الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد المرزوقي: من «بيئة الإمارات» أشرقت موهبتي

محمد المرزوقي: من «بيئة الإمارات» أشرقت موهبتي
17 يونيو 2010 20:51
عندما ينبت الضوء لحظة، وفي هذا الضياع المستمر للوقت، ومع الركض السرمدي للزمن، يقف المصور محمد عبدالله المرزوقي حاملا كاميرته ليجمد اللحظة ويجسدها ضوءا لتسافر بنا إلى حيث الجمال. ومن خلال رحلتنا لتذوق الجمال في صور المرزوقي، يتجلى للمشاهد في أغلب أعماله ما يستجيب بحيوية مع الموضوعات التي تحتويها كوادر الصور، وهي مشاهد مصورة بدقة وحنكة تنم عن عين تتمتع بسرعة بديهة واغتنام اللحظة وتكثيفها في مشهد بصري يجسد أفكاره وعواطفه بشكل غير مباشر، من خلال الضوء والظل، غير أن الخطوط في تلك الموضوعات تلتف وتتكور في حركة جامحة، والضوء يسير نحو منطقة الظلال أحياناً في مقابلات متناقضة وأحياناً أخرى في حوارات تدريجية. المصور الإماراتي محمد المرزوقي يلتقط صوراً تجعلك تقف طويلاً أمامها، فمع كل مشهد يصوره بعدسته تأخذك مخيلتك إلى ذلك المكان، وتنسج خلال وقت قصير ودون أن تشعر رواية لما شاهدت، بل أكثر من ذلك يخلق لديك الشوق لزيارة كل مكان تراه في صوره. بدأت رحلته في عالم التصوير منذ صغره، كل صورة يلتقطها تخلد حقاً لحظات الزمن فلا يدعها تعبر من دون أن تترك شيئاً من عبقها. مالكاً مكونات سحر خاص قادر على جعل الأشياء تتحدث إليك فتخاطب قلبك وعقلك. رحلة الإنطلاق يقول المرزوقي عن رحلته في عالم التصوير الفوتوغرافي: “إنه حلم لرغبة قديمة لازمتني منذ الطفولة سعياً وراء فهم عالم التصوير والغوص عميقاً في أسراره وخباياه، ظل الحلم يراودني بامتلاك آلة تصوير، ولكن الإمكانات حالت دون تحقيق ذلك، فكان جمع مصروفي اليومي وشراء الكاميرا وتحميض الأفلام الإنطلاقة الأولي لعالم التصوير”. أولى خطواته شبه الجادة، كانت بحصولة على المركز الثالث على مستوى الدولة في إحدى المسابقات المحلية، عن ذلك يقول:” بعد حصولي على الجائزة والتي كانت مبلغاً من المال، أول ما خطر ببالي شراء كاميرا احترافية، لتكون تلك الصور التي التقطها من خلالها انطلاقتي الحقيقية للتصوير”، يتابع “لم أقف عند هذا الطموح فقط، بل شاركت في العديد من المسابقات التي تنظمها الجهات الحكومية والخاصة بجانب المشاركة في المعارض التي تنظم لهواة التصوير الفوتوجرافي “. عالم الاحتراف وحتى ينتقل من عالم الهواة إلى عالم الاحتراف دخل المرزوقي عدة دورات في التصوير، يقول عن هذا الجانب:”لقد صقلت موهبتي في بداية مشواري بالالتحاق في الدورات المتخصصة في مجال التصوير واحتكاكي مع المصورين المحترفين أينما كانوا داخل الدولة وخارجها، والاطلاع على الكتب المتخصصة بالتصوير الضوئي، ولا أنسى فضل المسؤولين القائمين في هيئة أبوظبي للسياحة حيث قدموا الدعم الكبير لتنمية مهاراتي الفنية، ومن حينها أصبحت لهوايتي منهج واضح بعدما اتضحت رؤية ما احتاجه من لقطات وأفكار تفي بميولي، من خلال التقاط صور جمالية لإمارة أبوظبي باعتبارها من أجمل الوجهات السياحية”. عين المصور “الصورة الجيدة لا تلتقطها الكاميرا الجيدة بل المصور الجيد”، يقولها المرزوقي بكل ثقة: “عين المصور تلتقط اللقطة قبل الكاميرا، لأن المصور الذي لا يملك نظرة فنية أو ثقافة تصويرية لايمكنه أن يحصل على صورة جميلة حتى لو توافرت له كل المعدات الاحترافية، لأنها عملية متكاملة بين ثقافة المصور والكاميرات الحديثة، والدليل هو أنه حتى في يومنا هذا ومع تقدم آلات وبرامج التصوير تظل الصور المأخوذة منذ عشرات السنين من مصورين محترفين متربعة على عرش التصوير رغم أن الآلات التي كانت تستخدم بسيطة جداً مقارنة بالمتوافرة حالياً في الأسواق”. بيئة الإمارات بيئة الإمارات هي جل اهتمامي، يقول المرزوقي وأمامه مجموعة صور جميلة من أبوظبي:” إمارة أبوظبي تعتبر من أكثر المناطق الزاخرة بتضاريسها الخلابة، فهناك المعالم التراثية والطبيعية والسياحية، ورغم أن الجميع يشاهد تلك المناظر بنفس النظرة، الا أن للمصور نظرته الخاصة، فهو الأقدر على الإحساس بها والتقاط جمالياتها الصامتة سواء كانت صحراء أو جبالا وسهولا وأزهاراً، وقد تتواجد الفكرة في ذهن المصور، فيبحث عما يجسد هذه الفكرة من خلال الواقع، وأحياناً يتفاجأ المصور بلقطة أو منظر معين ، فيتوجه تلقائياً لالتقاطها فتلاحقه الفكرة بعدها”. يصمت ويتابع بابتسامة “كل المناظر والصور التي التقطها اعتز