الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة الأوكرانية.. ورسالة «بايدن»

24 ابريل 2014 00:04
هاورد لافرانتشي محلل سياسي أميركي وصل نائب الرئيس الأميركي إلى كييف الاثنين الماضي في زيارة استمرت يومين وتهدف إلى إظهار الدعم للحكومة الأوكرانية الموالية للغرب في وقت تدرس فيه إدارة أوباما إمكانية فرض عقوبات إضافية أوسع على روسيا على خلفية الأعمال التي تقوم بها دعماً للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. ويبدو أن الآفاق بخصوص استقرار أوكرانيا – وكذلك بخصوص العلاقات الأميركية- الروسية – آخذة في التضاؤل، ذلك أن الأزمة الأوكرانية لا تبدي أي مؤشر على الانفراج، رغم الاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي من أجل تجنب التصعيد، كما أن العديد من المحللين باتوا لا يستبعدون نوعاً من المواجهة المسلحة، وإنْ كانت لا ترقى إلى حرب أهلية شاملة بالضرورة. «بايدن»، الذي أخذ يلعب دوراً نشطاً على نحو متزايد في السياسة الخارجية لإدارة أوباما، التقى مع مسؤولين أوكرانيين كبار ونشطاء موالين للحكومة، وسعى لإيجاد سبل للتخفيف من حدة التوتر مع روسيا. غير أنه بالتوازي مع ذلك، أشار مساعدون سافروا مع نائب الرئيس الأميركي إلى أنه من الممكن الشروع في فرض عقوبات على قطاعات من الاقتصاد الروسي، مثل قطاع الطاقة المهم، اعتباراً من هذا الأسبوع. وفي هذا السياق، قال مسؤول من الإدارة الأميركية سافر مع نائب الرئيس للصحفيين إن زيارة بايدن تهدف إلى إظهار الدعم لـ«ديمقراطية أوكرانيا ووحدتها وسلامة أراضيها». وفي الوقت نفسه، أشار «بايدن» إلى أنه «ستكون ثمة تكاليف مرتفعة بالنسبة لروسيا إنْ هي اختارت دوراً مزعزعاً للاستقرار بدلاً من دور بنّاء خلال الأيام المقبلة»، كما قال المسؤول. وكان أوباما أعلن الأسبوع الماضي أن روسيا تواجه عقوبات أشد وعزلة دولية أكبر إنْ هي لم تسارع إلى وقف دعمها لـ«المحرضين» في شرق أوكرانيا وسحب جنودها من الحدود الروسية- الأوكرانية. غير أن روسيا لا تبدي أي مؤشر على القيام بأي من ذلك، وتشير بالمقابل إلى أن الحكومة في كييف هي التي تفتقر للشرعية وسبب المشاكل التي تتخبط فيها أوكرانيا. وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال في مؤتمر صحفي: «إنه لم يتم اتخاذ أي خطوة من قبل أولئك الذين استولوا على السلطة في كييف من أجل إزالة أسباب هذه الأزمة العميقة داخل أوكرانيا». لافروف، الذي كان حاضراً في جنيف الأسبوع الماضي عندما توصلت روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا إلى اتفاق يهدف إلى نزع فتيل الأزمة الأوكرانية، بدا أيضاً أن لديه رسالة إلى أوباما وأعضاء الكونجرس الأميركي الذين يحثونه على معاقبة روسيا من خلال سلسلة جديدة من العقوبات، حيث أكد أنها لن تنجح. وقال لافروف في هذا الصدد: «قبل منحنا مهلاً ومطالبتنا بالاستجابة لمطالب في غضون يومين أو ثلاثة تحت تهديد العقوبات، ندعو شركاءنا الأميركيين لتحمل المسؤولية بشكل كامل عن أولئك الذين جاؤوا بهم إلى السلطة». وأضاف قائلاً: «إن محاولات عزل روسيا محكوم عليها بالفشل، لأن عزل روسيا عن بقية العالم مستحيل»، واصفاً روسيا بأنها «قوة كبيرة ومستقلة تعرف ما تريد». ويذكر هنا أن روسيا لا تعترف بالحكومة في كييف التي خلفت الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، الذي فر من البلاد في فبراير في أعقاب احتجاجات موالية للغرب تحولت لاحقاً إلى العنف. وقد سعت روسيا إلى قلب الطاولة على من يحمّلونها مسؤولية الاضطرابات في أوكرانيا، حيث انتقد لافروف السلطات الأوكرانية بشدة «لأنها لم تحرك أصبعاً واحداً» من أجل كبح أعمال العنف في جنوب شرق أوكرانيا أو تقليص حدة التوتر مع المحتجين المطالبين بالاستقلال في شرق أوكرانيا الذي تتحدث أغلبية سكانه اللغة الروسية. وكان ثلاثة أشخاص على الأقل قد قُتلوا في إطلاق نار بإحدى نقاط التفتيش في شرق أوكرانيا يوم الأحد الماضي. وقد حمّلت الحكومة المحتجين الذين استولوا على مبان حكومية في نحو عشرة مدن شرقية مسؤوليةَ أعمال العنف، بينما قالت المجموعات الموالية لروسيا التي تحرض المواطنين على احتلال المباني الحكومية إن القوى السياسية اليمينية المتطرفة هي التي تقف وراء الهجوم. روسيا تُحمِّل مسؤولية الأزمة الأوكرانية منذ أسابيع لما تسميه بالقوى اليمينية المتطرفة و«الفاشية» في البلاد، وتقول إنها ما زالت تحتفظ لنفسها بحق الدخول إلى شرق أوكرانيا إن اقتضت الضرورة ذلك من أجل حماية السكان الموالين لروسيا الذين تقول إنهم يتعرضون لهجوم. وتشير تصريحات لافروف بالنسبة لبعض المحللين الإقليميين إلى أن زحفا للقوات الروسية على شرق أوكراينا قد يكون وشيكاً – وإن كان آخرون يشيرون إلى أن روسيا تهدد بالتحرك منذ أسابيع وربما ترغب في الإبقاء على أوكرانيا، وخاصة زعماءها الموالين للغرب، في حالة توتر وخوف من توغل عسكري روسي. وفي هذه الأثناء، أخذت مجموعة متزايدة من الأصوات ترتفع في واشنطن مطالبة أوباما بعدم الانتظار إلى حين قيام روسيا بعمل عسكري وبفرض العقوبات الإضافية التي هدد بها - على الطاقة والمناجم والمصالح المالية – رداًّ على نشاط يقول كثيرون إنه يرمي إلى زعزعة استقرار أوكرانيا وإفشال مسيرتها نحو شراكة أوثق مع الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار، دعا سيناتوران أميركيان (عضو جمهوري وعضو ديمقراطي من لجنة العلاقات الخارجية) أوباما يوم الأحد إلى تجاوز الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأميركية ضد بعض الأفراد الروس وبنك روسي بعد ضم روسيا لإقليم القرم الأوكراني؛ حيث قال السيناتور بوب كروكر «الجمهوري» عن ولاية تينيسي والسيناتور كريس مُرفي «الديمقراطي»؛ عن ولاية كنكتيكت على برنامج «ميت ذا برِس» (واجه الصحافة) إن على الولايات المتحدة أن تقوم بفرض عقوبات على قطاعي الطاقة والبنوك الروسيين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©