7 نوفمبر 2009 21:53
يبلغ حجم استثمارات أبوظبي المتوقعة في قطاع تحليه المياه خلال السنوات العشر المقبلة حوالي 70 مليار درهم تضاعف حجم إنتاجها من الماء الصالح للشرب من 630 مليون جالون كبير يومياً إلى 1200 مليون جالون كبير يومياً فيما تبلغ استثمارات دبي المتوقعة في قطاع تحلية المياه خلال الفترة نفسها حوالي 60 مليار درهم، بحسب خبراء ومشاركين بالمؤتمر العالمي لتحلية وإعادة استخدام المياه الذي بدأ فعالياته في دبي أمس.
وقد انطلقت أعمال المؤتمر، الذي يستمر خمسة ايام بمشاركة اكثر من 1300 وزير مختص وخبير ومسؤول من دولة الامارات ودول العالم، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.
وقد حضر سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون بدبي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي نظمته المنظمة الدولية لتحلية المياه بالتعاون مع دبي العالمية للموانئ تحت شعار “ تحلية المياه لعالم افضل”.
وتحتل الإمارات المرتبة الثانية عالمياً من حيث إنتاج المياه المُحلاة حيث يبلغ عدد محطات التحلية بالدولة أكثر من 30 محطة بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 1.3 مليار متر مكعب سنوياً تسهم في توفير 98% من المتطلبات المائية المنزلية والصناعية.
وتحدث معالي محمد ظاعن الهاملي وزير الطاقة في المؤتمر مشيراً إلى أن دولة الامارات انتجت عام 2008 ما يصل الى مليار جالون من المياه بواسطة محطات التحلية وهي تشكل ما نسبته 13 بالمائة من القدرات الإنتاجية للتحلية في العالم.
وأشار معالي محمد الهاملي إلى التحديات الكبرى التي تواجه الدول والمعوقات التي تحول دون توفير الحاجة من هذا الشريان الحيوي وذلك بسبب اختلال التوازن في المعادلة والتغيرات المناخية التي طرأت على الكرة الارضية والطلب المتزايد على المياه بسبب مشاريع التنمية المستدامة والنمو السكاني المطرد وقلة مياه الامطار في العديد من المناطق.
وأوضح أن صعوبات جمة فنية وتقنية واقتصادية تحول دون بناء محطات تحلية في بعض الدول المحتاجة ودعا الى تأسيس مؤسسة دولية لمواكبة احتياجات العالم خاصة المناطق الفقيرة وعلاج الوضع المائي المتردي على مستوى العالم إما لعدم وجود موارد مالية او مصادر طبيعية او بسبب الاستخدام السيء للمياه وكلها أسباب تؤدي الى نقص كميات المياه المطلوبة ما يهدد مستقبل البشرية التي غدت على حافة أزمة ما مائية حقيقية.
وقال معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن الإمارات تأتي في طليعة دول المنطقة على صعيد إطلاق مبادرات غير مسبوقة بهدف تعزيز موارد الماء العذب وبالتالي وضع معايير جديدة على مستوى تحقيق التنمية المستدامة.
وقال إن الدولة واصلت اهتمامها بتطوير قطاع تحلية المياه كما تبنت حزمة من الخيارات الأخرى لمقابلة زيادة الطلب على موارد المياه، شملت تطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد المائية، والتوسع في إنشاء السدود لحجز مياه الأمطار وزيادة كمية تغذية المخزون الجوفي، واعتماد آليات إدارة الطلب وترشيد استخدام المياه كنظام التعرفة التصاعدية لاستهلاك المياه، وزيادة برامج التوعية، بالإضافة إلى إعادة استخدام مياه الصرف المعالجة.
و اشار ابن فهد إلى أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في قطاع تحلية المياه تأتي في ظل ارتفاع حجم الطلب على استهلاكها حيث يعد معدل استهلاك الفرد من المياه في الدولة يعتبر واحداً من أعلى المعدلات في العالم، متوقعاً أن يرتفع حجم الطلب على المياه من 5 مليار متر مكعب حاليا إلى 7 مليار متر مكعب في العام 2020.
واوضح أن اهم تلك التحديات هي الطلب المتزايد على المياه العذبة المستخلصة لضمان امدادات الأمن المائي ووضع استراتيجيات الاستخدام المستدام لموارد المياه، وتقليل الأثر البيئي الناتج عن عملية التحلية بالإضافة الى تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن تغير المناخ التي تستدعي تعديل التقنيات المستخدمة في هذا المجال لتتوافق مع مثل هذا الارتفاع وتحسين التقنيات التي تضمن الاستخدام الكفء لموارد الطاقة وتسهم في التقليل من انبعاثات غازات الدفيئة وتطويع تقنيات التحلية لتتوافق مع الظروف البيئية للمنطقة وصولا إلى تحلية خضراء صديقة للبيئة.
ومن جانبه قال حمد الهاشمي مدير عام معهد دبي للتكنولوجيا التابع لـ (تكنوبارك) رغم أن الإمارات تقع ضمن حزام المناطق الصحراوية الجافة حيث إن معدل سقوط الأمطار يقل عن 100 مليمتر سنوياً إلا أن الدولة تشهد ارتفاعا كبيرا في حجم الطلب على المياه بسبب التطور العمراني والحضاري والصناعي والنمو السكاني.
وقال أنسليم جودينهو، المدير العام لشركة “إنترناشيونال كونفرينسز آند آكزيبيشنز” إن الدراسة الاستقصائية التي اجرتها شركته المتخصصة في الابحاث والمعارض أكدت أنّ دبي تعتزم استثمار اكثر من 16 مليار دولار أميركي في مجال معالجة المياه والمشاريع المائية ومشاريع الطاقة وذلك خلال السنوات الثماني أو العشر القادمة، حيث ستوفر تلك المرافق التي سيتم إنجازها 600 مليون جالون كبير، وهذا ما يشكل زيادة كبيرة مقارنة بالكمية المعالجة حاليا والبالغة 278 جالون كبير يوميا
المصدر: دبي
عدد اليوم
