الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختراق عربي للحذر السويدي بـ عين حمراء

اختراق عربي للحذر السويدي بـ عين حمراء
27 أغسطس 2008 23:30
نقلت كما كان متوقعاً رواية ''عين حمراء'' لكاتبها التونسي الأصل يونس حسن خميري الى السينما، في فيلم سويدي حمل عنوان ''عين حمراء''· ومثل كل الأعمال المنقولة أخذ النقاش حول مدى التزام كاتب السيناريو بالنص الأصلي ودرجة التحوير السردي التي أشتغل عليها المخرج بصريا، أخذ مساحة واسعة من مساحة المتابعة والنقد الفني· ولأن أحد أدوار الفيلم لعبته الممثلة العراقية الأصل أنوار البياتي أو (دالاندا) كما صار الناس وأصدقاؤها ينادونها به، وجدت من المناسب التطرق الى الموضوع المثار والى غيره من الجوانب الفنية التي رافقت العمل بالتحدث اليها مباشرة· وكمدخل للحوار سألتها عن السينما السويدية وكيف رأتها من خلال تجربتها الشخصية في أكثر من فيلم، فقالت: السينما السويدية متطورة، وهي صناعة راقية وراسخة وتتأثر في الصناعة السينمية العالمية· من هنا، أعتبر نفسي محظوظة جدا، بحصولي على فرصة من هذا النوع، وأن ألعب دوراً مهماً، مساحته غير قليلة· وحتى يفهم سبب فرحتي، من المهم الإشارة هنا الى طبيعة المجتمع السويدي المغلق، الذي يصعب عليه قبول الآخر بسهوله في الحياة اليومية، فما بالك في السينما!· خصلتا الفردانية والحذر، تنعكس على الفنان السويدي بشكل عام، لذا أعتبر مشاركتي نجاحاً وخرقاً للحواجز النفسية، وحصيلة لجهد واجتهاد سأواصل بذلهما تجاوزا للنقطة التي بدأت منها· وعن بدايتها تقول: أعتبر الفيلم القصير ''عشتار وبربارا'' للمخرجة نانا هولمن، هو المفتاح الذي فتح لي باب السينما السويدية· كانت تجربة مثيرة، لم يكن عندها نص جاهز، لقد خلقناه سوية من وحي أفكارنا وطورناه من خلال التجريب والحوار· الفيلم يعكس تصادم الشرق والغرب، لعبت فيه دور منظفة، وبعد نجاح الفيلم عرض على مراكز تدريس اللغة السويدية للمهاجرين· وتضيف وهي تضحك: وصار كل منظفي المدينة يعرفوني!· وبالنسبة لفنانة مثلك، جاءت من العراق الى السويد، ثقافتها مختلفة ومشاكلها كذلك، ما هي أشكال الصعوبات التي واجهتك؟ تجيب: الصعوبة الأكبر، عدا اللغة والعمل في بيئة غير بيئتك، هو الشغل مع نفسك قبل كل شيء· هم يضعون حواجز وعليك تجاوزها· الصعوبة الآخرى التكنيك· نحن نفتقر للمستوى التقني الذي يشتغلون عليه، وإيقاع عملهم مختلف، هم مسترخيون وعندما يصلون الى لحظة التصوير يأتون وكل شيء جاهز تحت تصرفهم· هذة نتاج خبرة طويلة مكتسبة، نحن نفتقدها، مثلما نفتقد لحرية الجسد التي يتمتعون بها· الجسد عند المثل الغربي عموما هو وسيلة تعبيرية أساسية· أنا متأخرة عن هذا المستوى وأتمنى مستقبلا العمل مع عرب أو عراقيين لأرى ماذا سيوفر تقارب المستوى التقني وأنعدام الضغط النفسي· وعن المحصلة التي حققتها من المشاركة في الفيلم تقول: الفيلم ممتع حقا، المشاهدة البصرية أسعدتني وأزعجتني في بعض الأحيان، الأحداث جاءت متلاحقة وسريعة وهي أقرب الى أيقاع الفيلم الأميركي ولكنه قال، في الأخير، شيئا واضحا· وتضيف: للمخرج كل الحق في كتابته المشهدية، وله حق طرحها وتنفيذها، ولكن هل يتقبلها الجمهور، كما هو يريد، هذة مسألة أخرى· أظن، بإعتماده على الإيقاع السريع واستخدامه للتقنيات والمؤثرات الحديثة، أراد بها تحقيق نجاح جماهيري لفيلمه، وأيضا ابتعاد عن ايقاع الرواية نفسها· لذا جاء الفيلم سلساً وبإيقاع سريع وديناميكي· وعما إذا كان فيلم ''عين حمراء'' قد فتح لها أفاقا، تجيب: قلت لك في إحدى المرات إن عملي في السويد هو عملية جمع نقاط· نقاط من هنا وهناك، وشبهتها بعملية لظم المسبحة، وما جمعته سابقا، ليس بالكثير، ولكن بعد دور ''دالاندا'' ووقوفي أمام ممثلين كبار، أظن أن المسبحة قد اكتملت الآن، وأن أفقا واسعا انفتح أمامي· أبقى في انتظار الفرص ومساندة الجمهور العربي· الموهبة هي الأساس ولكن الحلم هو محفزها، وبدون نصح الآخرين ومؤازرة الجمهور لن يتحقق هذا الحلم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©