الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة البشري: العمل الخيري مسؤولية مجتمعية

فاطمة البشري: العمل الخيري مسؤولية مجتمعية
17 يونيو 2017 11:40
نسرين درزي (أبوظبي) أكدت المواطنة فاطمة البشري الموظفة في هيئة الإمارات للهوية بالشارقة عشغفها بتقديم العون لمختلف الفئات كجزء من مسؤوليتها المجتمعية، مشيرة إلى أن تطوعها في مؤسسة تكاتف وهيئة الهلال الأحمر منذ عام 2010 يعتبر امتداداً لدورها المهني، إذ تحرص على أفضل تفاعل مع العملاء، وهي في شهر الصيام تهب معظم وقتها لأعمال الخير وتنصرف عن أي اهتمامات تتعارض مع مواقيت توزيع المير الرمضاني للعائلات المتعففة. رحلة للمسنين فاطمة البشري تفخر بمساعدتها للمحتاجين بيديها وبأنها تشتري بنفسها ما يفرح قلوب الصغار والكبار، حتى وإن كان ذلك خارج برنامجها التطوعي.. وتعتبر أن ما من أمر يفرح أكثر من إدخال السعادة إلى قلوب من قست عليهم الحياة، وعليه تشارك في كل الفعاليات التي تطلب منها بدءاً من توزيع وجبات الإفطار داخل خيمة هيئة الهلال الأحمر الرمضانية إلى التنسيق مع زملائها المتطوعين. ومن المهام التي تضعها أمام مواقف وجدانية، زياراتها المتكررة لدار المسنين ضمن برنامج عونك الذي ترعاه «الهلال الأحمر»، ومن الفعاليات التي شاركت فيها سابقاً ضمن فريق «تكاتف» النزول إلى الشارع والمساهمة في إحياء احتفاليات «حق الليلة»، ورحلة ترفيهية للمسنين إلى منطقة المارينا في البوم بدبي، وهناك لمست في عيونهم سعادة أدخلت الراحة إلى قلبها وأبكتها في آن، عندما أيقنت أنه سيأتي يوم وسوف تصل إلى مرحلتهم العمرية. وبرأيها فإن ما يزرعه المرء في شبابه من أعمال الخير، فإنه لا شك سيحصدها بطرق مختلفة، وإن كل إنسان قادر على بث الرضا في حياة إنسان آخر على الأقل، وإن لم تكن المقدرة المالية متوفرة لا يجوز أن نبخل بوقتنا وجهدنا وشبابنا، إنما علينا جميعاً أن نتكاتف في خدمة العائلات المتعففة وتحري احتياجاتها. إيواء المتضررين وروت فاطمة البشري كيف اضطرت قبل 3 سنوات إلى النزول من البيت ليلاً والتوجه لنجدة المتضررين من السيول ، التي أصابت منطقة مويلح في الشارقة، وذكرت أن المهمة امتدت من الساعة 9:00 مساءً حتى الساعة 3:00 بعد منتصف الليل، وتعاونت خلالها مع فريق الطوارئ والأزمات على إنقاذ العائلات من البيوت التي أصابها الجرف المائي. وقالت: «كان دورنا مزدوج ما بين التعامل بإنسانية لطمأنة الناس، وتوفير احتياجاتهم البديلة ونقلهم إلى الفنادق التي تم حجزها بالكامل لتأويهم». وعن صعوبة الموقف وملامح الأسى في عيون العائلات التي وجدت نفسها فجأة في العراء، أضافت «كان علينا أن نواسيهم، ونؤكد لهم أننا لن نتركهم حتى يستعيدوا بيوتهم واستقرارهم». وهنا تصف فاطمة العمل التطوعي بأنه قمة الإحساس مع الآخر وإيثار خدمة المجتمع عن الراحة الشخصية وإن تطلب الأمر التدخل فوراً وفي أي وقت من اليوم. وعند سؤالها عن تفهم أسرتها لواجبها التطوعي الذي يستدعيها حتى في الليل، أوضحت أن الأمر لم يكن سهلاً في البداية، غير أن الأهل تفهموا فيما بعد حجم مسؤولياتها الإنسانية، وهم اليوم يشجعونها على المضي قدماً في الخطة التي رسمتها لحياتها ولاسيما أن انضمامها إلى فريق متطوعي «الهلال