الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البطالة الأميركية تهدد محاولات علاج «الجروح العميقة» في الاقتصاد

البطالة الأميركية تهدد محاولات علاج «الجروح العميقة» في الاقتصاد
7 نوفمبر 2009 21:56
لقد حان الوقت للكف عن تمجيد ركودنا الاقتصادي المصاحب “بتعافٍ خالٍ من الوظائف”، هكذا وصفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية بيانات ارتفاع البطالة في الولايات المتحدة إلى 10،2? خلال شهر أكتوبر الماضي. وذكرت أنه على الرغم من نمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الثالث من العام الحالي، وتراجع عدد الأميركيين الذين يقدمون مطالبات تأمين البطالة وانخفاض عدد لمؤسسات المعرضة للانهيار عرضة للانهيار وتعافي سوق الأسهم من تراجعها ، إلا أنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى تعافي سوق العمل والذي بدونه ربما يكتشف الأميركيون عدم جدوى كافة المكاسب الأخرى. فقد خسرت الولايات المتحدة وظائف على مدى 22 شهراً، وارتفع معدل البطالة إلى 10.2%، وهو ما يوضح باختصار وضع أميركا وما يجب على إدارة باراك أوباما عمله. فبدون وجود فرص عمل سيظل المستهلكون الذين يشكل إنفاقهم نصيب الأسد في النشاط الاقتصادي، مترددين في الإنفاق الأمر الذي سيبطِّئ من شفاء الجروح العميقة في أسواق المساكن والمال. في ذلك يقول جون هارينجنون مدير هارينجنون للاستثمارات مؤسسة ادارة الأصول ذات المسؤولية الاجتماعية في نايا كاليفورنيا: “لكي يتحقق تعاف حقيقي لابد أن تشغل الناس، ونحن حتي الآن لم نفعل ذلك”. وكان مصطلح تعافي البطالة استخدم في الأغلب كتعبير ازدرائي حين شاع استخدامه في تسعينات القرن الماضي. ولكن في أعقاب ركود العام الماضي اكتسب معنى جديداً وهو “إذا أعطيته الوقت فإن النمو الاقتصادي سيأتي”، وكان ذلك هو الشعار خلال 2009. غير أن معدل البطالة الذي نشر الجمعة كان أسوأ من توقعات خبراء الاقتصاد ولم يكن الخبر السيء الوحيد. ذلك أن متوسط أسبوع العمل في أميركا لا يزال قصيراً على نحو غير مسبوق، ما يشير إلى أن العديد من الناس يعمل عدد ساعات أقل مم يريدون، فالناس يمكثون عاطلين لفترة أطول ويفقدون مزاياهم على الرغم مما قامت به الحكومة مؤخراً من إجراءات لزيادة تلك المزايا. فأسبوع العمل القصير ليس مجرد مؤشر بؤس العاملين المفلسين، ولكنه يعني أيضاً أنه أمام أميركا وقت طويل قبل أن يبدأ أصحاب العمل في توظيف عاملين جدد. وكتبت جاني مونتجودي سكوت المحللة الاقتصادية في جي ليبا تقول إنه “مع الشكوك المنتظرة من المرجح أن تزيد الشركات ساعات العاملين الذين يعملون عدد ساعات أقل قبل توظيف عاملين عاطلين”. وبسبب تراجع الانتاج بشكل كبير جراء صدمة النفط وانهيار “ليمان براذرز” يعول بعض الخبراء على تعاف سريع. إلا أن نمو الوظائف والأجور ظل واهناً لفترة عشر سنين. كما تراجع التوظيف في القطاع الخاص منذ عام 2000. وهو ما يعني أنه لم يكن هناك زيادة وظائف في القطاع الخاص طوال فترة تسع سنوات في الوقت الذي زاد فيه عدد سكان الولايات المتحدة بنسبة 11% حسب مكتب احصائيات العمل. ويتزامن ذلك مع ذلك حالة المؤسسات المالية التي يرثى لها حيث سقط 140 بنكاً منذ بداية عام 2008. ولم ينج سوى بعض البنوك منها “جولدمان ساش” و”جي بي مورجان” اللذان لم يقدما الكثير لأولئك المحتاجين إلى قروض لبدء مشروعات أو توسيع شركات. ويقول المحللون “كل ذلك يزيد من تذبذب السوق، ليت تلك البنوك تفعل شيئاً يعزز الاقتصاد فعلاً”. وهناك مؤشر آخر على أن الألم لا يوشك أن ينتهي يذكره شون بيسجليا مدير تنفيذي تالنت درايف أحد مكاتب البحث في شيكاجو. حيث يقول إن نحو نصف الشركات التي عاينها في أغسطس وسبتمبر إما قلصت ميزانية التوظيف أو لم يكن لديها ميزانية توظيف أصلاً، غير أنه يقر أن ذلك الرقم يمكن أن يتغير وأنه يتوقع أن توظيف العاملين سيتعافى حين يتحسن الاقتصاد عموماً. ولكن شركات مثل بيسجليا ربما تكون السبب وراء أن الأمد سيستغرق وقتاً طويلاً قبل أن تزيد الوظائف مجدداً. حيث إن التكنولوجيا الأكثر فاعلية تحل محل العمال في العديد من الصناعات. وهذا هو السبب في أن الإنتاجية واصلت زيادتها بينما قلت فرص العمل. عن «سي إن إن»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©