الهندسة الميكانيكية.
وحول مدى اقبال الفتيات للعمل والتدريب والدراسة في هذا المجال، قال الدكتور صلاح زينة ان مائة وتسعة طالبات من بنات الامارات تقدمن للعمل في مصانع شركة الامارات للصناعات المتقدمة ويجري حاليا وبالتعاون مع "توازن القابضة" تأهيلهن للعمل في هذا المجال الصناعي المتخصص من خلال برنامج تدريبي واختبارات للمهارات لتوفير فرص العمل.
وقال إن توازن القابضة وشركة الإمارات للصناعات المتقدمة تفتح الباب أمام بنات الإمارات للانخراط في العمل لدى مختلف اقسام الصناعة المتخصصة وفي كافة مراحل الانتاج المدني والعسكري.
وخلص إلى القول أن استراتيجية "توازن القابضة" تركز على أن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في بناء الانسان ولذلك فانها تسعى الى توفير المزيد من فرص التدريب والتعليم لابناء وبنات الامارات ضمن برامج تأهيلية طويلة الامد لتسليمهم خطوط انتاج بالكامل ضمن خطة لتوطين الصناعة الدقيقة.
ويذكر ان المنهاج التدريبي الذي يتلقاه عشرون متدربا مهندسا من ابناء الامارات في معهد "اس بي ايه" بالمانيا، كما ان خطة "توازن" تهدف الى توظيف عشرين مهندساً مواطنًا سنوياً في مصانعها بابوظبي.
ومن المقرر ان يستمر هذا البرنامج الطموح لمدة سنوات بحيث يتم ابتعاث 20 مهندساً ميكانيكاً سنوياً من ابناء الامارات الى الخارج.
وأوضح أن وجود المعهد إلى جوار مقر ميركيل يؤكد استفادة ابناء الإمارات المتدربين في البرنامج في الاطار العملي والنظري لكي يتولوا مسؤولية إدارة خطوط الإنتاج في شركة "توازن القابضة "، وذلك بعد اكمالهم الفترات التدريبية المقررة.
وقال إن الهدف من هذا البرنامج ليس تلبية احتياجات الشركة فحسب بل من أجل توفير احتياجات السوق المحلية من الكفاءات المواطنة في الهندسة الميكانيكية، وبما يساهم في تنمية اقتصاد الإمارات وتطويره إلى آفاق جديدة من الإبداع والتميز.
وتركز "توازن القابضة" على توطين التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في عملياتها الإنتاجية والمساهمة في جهود حكومة أبوظبي في تعزيز القدرات التكنولوجية في قطاع الصناعة المتقدمة وتوطينها بما يساهم في رفع مستوى الأداء الصناعي والاقتصادي بالدولة، وذلك من خلال تطبيق مقاييس الجودة والتميّز واستقطاب أفضل المهنيين والكوادر البشرية، بما يحقق قفزات نوعية لحركة النهضة الصناعية المتنامية التي تشهدها أبوظبي
عدد اليوم
