الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراسل «سي إن إن» ستان جرانت.. من «بريزيم» الميداني إلى برنامج إخباري عالمي ينطلق من أبوظبي

مراسل «سي إن إن» ستان جرانت.. من «بريزيم» الميداني إلى برنامج إخباري عالمي ينطلق من أبوظبي
7 نوفمبر 2009 22:29
«التزاماً منها بأخبار المنطقة، ارتأت الـ «سي إن إن» CNN البدء ببث برنامج إخباري يومي انطلاقاً من مكاتبها في أبوظبي، واختارت لتقديمه مراسلها الحائز على عدة جوائز والعامل معها منذ 2001 زائرا لأربعة عشر بلداً نقل منها الأحداث الأكثر سخونة في المنطقة، ستان جرانت، الذي ينتقل اليوم من برنامج «بريزيم» Prism ، والتواجد في الميدان إلى الاستوديو جامعاً ومحللا للأحداث التي ينقلها مئات المراسلين حول العالم، يعدها ويساهم في بثها فريق يتجاوز الثلاثين شخصاً يعملون انطلاقاً من عاصمة الإمارات. الصين والباكستان وأفغانستان وسيريلانكا والعراق ولبنان وفلسطين المحتلة ومصر، بلدان لم يكتف ستان بالمرور على أحداثها إنما جعل عشقه والتزامه بمهنة المتاعب يلاحق الأخبار من جذورها ما أكسبه مصداقية فتحت أمامه أبواباً كثيرة، منها تمكنه من إجراء لقاء حصري مع النمور التاميل في سيريلانكا. كما قام بتغطية المآسي الإنسانية التي خلفها الإعصار تسونامي. وفي ذلك قال لـ «الاتحاد»، إن كونه في محطة إخبارية عالمية اكتسبت ثقة عالية في العالم عبّد أمامه الطريق ويسّر الكثير من أموره. منذ بداية هذا العام، وبعد الترحال المتواصل، يستقر ستان جرانت في مكاتب أبوظبي التي ستبث للمرة الأولى من هذه المنطقة برنامجاً يومياً يعرض في المساء من الأحد إلى الخميس، يلاحق أهم الأحداث العالمية، و»الحدث الأهم يفرض نفسه على ساحة «بريزيم» ليحلل ويناقش بعمق مع ضيوف ستان من حول العالم العودة إلى الميدان سألنا ستان إذا كان يزعجه الاستقرار بعد حياة التنقل التي عاشها مراسلا للـ «سي إن إن» ومعايشاً للأحداث على الأرض، وإن كان سيرغب في التواجد بدلاً عن المراسلين الذين سيجمع برنامجه قصصهم، يقول: في الواقع ومنذ انضمامي إلى المحطة في العام 2001 وأنا أتنقل بين البلدان متولياً تغطية الأحداث الساخنة في آسيا عموماً والشرق الأوسط والخليج وباكستان وأفغانستان، كما كنت لفترة في الصين، وبالتالي انشغلت كثيراً في تغطية الأحداث مع الـ «سي إن إن». وبالطبع فإن دوري الآن يختلف لجهة تركزه حالياً في الاستوديو مع برنامج «بريزيم» من أبوظبي. وواقع البث للبرنامج يومياً يجعل العودة إلى الميدان غير عملية، لذا فإن تركيزي اليوم ينصب على البرنامج... وربما تتاح الفرص في البرنامج للعودة بشكل ما إلى الميدان، لأن عملي كمراسل يجعل من التواجد في قلب الأحداث واللقاء مع الناس والانخراط في جذور القصص التي أنقلها، رغبة ستبقى دائماً في داخلي، وتمني بإمكانية العودة إلى الميدان لنقل الأحداث. إنما كما ذكرت، همي اليوم يتركز على نجاح البرنامج والتأكد من قدرتنا على بثه بأفضل