الأحمر» يكبرها في عيون المجتمع ويعزز من ثقتها بنفسها وبالعمل الجماعي. إسعافات أولية ولا تترك فاطمة فرصة لتطوير مهاراتها التطوعية إلا وتطرقها من باب إتقان دورها في تقديم المساعدة أينما كانت وفي أي وضع، ومن الأنشطة التي تطمح دائماً لاستثمار فائدتها، المشاركة في الدورات التدريبية للمتطوعين، على غرار برنامج الإسعافات الأولية الذي خضعت له في منطقة الظفرة قبل فترة. وأشارت إلى أن هذا النوع من المبادرات يدعم المتطوعين بالمعرفة الضرورية لممارسة مهامهم على أكمل وجه، عدا عن الانخراط الميداني في المجتمع وما للأمر من انعكاسات إيجابية على سرعة التصرف التي تعد مفهوماً بديهياً في العمل التطوعي. واعتبرت المتطوعة فاطمة البشري أن الفاعل المباشر مع مختلف فئات المجتمع تحت راية المساعدات المجتمعية، يعتبر ثقافة عامة تعزز الشخصية الفردية، إضافة إلى أن مهاماً كالتي ينخرط فيها المتطوعون كفيلة في جعلهم أشداء من الداخل قادرين على مواجهة الصعاب بالعقل والحكمة، وهنا أكدت أن العمل التطوعي ومعاينة احتياجات الأسر المتعففة من قرب يزيد من الوازع الديني ومن المواظبة على حمد الله وشكره، وتقدير كل ما أنعم به الله علينا من نعم يتمناها كثيرون لم يعيشوها من قبل. واجبات مجتمعية وبمناسبة عام الخير والشهر الكريم دعت فاطمة البشري أبناء وبنات جيلها إلى عدم التردد في التطوع لأي جهة خيرية أو جمعية تعنى في رعاية المحتاجين، واعتبرت أنه ليس أفضل من الإمارات لتكون عنواناً للعطاء بلا حدود ولاسيما أنها من أكثر الدول تألقاً في العمل التطوعي والإنساني. وقالت: نحن كشعب مثقف وواع، علينا واجبات مجتمعية يجب ألا نتغاضى عنها، ولفتت إلى أنها عندما قررت الانضمام إلى «الهلال الأحمر» لم تتردد أبداً إنما أعجبتها الفكرة لدرجة دفعتها لتشجيع قريباتها على الانخراط معها، وهكذا خطت على نهجها مجموعة من بنات العائلة اللاتي اقتدين بها وبحماسها واندفاعها لخدمة المحتاجين. مهام ومواعيد وأكدت فاطمة البشري أنها منذ انضمامها إلى خدمات التطوع المجتمعي في «الهلال الأحمر» لم تواجه أي صعوبات تذكر، ووصفت الأجواء بالمريحة جداً والأخوية، لاسيما أن ظروف التعامل فيما بين الفريق الواحد تسودها الألفة. وشرحت كيفية التواصل بين المتطوعين، حيث تأتيهم رسائل نصية تدعوهم للمشاركة في فعاليات معينة مع تحديد موقع الحدث، وهنا إما يكون الانطلاق بحافلة خاص وإنما يتوجه كل متطوع بسيارته مع الاطلاع من قرب على جدول المواعيد والمهام المطلوبة من كل شخص. وعن إمكانية عدم المشاركة عن أي فعالية، أوضحت فاطمة أن الأمر اختياري منذ البداية، والعمل التطوعي لا يلزم أحداً بأي فعالية ما لم تكن ظروفه الصحية أو العائلية تسمح له، وبغض النظر عما إذا اعتذر أحد، فإن القافلة تسير والفعاليات الخيرية تقضى في وقتها ومن دون أي تأخير، ومع كل متطوع على قائمة الاستدعاء هنالك متطوع آخر ينتظر كبديل في حالات الطوارئ. وبالنسبة لها تجد متعة في النزول إلى الشارع تلبية لنداء «الهلال الأحمر» حتى وإن كان لديها ارتباطات مسبقة مع الأهل، وتعتبر أن أي شيء آخر يمكن أن ينتظر إلا إغاثة المحتاج ورسم الابتسامة على وجه المتعففين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©