محسن البوشي (العين)- أطلق 75 طالباً وطالبة في مختلف المراحل الدراسية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات حملة للتوعية بحالات فرط الحركة والنشاط والاندفاع لدى الأطفال وأعراضها وسبل التعامل معها وعلاجها، بمشاركة أطباء نفسيين في مستشفيي العين وتوام.
واختار الطلبة الذين ينتمون إلى جمعية التوعية الصحية الطلابية في الكلية مركز بزادي مول في المدينة مسرحاً لحملتهم التي انطلقت مساء الثلاثاء الماضي، واستمرت 3 أيام خلال الفترة المسائية من الساعة الخامسة وحتى التاسعة.
وأوضحت الطالبة إكرام قيصر شعلان عضو الجمعية أن الحملة تهدف إلى توعية أفراد المجتمع، خاصة الأسر والعائلات التي لديها أطفال يعانون فرط الحركة وتشتت الانتباه بطبيعة هذه الحالة وكيفية التعامل معها، خاصة بعد أن لوحظ تزايد هؤلاء الأطفال.
وأشارت شعلان إلى أن الدافع لهذه المبادرة تولد لدى المشاركين فيها بعد ملاحظتهم قلة الوعي المجتمعي بطبيعة هذه الحالات، وأعراضها، والسلبيات المترتبة عليها.
وتطرقت الطالبة ريام الدرمكي إلى النتائج السلبية المترتبة على مشكلة فرط الحركة والنشاط لدى الأطفال، خاصة مع الإرهاق الشديد الذي تعانيه الأسرة، الأمر الذي يستوجب عليها بذل جهد الكثير من الجهد لمتابعة الطفل ورصد تحركاته داخل وخارج المنزل خوفاً عليه وتحسباً لتعرضه للأذى والضرر جراء فرط حركته واندفاعه.
ويعاني الطفل صاحب الحركة والنشاط المفرط من عدم التركيز والاندفاع وعدم التحصيل الدراسي الجيد في مدارسهم ما يشكل معه عبئاً إضافياً على المعلمين والإداريين، الأمر الذي يؤكد ضرورة التنسيق بين البيت والمدرسة لتفعيل جهود الاهتمام والرعاية لهؤلاء الأطفال وتشخيص حالاتهم ومتابعتها مع الأطباء النفسيين والمختصين.
ولفت الطالب سعد العامري رئيس جمعية التوعية الصحية الطلابية في كلية الطب والعلوم إلى أن الحملة تأتي ضمن مبادرات الجمعية لخدمة المجتمع المحلي وتوعية أفراد الجمهور بطبيعة الأمراض المختلفة المنتشرة، وغيرها من المشكلات الصحية التي تتطلب مزيداً من الوعي المجتمعي لرصدها ومواجهتها.
وتطرق الطالب محمد المصعبي أحد أعضاء الجمعية المشاركين في الحملة إلى فعالياتها التي تتضمن توزيع كتيبات ونشرات تعريفية بهذه الحالة، وعرض فيديو توضيحي مبسط للتعريف بالأعراض وكيفية تشخيصها وعلاجها، وتأكيد ضرورة استشارة الأطباء النفسيين والمتخصصين، إضافة إلى فعاليات أخرى ترفيهية مشوقة للأطفال المشاركين.
وأشارت الطالبة إيمان الحمادي إلى أن الفعاليات تضمنت استبياناً يشتمل على مجموعة من الأسئلة الموجهة إلى أولياء أمور الأطفال الذين يعانون فرط الحركة والنشاط، والمعلمين الذين يقومون على تدريسهم في المدارس، للمساعدة في تشخيص الحالة برصد أعراضها وتحديد سبل العلاج والمتابعة.
ويعرف فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال بأنه اضطراب عصبي سلوكي ناتج عن خلل في بنية ووظائف الدماغ، يؤثر على السلوك والأفكار والعواطف، وهو اضطراب أكثر منه مرض مستقل وقائم بذاته، ويمكن التعامل معه وتخفيف حدة أعراضه، بهدف مساعدة الطفل على التعلم وضبط النفس.
ويظهر هذا العرض في مرحلة الطفولة المبكرة، ويمتد لسنوات طويلة، ما يميزه عن الاضطرابات السلوكية التي قد تصيب بعض الأطفال العاديين، ويترافق معه عدد من الاضطرابات النفسية، كما أن بعض الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم قد يعانون بشكل أو بآخر فرط الحركة ونقص الانتباه، وتعاني قلة منهم اضطرابات ومشكلات في اللغة فينسى الطفل إكمال الجمل التي بدأها.
عدد اليوم