شكل ومضمون ممكن، وأن يعكس هذا البرنامج آراء وأفكار أوسع شريحة من الناس، وجلّ اهتمامي أن يكون انطلاق عملنا في أبوظبي مع هذا البرنامج قوياً كما يجب أن يكون». وعن اختيار أبوظبي نقطة انطلاق يرى ستان أنها «تعكس وتعبر عن التزام المحطة الكبير بالمنطقة ومدى الجدية التي توليها لأخبارها وأحداثها. وأرى أنه البث من أبوظبي امتداداً طبيعياً لهذا الالتزام». ويشير ستان إلى أن لدى المحطة بالإضافة إلى مكاتبها ومراسليها المنتشرين حول العالم، ثلاثة مراكز بثّ أساسية أصبحت أربعة مع الانطلاق بالبث من أبوظبي، وهي مركز أطلنطا في الولايات المتحدة الأميركية، ومركز لندن في بريطانيا ومركز هونج كونج. ولفت إلى أن البرنامج سيبث في قنوات الـ»سي إن إن» من ضمن البرامج العالمية، وبالتالي سيبث البرنامج الذي يقدم من أبوظبي إلى أنحاء العالم، مضيفاً أنه من الطبيعي أن أحداث المنطقة سيكون لها الحيز الأكبر أو ربما سيأخذ الشرح عنها حيّزه بسبب الأحداث الجارية في المنطقة والتي تفرض نفسها، غير أن البرنامج عالمي بطابعه ومصمم للجمهور حول العالم، وبطبيعة الحال تفرض الأحداث نفسها على الساحة في المجال الإعلامي». وشرح عن نوع البرنامج الذي لن يكتفي بإلقاء الضوء على الأحداث العالمية، إنما سيختار أهمها ويناقشها مع ضيوف البرنامج، وبالتالي فإن المواضيع التي سيتم التركيز عليها متنوعة جداً، فقد يناقش البرنامج في إحدى حلقاته موضوعاً اقتصادياً ليتحدث في الحلقة التالية موضوعاً رياضياً، ومن دون شك سيكون للمكان الذي يبث منه البرنامج، أي الإمارات، سطوته حين تتعلق مجريات الأحداث به، و»متعددة هي الأحداث التي تجري في المنطقة، خصوصاً أن الإمارات ناحية ديناميكية «حيوية»، تبدأ على سبيل المثال لا الحصر بأخبار النفط وكل ما يحصل على ساحتها ويؤثر في مجريات الأحداث في المنطقة كلّها». يشارك في البرنامج مكاتب المحطة قاطبة، أربعون مكتباً حول العالم، تعمل على تغطية الأحداث في أوقات مختلفة وسوف تساهم في أخبار البرنامج بموازاة مساهماتها في البرامج الأخرى وتغطية الأحداث، وهذا يعني أنه بالإضافة إلى فريق العمل المقيم في أبوظبي والذي يتجاوز الثلاثين شخصاً، ثمة المئات المئات من المساهمين والمشاركين في الإعداد للبرنامج، ويقول ستان:»سيراني الناس في البرنامج إنما هناك الكثير من الأشخاص الذين سيعملون في الكواليس خلف الشاشة من أجل جعل هذا البرنامج ممكناً». وجهات النظر وحول اختيار التركيز على حدث دون الآخر، يشير ستان إلى أنه وبطبيعة العمل الإعلامي، كما الجميع يعلم، يفرض الحدث نفسه، والبرنامج يعرض الأخبار الأساسية لكل يوم، إنما سيتم التركيز على قراءة الأحداث وخلفياتها لرصد القضايا التي تهم الناس بتنوعهم، وبالتالي فإن القرار لا يتخذه شخص واحد، إنما مجموعة والجميع معنيون ومنخرطون في مسألة تحديد الخبر الذي سيتناوله البرنامج بمزيد من التحليل والقراءة وعرض وجهات النظر. ومن مهمات فريق العمل المقيم