الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العبادات.. فرائض تؤكد العبودية لله

15 يونيو 2017 20:37
محمد أحمد (القاهرة) شرع الله العبادات ليحقق الناس عبوديتهم له سبحانه، وتكون هي العلاقة بين العبد وربه، ويشترط للقيام بها الإيمان الصحيح والإخلاص. تنقسم العبادات إلى نوعين، ظاهرة، تقوم بها الجوارح وتدخل فيها العبادة القولية لقيام اللسان بها، مثل السجود والصلاة والحج والسعي إلى المساجد والجهاد والدعاء، وباطنه، هي أعمال القلوب، مثل النية والتوكل والخشوع والخضوع والاستعانة والحب والبغض في الله. والصلاة أم العبادات، فرضها الله دون واسطة مَلَك، ما يبين مكانتها، قال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، «سورة البقرة: الآية 43»، فهي من مظاهر الذل والخضوع الذي يتدرج فيه العبد من القيام، ثم الانحناء بالركوع، ثم الخرور للسجود، فالعبد يقف بين يدي مولاه يقرأ آياته ويتدبرها ويسأله من خيري الدنيا والآخرة. قال النبي، (ص): «وجعلت قرة عيني في الصلاة»، وتنقسم الصلاة على أعضاء الجسم، فيؤدي كل عضو فيه ما تتم به الصلاة ويخضع لله تعالى، قال ابن القيم: إن الله شرع الصلوات الخمس إقامة لذكره واستعمالاً للقلب والجوارح واللسان في العبودية، وإعطاء كل منها قسطه. وعبادة الزكاة، شرعها الله لتطهير للنفوس من البخل، قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا...)، «سورة التوبة: الآية 103»، فيستشعر العبد صلته بربه، ويزيد الشعور بأن المالك الحقيقي هو الله عز وجل. والصوم من العبادات التي تقوي عزائم المؤمنين وتزيد من تقواهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 183»، تُربي في العبد ضبط النفس الأمارة بالسوء، فتتطلع إلى الثواب والعطاء الوفير الذي أعده الله للصائمين، قال النبي: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». والحج هو العبادة التي فرضها الله على كل مسلم مستطيع، قال تعالى: (... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا...)، «سورة آل عمران: الآية 97»، ومن حكمته أن جعله في العمر مرة واحدة لما فيه من المشقة يتحملها المسلم ابتغاء مرضاة الله، وفيه تحقيق لمعنى العبودية، حيث تتطهر النفس من الذنوب والآثام. أما أفضل العبادات، الجهاد في سبيل الله، فحث الدين المؤمنين عليه وبيَّن منزلة الشهادة وحث على نيلها وسؤالها، قال النبي: «من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه»، وحذر من الركون إلى الحياة وترك الجهاد، وتتجلى في هذه الفريضة معنى العبودية الكاملة. أما الدعاء، فهو من أعظم العبادات، يربط العبد بربه سبحانه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة». فيه إظهار فقر العبد وتذلله إلى خالقه وحده دون سواه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©