أبوظبي (الاتحاد)
أشار تقرير صادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز إلى أن النمو التصاعدي الذي تشهده الولايات المتحدة والصين يساهم بشكل رئيس في ارتفاع الطلب على النفط الذي وصل الى مستويات قياسية لم يشهدها منذ عام 2014.
وتوقع التقرير أن تستمر أسعار النفط بالارتفاع في حال استمر النمو الاقتصادي في هذه الوتيرة.
ولفت التقرير الى أن النفط يعتبر مادة أولية أساسية وتدخل بنسبة 95% في الحركة الاقتصادية، ولذلك على الرغم من ارتفاع الانتاج الأميركي الذي وصل الى مستويات تاريخية عند 10.7 مليون برميل يوميا، ولكن في نفس الوقت تشهد المخزونات الاميركية انخفاضاً ملحوظاً بما يعكس قوة الطلب.
ولا شك أن قرار أوبيك باقتطاع الإنتاج بحدود 1.8 مليون برميل يومياً، والعوامل الجيوسياسية تدعمان النفط، ولكن يبقى النمو الاقتصادي هو المساهم الرئيس في نمو الطلب.
وأشار التقرير الى أن ما يحصل اليوم في الولايات المتحدة الاميركية من تطورات اقتصادية نوعية وأرقام وبيانات قوية لم يشهدها الاقتصاد منذ أكثر من 20 عاماً وتحديداً فيما يتعلق بسوق العمل الذي يعتبر المحرك الرئيس للطلب على النفط، خاصة بعد انخفاض البطالة الى مستويات تاريخية عند 3.9% وارتفاع المنافسة بين الشركات للحصول على أصحاب الكفاءات، ما يؤدي الى ارتفاع الأجور، وبالتالي ارتفاع القدرة الشرائية التي تصب مباشرة في مصلحة ازدياد الطلب على النفط كونه يشكل 95% من الحركة الاقتصادية.
وفي عام 2015 عندما كانت أسعار النفط عند مستويات 30 دولاراً ووقتها كانت الصورة المستقبلية سلبية أصدر مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي سيكيوريتيز تقريراً في ذلك الوقت يؤكد أن أسعار النفط ستعاود الارتفاع نتيجة المؤشرات الواضحة للطلب العالمي الذي سيأتي من الصين والولايات المتحدة اضافة الى أنه لا يوجد بديل للنفط خلال الخمس عشرة سنة القادمة، ويبقى المادة الأولية الاساسية، وتوقع وقتها التقرير أن تصل أسعار النفط الى 80 دولاراً للبرميل، وهذا ما حصل وتحقق اليوم.
وقال التقرير إن الرؤية المستقبلية للنفط لا زالت ايجابية، حيث توقعت وكالة الطاقة الاميركية أن يزداد الطلب على النفط بحدود 1.7 مليون برميل خلال عام 2018 خاصة مع النمو الصناعي الملحوظ الذي تشهده الصين، إضافة الى النمو الاقتصادي، حيث الناتج المحلي الاجمالي بلغ 6.9 فاق التوقعات التي كانت تشير الى 6.5% وتجدر الإشارة الى أن الصين هي المحرك الصناعي للعالم وأكبر مستورد للنفط وإذا استمرت بهذه الوتيرة سيرتفع الطلب بشكل ملحوظ وتباعاً سعر البرميل.
عدد اليوم
