اختتمت مساء أمس الأول في بيت الشعر بمنطقة الشارقة القديمة الدورة التدريبية التي حملت عنوان ''الشعر العربي والنقد'' بمشاركة عشرين متدربا ومتدربة، بإشراف دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وذلك للموسم الثالث على التوالي·
انطلقت الدورة الثالثة في بداية شهر أغسطس الجاري، واستقطبت مجموعة من الشباب المهتمين بفنون ومذاهب وأطياف الشعر العربي، وما يجاور هذا الفن من اطروحات نقدية، وقراءات متخصصة، وانفتاح على الفنون والمسارات الإبداعية الأخرى·
حضر حفل الاختتام عبدالله العويس مدير عام دائرة الثقافة، ومحمد القصير مسؤول الأنشطة الثقافية بالشارقة والدكتور بهجت الحديثي مسؤول بيت الشعر·
سلّم العويس المشاركين شهادات إنجاز الدورة، وعبر عن رغبة دائرة الثقافة والإعلام وبيت الشعر في انضمام وتواصل المشاركين في الدورة مع النشاطات الثقافية والموسمية المختلفة التي تحييها الدائرة على مدار العام·
وفي تصريح لـ ''الاتحاد'' حول أهداف ومنطلقات دورة ''الشعر العربي والنقد'' قال الدكتور بهجت الحديثي مسؤول بيت الشعر بالشارقة والمشرف على الدورة: إن مثل هذه الدورات تترجم توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والمتمثلة في مد جسور التواصل والاحتكاك الثقافي بين الهيئات الثقافية المتخصصة، وبين فئات المجتمع·
وأكد: نحن في بيت الشعر ارتأينا أن نحول المكان إلى حاضنة لهذه الفئات وللمواهب الشابة المحبة للشعر العربي، بحيث نعمل على نشر الثقافة الشعرية بين هؤلاء الشباب المتحمسين والراغبين في النهل من معارف وأسس وجماليات هذا الفن الإنساني الرفيع، كما تهدف الدورة إلى التعريف بالمدارس والاتجاهات النقدية المرافقة واللصيقة بخصوصية التجربة الشعرية منذ بداياتها الأولى وحتى العصور الحديثة·
وأضاف الحديثي:'' بما أن الشعر العربي هو العمود الفقري للغة العربية، فإن إقامة مثل هذه الدورات يساهم بشكل أو بآخر في الحفاظ على هذه اللغة من الانجراف وسط التيارات التغريبية التي تهددها وتحاول أن تشوه ملامحها الأصيلة والجوهرية، ونحن في بيت الشعر نسعى إلى احتضان هذه الفئة الغيورة على لغتها، ونحاول أن نعزز من ولائها وانتمائها لهذا الوسيط المعرفي الشامل والمتوفر على قدر هائل من البلاغة والبيان وجماليات التعبير التي لا يمكن لها أن تنضب أو تضمحل رغم الحصار الإعلامي والاستهلاكي الراغب في جر هذه اللغة نحو الدارج والركيك والهش ''·
وعن المشاركين في الدورة ومدى الاستفادة التي جنوها بعد اختتامها قال الحديثي : '' شارك في الدورة عشرون متدربا ومتدربة من عدة جنسيات، حيث تعرفوا من خلال إطلاعهم على محتويات مكتبة الشعر والمحاضرات التخصصية على طرق نظم الشعر والأوزان ومدارس الشعر قديمها وحديثها، ورغم أن هذه الدورات لا تصنع شاعرا ولكنها تساهم في تعزيز الموهبة الفطرية لدى البعض، كما أن المحاضرات النقدية يمكن لها أيضا أن تفتح مسارات جديدة ومبشرة لمن يملك حساسية النقد والتعامل معه كعلم مستقل له أصوله وعدته ومتطلباته المعرفية والفكرية والتحليلية الخاصة''·
عدد اليوم