بها وهن قريبات من قلبي لكن الصور المؤثرة في المشاهد هي الأهم باعتبارها أثرت به، وهي الرسالة التي أود أن أرسلها لهم من خلال التقاط تلك الصور”. الحركة التصويرية أصبحنا نمتلك كل مقومات النجاح والإبداع، والمصور الإماراتي قادر على التحدي والخوض حتى يصل للعالمية، في إشارة من المرزوقي عن الحركة التصويرية في دولة الإمارات يتابع:”شبابنا حققوا في السنوات الأخيرة جوائز عالمية في مجال التصوير الضوئي ولا نستهين بقدراتهم، ولا سيما تنوع المسابقات المختصة في مجال التصوير الفوتوجرافي لدى المؤسسات الحكومية في الدولة وبالأخص مسابقة مكتب أبوظبي للهوية الإعلامية ومسابقة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ونادي تراث الإمارات، وذلك لرقي الحركة الفنية بشكل عام والحركة التصويرية بشكل خاص، وانماء وصقل مواهب المصورين وتنمية مهاراتهم”. ويعتقد المرزوقي أن أهم صفة يجب أن يتحلى بها المصور هي أن يضيف لمسته الخاصة على صوره وجعلها بصمة نادرة، عن ذلك يقول:” هذا الفن يعتمد على الإحساس والخيال وله قواعد وأبعاد لابد أن يعلمها أي شخص يرغب في ممارستها، اذ يجب على المصور مراعاة الأبعاد بينه وبين ما يقوم بتصويره، ويختار الزوايا الصحيحة، وحجم الشخص داخل كادر التصوير، حتى تظهر الصورة في أفضل حال، عكس الهاوي الذي يلتقط الصورة، ومع ذلك وفي كثير من الأحيان لا يضمن نجاحها. فالتصوير من وجهه نظري ليس هواية شاقة بل يعتمد على قوة الإحساس بالصورة أولا، ثم يكملها بأنماط ومكملات الكاميرا، وهذه الصفات هي من أهم المميزات التي يجب أن يتحلى بها المصور الناجح، فحب الفنان لهذا الفن العريق يتطلب التمتع بذوق وحس فنيين رفيعين ، ما يكفل له أن يكون ملماً بعلم التصوير وثقافة العلوم البصرية بشكل عام ، وأن يكون سريع البديهة ، صبوراً، فلو لم يكن للفنان صبر لما أبدع”. مراحل التصوير ويؤيد المرزوقي استخدام الفلاتر في كاميرات التصوير قائلا:”على المصور المحترف أن يستخدم ويجرب كل وسيلة تساعده على إظهار صورته، لتظهر بشكل جميل أمام المشاهد وذلك يعود على الفكرة المترتبة من وراء التقاط أي صورة، ذلك أن الصورة تمر بمراحل عدة قبل التقاطها، تبدأ بالفكرة ثم اللقطة ثم معالجتها بأي برنامج مختص للتصوير وبعدها الطباعة، وأخيرا كيفية عرضها بحيث تكون متناسقة مع الفكرة والرسالة الموجه للمشاهد. يصمت المرزوقي ويختم حديثه:”كلمة أوجهها لنفسي قبل غيري من إخواني المصورين، الاتكال على الله عز وجل في كل عمل وتجنب الغرور بأعمالنا وفننا، لأنه إذا أصاب الفنان الغرور فلن يستمر في التطور والإبداع، فالتواضع سمة الفنان، والمصور الحقيقي يجب أن تكون له خصلة التميز عن بقية الناس، بحيث يكون متميزاً بأعماله التي فيها تجسيد وعمق فكري واسع، وليس التميز بالأعمال كافياً بل حبذا لو كان متميزاً بأخلاقه وأسلوبه وتعامله الحسن بين تلامذته وأقرانه”. تقول الأسطورة القديمة إن “نرسيس” أغرق في الماء ، لأنه فُتن بالصورة، وذابت مهجته فيها، ليجسد أول حالة افتتان لمرء بالصورة على مر التاريخ، وبدء خوض تجارب تحويلها إلى واقع.. إنجازات ومساهمات ? المساهمة بنشر كتاب (أبوظبي روح وحياة أصيلة) من قبل هيئة أبوظبي للسياحة 2008. ? تغطية جميع الفعاليات المقامة من قبل هيئة أبوظبي للسياحة من 2007 حتى الآن. ? تزويد التقويم الميلادي لهيئة أبوظبي للسياحة لعام 2008 بالصور الفوتوغرافية الفنية. ? اقامة العديد من الدورات والورش الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي. ? المساهمة في تصوير جميع أعمال الفنان الإمارات التشكيلي/ عبدالقادر الريس في كتابه (الوان من حياتي)2007. ? المساهمة بتزويد وزارة التربية والتعليم بالصور الفوتوغرافية للمناهج الدراسية. ? المساهمة بتزويد شركة بترول أبوظبي (أدنوك) بالصور الفوتوغرافية الفنية لتقويم 2006م. ? المساهمة بتغطية جميع الأنشطة الصيفية للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة من 2001 الى 2007. ? الجائزة الأولي في مسابقة مزاينة الظفرة للتصوير الفوتوغرافي 2009. ? المركز الأول في جائزة العويس للدراسات والإبتكار العلمي في مجال التصوير الفوتوغرافي 2005. ? المشاركة في معرض سوق السفر العالمي /لندن. ? المشاركة في المعرض السياحي العالمي / برلين. ? المشاركة في مهرجان آسيا أفريقيا الفني / باندونج “أندونيسيا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©