الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التدليل المبكر يفقد الرضيع القدرة على «تسلية نفسه»

التدليل المبكر يفقد الرضيع القدرة على «تسلية نفسه»
10 أغسطس 2016 08:44
خورشيد حرفوش (القاهرة) أوضحت الدكتورة ناهد النمر، أستاذ العلوم السلوكية في كلية التربية أن الطفل قي شهوره الأولى قد يكثر من البكاء والصراخ بين الوجبات بدلاً من أن ينام هادئا، لتسارع الأم وتنهضه من فراشه وتتمشى به في أرجاء المنزل فيكف عن الصراخ، لكن ما إن تعود به إلى الفراش حتى يعود إلى سيرته الأولى، حتى خلال الشهرين الأولين، فالأرجح أن الطفل يشكو من ألم ما داخلي. فاذا كان يتوقف عن الصراخ عندما تنهض به الأم فمن المرجح أن الحركة والمسايرة، وربما الضغط على بطنه حين تحتضنه هي العوامل التى تجعله ينسى أوجاعه مؤقتا. متاعب وقالت «الأم الحبة بتسلية طفلها، قد تفسد الطفل بعض الشىء عندما تكون مغتبطة به إلى حد أنها لا تنقطع عن ملاعبته طيلة أوقات يقظته، وهذا أمر يجعل الطفل يعتمد عليها كليا في تسليته، وينسى تدريجياً كيف يسلي نفسه بنفسه، فيشعر بالضجر وألم الفراق عندما يجد نفسه وحيداً، ويأخذ بالصراخ ليلفت الانتباه إليه. وهكذا تحصد آلام المتاعب من حيث أرادت المتعة. فإذا كانت الأم مستعدة لأن تنهض طفلها وتتمشى به في أنحاء المنزل كلما رفع صوته، فإنها ستجد في غضون شهرين أنه أصبح طفلاً مضطرباً، يمد نحوها ذراعيه في كل لحظة من لحظات يقظته. وإذا استمرت في تلبية طلبه فإنها ستصبح في النهاية أسيرة رغباته الطاغية. نماذج وتلفت إلى أن هناك صنوفاً ونماذج من الآباء والأمهات ينقادون بسهولة في إتجاه الإفساد. فهناك على سبيل المثال، الأبوان اللذان انتظرا مدة طويلة ولادة ابنهما، وهناك الأبوان اللذان يعتبران أنهما محرومان في المجتمع ويريدان لطفلهما كل الأشياء التي حرما منها. وهناك الأبوان اللذان تبنيا طفلا ويشعران بأن عليهما أن يقدما مجهوداً يفوق مجهود البشر ليبرهنا عن استحقاقهما لهذا التبني. والأبوان اللذان درس أحدهما أو كلاهما علم النفس الخاص بالأطفال ويشعران بأن عليهما واجباً مضاعفاً في إبراز قدراتهما، والأبوان اللذان يشعران بالخجل لأنهما غضبا ذات مرة على طفلهما ويريدان التعويض عليه بتحقيق جميع رغباته. والأبوان اللذان يمتلكهما الغضب أو الشعور بالذنب كلما سمعا طفلهما يصرخ فلا يستطيعان تحمل ذلك. ومهما كان السبب، فإن جميع هؤلاء الناس مستعدون للتضحية براحتهم من أجل تلبية رغبات أطفالهم. التقويم أما عن تقويم تدليل الطفل، فتؤكد الدكتورة النمر على المبادرة به مبكراً، فبقدر ما تسرع الأم في إدراك المشكلة بقدر ما يسهل عليها معالجتها. إلا أن الأمر يتطلب كثيراً من الإرادة وبعض الحزم والشدة. وتحقيقاً لهذه النتيجة ينبغي أن تتذكر الأم دائماً أن تدليل الطفل على المدى الطويل يعود عليه بالأضرار أكثر مما يعود عليه بالفائدة. لذلك فان تقويم اعوجاجه هو لمنفعته بالأساس. لذا يجب على الأم أن تضع منهجاً لنفسها يسمح لها بإنجاز أعمالها المنزلية، أو غير ذلك من أعمال معظم أوقات يقظته، وتنصرف إلى إنجاز هذه الأعمال كي تخلق انطباعا لدى طفلها أن هناك أشياء يجب أن تقوم بها. وعندما يأخذه الاضطراب ويروح يمد إليها ذراعيه، لا تتردد في عدم الاستجابة له، ورغم أنه لا يفهم الكلام، إلا أنه يفهم نبرة الصوت. ويحسن في بعض الحالات أن تتوارى الأم عن نظر طفلها، وأن لا تتحدث إليه إلا قليلا، فينصرف الطفل إلى الاهتمام بأمور أخرى. الغضب والتطلب وتكمل الدكتورة النمر: «الرفض المزمن لدى الطفل قبل الإيواء إلى فراشه، مشكلة تنمو بشكل تدريجي وبطيء. وهي في معظم الحالات وليدة المغص أوالاضطراب الدوري، ويمكن اعتبارها شكلا من أشكال الدلع. وتبدأ مع الطفل الذي كان يشكو من المغص عند المساء خلال الشهرين أو الثلاثة الأوائل. وكان قد تبين للأم أن حمله والتمشي به في أرجاء المنزل يريحه ويريحها. إلا أنها بعد بلوغه الشهر الثالث أو الرابع يتبين لها أن صراخه لم يعد وليد الألم، بل وليد الغضب والتطلب. إنه يريد من أمه أن تحمله وتسير به، لأنه ألف هذه المعاملة، ويظن أن له حقاً مكتسباً فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©