في أبوظبي العمل على تحديد الأحداث التي سيتم تناولها بشكل رئيسي في كل حلقة، وتعيين أسماء الضيوف والتنسيق مع كل مكاتب شبكة الـ «سي إن إن» حول العالم. ويضيف ستان:«تفرض ديناميكية البرنامج هذا النوع من العمل الجماعي، وهذا هو عماد عمل المحطات التلفزيونية، وبالتالي لن أكون منخرطاً في تقرير المواضيع التي ستثار لأن الجميع معني بالأمر ولكل شخص دوره البسيط جدا، ربما، وبالنسبة لي سوف أكون مقدم البرنامج، وستساعدني خلفيتي في المراسلة وتغطية الأحداث على الأرض في فهم ما يقوم به المراسلون وفي فهم خلفية الأحداث وحيثياتها...». ويردف:«أعتقد أن كوني كنت مراسلاً سيساعد كثيرا البرنامج لفهمي كيف يصنع الخبر، وهذا يخلق علاقة خاصة مع المراسلين بوسعي تظهيرها على الهواء. هذا بالإضافة إلى أن فريق المراسلين في الشبكة موهوبون على مستوى عال من المهنية واحترمهم وعندي الإيمان والثقة بقدراتهم على نقل الأخبار». من أبوظبي ويختم:«من دون شك، وأنا أنقل الأحداث من المراسلين سوف أتمنى لو كنت مكانهم، على أرض الحدث، إنما دوري في البرنامج مهم جدا وأتطلع للقيام به على أحسن وجه... لذا على المشاهدين توقع غير المتوقع من برنامجنا الذي سيجمع كل المعلومات والأحداث من مصادره حول العالم، والذي سيبث انطلاقا من مركزنا الجديد للبث، وهو الرابع في العالم لشبكة الـ «سي إن إن»، من هنا من أبوظبي في الإمارات العربية المتحدة». «وصفة» للمراسل الناجح عن توفر الفرص للمراسل، يقول:«عندما يعمل المراسل مع شبكة «سي إن إن»، فثمة اعتراف وتقدير يساعدانه في الوصول إلى الناس، وهذا ما حصل معي خلال تغطية الإعصار تسونامي وقد كان فريقي الأول في نقل الأحداث على الأرض، وخلال التعامل مع الناس والمأساة التي حصلت، أتيحت لي الفرصة للوصول إلى النمور التأميل، لذا أعتقد أن قدرة الشبكة هي التي أوصلتني إليهم وأنا فخور بذلك، فالمصداقية التي بنتها الشبكة عبر السنوات تساعد كثيرا مراسلي الشبكة». وعمّا إذا كان لديه «وصفة» خاصة كي يكون المراسل ناجحاً، يقول: بالطبع لدي «وصفة»، وهي الآتية: على المراسل العمل بجهد كبير جداً كما يجب أن يكون لديه القدرة على التعامل مع الناس بانفتاح وأن يكون موثوقاً، والأهم أن يكون ذا معرفة عميقة وهذا يعني متابعة كل شيء والقراءة بشكل مكثف، وأنا في الواقع أمضيت نصف أوقاتي في القراءة بحيث أنني لم أوفر في قراءة أي جريدة أو مجلة متاحة. أنا أقرأ باستمرار وأعتقد بشدة أن المعرفة التي اكتسبتها هي التي سمحت لي بأن أحظى بإمكانية فهم القضايا بشكل أعمق، وقد تجاوب الناس مع ذلك ووثقوا بي واحترموني. يتجاوب الناس بشكل رائع حين يشعرون أن محدثهم يمتلك ما يكفي من المعلومات حول الموضوع الذي يناقشه أو يسأل عنه. لذا أجد أن «الوصفة» تختصر ببذل الجهد والجدية والثقة والصدق وإمكانية التواصل مع الناس، والمعرفة التي أعتبرها من أساسيات عمل أي مراسل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©